لو كان مطرف صديق سفير السودان في جوبا يحمل أية جنسية أخرى غير الجنسية السودانية وأدلى بتصريحات شبيهة بما أدلى به لفُصل أو قل طُرد قبل أن يخرج من الموقع الذي تفوّه فيه بتلك التصريحات لكن من حسن حظ مطرف أنه سفير في السودان ومن (آل البيت) يجوز له ما لا يجوز لغيره من الدبلوماسيين العاديين الذين يُمسكون ألسنتهم ولا يتحدثون حتى في المتاح ناهيك عن الحديث في الممنوع!! د. مطرف بلغ به الغرور أن يقول ما لم يسبقه به أحد من العالمين حيث قال حسب (الأهرام اليوم) إن: (الترتيبات الأمنيَّة ليست شرطاً لتنفيذ الاتفاقيات مع الجنوب لكنَّه من المطلوبات الضروريَّة لتنفيذ البنود الأخرى)!! يبدو لي أن د. أمين حسن عمر الذي شارك مطرف في ذلك اللقاء لم يشأ إحراج مطرف وإلا لرد عليه وأفحمه ذلك أنه لم يكن هناك سبب لتعطيل اتفاق النفط وبقية الاتفاقيات لعدة أشهر سوى ذلك الشرط الذي أعلنت عنه الحكومة مراراً وتكراراً لكن مطرف يأبى إلا أن يستخفّ بكل من قالوا إنه ما من سبيل لتمرير الاتفاقيات الأخرى قبل الاتفاق على الترتيبات الأمنيَّة لكن بلادنا التي تشكو من قلة الوجيع لا يهمها أن يخرج سفير على كل قراراتها وكل تصريحات قياداتها بمن فيهم الرئيس ود. نافع والنائب الأول علي عثمان والذين كان بإمكاني لولا أني لا أحتاج إلى ذلك أن أُورد تصريحاتهم وتصريحات غيرهم والأيام التي وردت فيها تلك التصريحات. حدِّثوني عن سفراء يعقدون المؤتمرات الصحفيَّة ويتحدَّثون بما يحلو لهم غير مطرَّف هذا (المركِّب مكنة أكبر من مكنة الوزراء)!! مطرف لم يكتف بحديثه هذا الغريب إنما نصَّب نفسه وصياً على الإعلام وهاجم (الإنتباهة) حتى ولو لم يذكرها بالاسم حين تحدَّث عن الصحف التي تتحرَّك بدوافع (الحقد والعنصرية وتنشر الكراهية والتعالي العِرقي بين الشمال والجنوب وتتمنّى انتشار الحروب معتبراً ذلك بالأمر المخالف للدين)!! معلوم أنَّ هذه العبارات لا تُطلق إلا علينا وعلى (الإنتباهة) وبالرغم من ذلك يغضبون حينما نصفهم بالمنبطحين!! (خلّونا) نبدأ من الآخر.. من الذي قال لمطرف إننا نتمنّى انتشار الحروب؟! ألا يحقّ لي بالله عليكم أن أدعو أو أن أسأل الله أن ينتصر لمن كان على حق فإن كان صادقاً في ادّعائه أننا نتمنى انتشار الحروب أن يقتص منا؟! هل اطّلع مطرف على نيّاتنا وعلى قلوبنا حتى يتّهمنا بأننا نتمنَّى الحروب أم أنَّه يقصد أننا ندعو إلى تحرير أرضنا المحتلة من عصابات الحركة والجيش الشعبي؟! إن كان ذلك كذلك فإننا والله ندعو ونحرِّض أهل السودان على القتال كما كان الرسول يفعل بأمر ربه: (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتَالِ) أو قوله تعال (قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ وَيُذْهِبْ غَيْظَ قُلُوبِهِمْ وَيَتُوبُ اللَّهُ عَلَى مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ). إن أمثال مطرف هم من نخشى منهم على السودان فهم أناس جُبلوا على الاستكانة لا يهمُّهم أن تُحتل أرضُهم أو يهزمهم عدوُّهم ولذلك ظللنا نطالب بأن يُعهد بملفات التفاوض إلى الأقوياء لا إلى المنكسرين الخوّارين. لست أدري ماذا يقول مطرف في تحالف كمبالا؟! هل يريدنا أن نهشَّ في وجوه هؤلاء العملاء المتحالفين مع الحركة الشعبيَّة التي لا تزال تعمل على احتلال أرضنا أم نواجههم بالحسم وبقوانين الخيانة العظمى وبالقتال؟! لسنا عنصريين يا مطرف.. وليتك لو علمت أن هذه الفِرية اطلقتها علينا صحيفة «أجراس الحرية» وصحافة بني علمان الذين تعتبرهم أقرب إليك منا وكان بودي أن أقول عنك الكثير منذ خلافك مع الشهيد بلايل أنزل الله عليه شآبيب رحمته وأقول عن الجرسة عندما صرع قرنق والحزن (النبيل) عليه ولكن!! إن العنصريين هم الذين اختاروا نيفاشا على أساس عنصري منحوا من خلاله حق تقرير المصير لاثنية الجنوبيين وهم الذين صوّتوا بأغلبية أكثر من «98%» لأن يخرجوا عن وطن يجمعهم (باثنية) الشماليين ولكنكم تتجاهلون الحقيقة. لسنا دعاة حرب والله إننا نبغض الحرب ولا نتمناها فقد عانينا مراراتها لكننا نرفض الدنيَّة في ديننا وأرضنا وعندما تُحرَّر دار الإسلام من دنس الجيش الشعبي فإننا سنشنُّ الحرب على من ينادي بالحرب.