أرجو أن لا ينزعج أهلنا الشايقية من هذا العنوان ويقولون إن بينهم تماسيح يأكلون المال العام أو التموين، كلا فإن أهلنا الشايقية أهل صدق ووفاء وليس مختلسين.. ومبروك لهم وأنا بهذا العنوان أعني ذلك التمساح الخطير الذي ظهر في بلاد الشايقية الذي يختطف الإنسان والحيوان ومنع الناس من ورود البحر.. وقال فيه حاج الماحي مدحته الشهيرة: يا رحمان أرحم بي جُودك**دلَّ الغيث ينزل في بلودك التمساح تمساحاً جسَّر**كيف الشورة بحرنا إن مسَّر وظل ينادي الأولياء والفقراء وهم أموات من قبورهم ليقتلوا هذا التمساح: يا أولاد جابر بي عجميكم**إنتو الستة شكينا عليكم يا أهل القبة الباقية فريدة**ما بتغلبكم هذه الصيدة وظل حاج الماحي ينادي أهل القباب حتى يقال إنه نادى «99» ولياً ومن الطرائف أن التمساح أصبح ميتًا وبه تسعة وتسعون طعنة حربة.. هكذا تحكي القصة في ذلك الزمان وإلى الآن امتداد أبناء حاج الماحي يرددون هذه المدحة وتعليقاً على هذه المدحة الجميلة وعقيدة شيخنا الماحي مادح الرسول صلى الله عليه وسلم المشهور.. فإن التمساح حقيقة واقعة وأنه تمساح خطير وقد أكل الإنسان والحيوان وحجز الناس من ورود البحر ولذا شيخنا الحاج الماحي استجار بالشيوخ وهم أموات وأهل قباب، وبعدين كل شيخ شال حربته وقام من القبر وطعن التمساح مع «99» شيخًا، هكذا تحكي الأساطير والطرائف والحقيقة لا تقبل الجدل ما في زول يقوم من قبره ومعه حربة كمان.. ولكن العقيدة تقول ذلك وتخالف الحق الواضح إنو المات ما بقوم تاني إلا يوم تقوم الساعة للحساب، ولكن الحق الذي يقبله العقل أن هناك «عسكريًا شايقيًا» يحمل بندقية أبو عشرة وهو صاحب نيشان مثل الأمباشي حسن حسين الذي قتل تمساح السبلوقة بمنطقة شندي (عليه الرحمة) وهذا الشايقي الذي قتل تمساح الشايقية من شايقي عسكري لله دره ناتج زي حسن حسين المذكور.. ولما مات التمساح نسبوا الحكاية للجماعة القاموا من المقابر بحرابهم ذلك الزمان كانت العقائد البالية تصور مثل هذا الخيال ورحم الله شيخنا حاج الماحي، فقد كان مادحاً نبوياً أصيلاً وظل أبناؤه من بعده يرددون ذلك المديح الجميل عليهم الرحمة والرضوان وامتداد الأيام من بعدهم.. ويقول أستاذنا المرحوم الطيب محمد الطيب الباحث الشعبي إن حاج الماحي في مديحه كان يعني الاستعمار في ذلك الزمان.. وهذا برضو مخالف للحقيقة ولكنه أخف من الأموات الذين قاموا من القبور بحرابهم. سيداتي سادتي: إن التمساح حقيقي ذلك في العهد التركي ما قبل المهدية وأن الذي قتله صاحب بندقية أبو عشرة أو رمنتون في ذلك الزمان.. وفي استراحة قادمة سأقدم لكم بحثاً عن التماسيح التي أزعجت الناس في بعض المناطق وسأحدثكم عن الصيادين المشهورين مثل ابنعوف في الشمال ومثل طيفور من منطقة المسكتاب شندي وعن عكير الدامر الصياد أيضاً أرجو ذلك إلى استراحة قادمة إن كان في الأيام «باقي» وأرجو أن لا يختطفني تمساح.