من واجبات وزارة التربية والتعليم إعداد المعلّمين وتدريبهم وتوفير الكتاب المدرسي والإجلاس والسكن الطلابي وتوفير وجبة إفطار لبعض الطلاب، ورعاية البيئة المدرسية والصحة المدرسية والخدمة الوطنية والخدمة الإلزامية والمناشط الطلابية بأنواعها الرياضية والثقافية والعسكرية، وغيرها. وهناك ميزانية سنوية ترصدها الدولة لوزارة التربية والتعليم لأداء مهامها. لكن يلاحظ أن تلك الميزانيات وتلك المهام الوزاراية لا علاقة لها بطلاب الخلاوي أي بطلاب نظام التعليم السوداني التقليدي. ميزانيات وزارة التربية والتعليم ومهام وزارة التربية والتعليم، ليس في برنامجها أو عنايتها (طلاب القرآن)، إذا قرأت خبراً أن (الصندوق القومي لدعم الطلاب) أنشأ على نطاق السودان (143) مدينة جامعية سكنية طلابية، وذلك إنجاز باهر بلا شك، تأكد أن ليس مدينة واحدة من تلك المدن الجامعية الطلابية التي بلغت (143) مدينة، تختصّ بطلاب القرآن. ذلك لأن طلاب القرآن بند ساقط في برنامج (الصندوق). إذا قرأت خبراً أن وزارة التربية بولاية النيل الأزرق قد أنجزت إجلاس مائة طالب، تأكد أنه ليس بينهم طالب قرآن واحد. حيث أن على طالب القرآن أن يقضي حياته التعليمية يفترش الأرض، جالساً على التراب، حرام عليه الكرسي. ونظراً لأنّ طلاب القرآن من المعذبين في الأرض، فما ينبّغي ولا يليق بالمعذبين في الأرض سوى الجلوس على الأرض!. حيث هم بؤساء بتغذية قليلة ، ولا يأكلون الفاكهة إلا عند تلاوة آيات النعيم المقيم، حفاة يرتدون الأسمال وليس الزي المدرسي!. لذلك إجلاس طلبة القرآن بند ساقط في برنامج وزارة التربية والتعليم، حيث ليس من مهمتها إجلاسهم. إذا قرأت خبراً أن السيد الوزير أعلن توفير (الكتاب المدرسي) لطلاب السودان أو طلاب الولاية أو طلاب المحلية، تأكد أن ذلك الكتاب الذي تمّ توفيره لا علاقة له بطلاب القرآن. حيث أن توفير كتاب المدرسة القرآنية أو الخلوة بند ساقط في برنامج وزارة التربية والتعليم، إذ ليس من مسؤولية الوزارة ولا من واجبها توفير الكتاب المدرسي لطلاب القرآن. الوزارة رغم دعواها أنها لا تفصل بين الدين والدولة ولا تفصل بين السياسة والدين، ولم تكن من الموقعين ميثاق (الفجر الكاذب) في كمبالا، لكن رغم ذلك لا يعنيها في شيء توفير الكتاب المدرسي لطلاب خلاوي القرآن. تماماً مثلما كان لا يعني ذلك حكومة الإستعمار البريطاني في السودان!. وزارة التربية والتعليم طول (75) عاماً منذ استقلال السودان، بميزانياتها المليارية لم تقدِّم ولا تقدِّم لخلاوي القرآن كتابًا مدرسيًا أو غيره. أما عن صحة طلاب خلاوي القرآن، فهناك خلاوي ينتشر فيها وباء القوب والسّلّ، وغيرها، في هذا الإطار فإن وزارة التربية والتعليم لديها إجابة جاهزة عن السؤال (ماذا قدّمتم في مجال الصحة المدرسية لطلاب الخلاوي)، حيث أن الإجابة الحكومية (ليس لدينا ميزانية للصحة المدرسية. فقد صارت ميزانيتها صفر. ولم يعد لها وجود. ويتساوى في ذلك طلاب الوزارة وطلاب الخلاوي) . وإذا قرأت خبراً أن ولاية ما، قد وفرّت ستين ألف وجبة إفطار للطلاب، فتأكد أن ليس بينها وجبة واحدة ستذهب إلى طالب من طلاب الخلاوي. حيث أن في نظر وزارة التربية والتعليم أن طلاب الخلاوي يجب أن يربطوا عند الإفطار على بطونهم حجرين وليس حجراً واحداً، تأسِّياً بالمصطفى صلوات الله وسلامه عليه!. ولكن هذه الأحجار فرادى أو مثنى وثلاث، لماذا لا تُربط على بطون الولاة والوزراء ووزراء الدولة ووكلاء الوزارة؟. وإذا قرأت في الأخبار أن وزارة التربية والتعليم قد وفرت المليارات من الجنيهات لمرتبات معلمّي الوزارة، فتأكد أن جنيهاً واحداً لن يذهب لجيوب معلمّي خلاوي القرآن والذين هم مثل نظرائهم من معلمي المدارس الحكومية لديهم مسؤوليات وواجبات نحو زوجات وأطفال ووالدين وعائلات ممتدة تنتظر دعمهم. المعلمون في خلاوي القرآن بند ساقط في برنامج وزارة التربية والتعليم، وهي غير معنية بهم أو بمرتباتهم. وعند تخريج طلاب مدارس وزارة التربية والتعليم ترتفع رايات (عزة السودان) والخدمة الوطنية والإلزامية، حيث في نظر الوزارة والمشروع الإسلامي أن ذلك الشرف الوطني والإلزامي حصر على طلاب الوزارة ومحظور على طلاب القرآن!. لماذا يتخلّى المشروع الإسلامي السوداني عن ذلك الرافد الإسلاميّ الحيويّ (طلاب الخلاوي)؟. وفقاً للمنهج اللا ديني (العلماني)، في عهد الإستعمار البريطاني، كان التعليم الديني محاصرًا ومحظورًا ومحرومًا من النمو والتطور، وعلى ذات الطريق، كذلك هو ما يزال إلى اليوم محاصر ومحظور ومحروم. طلاب الخلاوي مواطنون لهم استحقاق دستوري يجب أن ينالوه.