يرى بعض المراقبين أنه ومن خلال طلب الدعم الإسرائيلي والصهيوني تتضح بجلاء معالم وأهداف الجبهة الثورية وما يسمى قطاع الشمال وانتقالهما إلى خانة المعارضة التي تعمل بالوكالة لتنفيذ الأجندة الغربية والإسرائيلية وبات جليًا وبما لايدع مجالاً للشك في نظر كثير من المراقبين أن قطاع الشمال ما هو إلا مخلب قط للقوى الصهيونية ولا شك أنه أحد إفرازات اتفاقية السلام الشامل تعزز هذا الاعتقاد من خلال التحضيرات التي سبقت اجتماع قادة ما يسمى بتحالف الجبهة الثورية المتمردة بكمبالا حيث أوكلت لياسر عرمان استقطاب الدعم المادي وذلك بابتعاثه إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية وقد تواترت الأخبار بأن أعضاء من تحالف ما يسمى بالجبهة الثورية برئاسة ياسر عرمان في زيارتهم الأخيرة لأمريكا في سبتمبر الماضي قاموا بلقاء عملاء للموساد الإسرائيلي واللوبي اليهودي في الكونغرس الأمريكي وقدم عرمان خلال الاجتماع من الموساد دعمًا للجبهة الثورية (شبيه بما ادعاه) بدعم الخرطوم لحركات المقاومة الفلسطينية، جولة عرمان سبقت اجتماع قادة الجبهة الثورية المتمردة والذي عقد بكمبالا لوضع خطة عمل للمرحلة المقبلة بهدف إسقاط النظام في الخرطوم حامت كثير من المغالطات حول فشل الاجتماع بسبب عدم توفر المال وأن ياسر عرمان فشل في تدبير مبلغ متفق عليه بعد أن تم تكليفه بترتيب وصول المجتمعين إلى كمبالا ونوّه إلى أن مني أركو مناوي كان قد اتصل بمالك عقار وطلب إرجاء الاجتماع لحين عودته من أمريكا حتى يطلعهم على نتائج اجتماعاته مع مجموعات الضغط والشخصيات المعارضة للحكومة بالولاياتالمتحدة. عرمان بتحركاته هذه أثبت أنه (عين) للصهيونية وانتقل من مرحلة معارض إلى معادي للدولة السودانية كما أن مشروع الوثيقة التي تسمى بالفجر الجديد والتي سعى هو لجلب الدعم المادي لها ما هي إلا مشروعًا عنصريًا يألب الآخرين ضد سكان الوسط والشمال والوثيقة التي تدعو لتفكيك المؤسسة العسكرية وفصل الدين عن الدولة وتنتهي بتبني الطرح الصهيوني وأن الوقت قد حان للفصل بصورة واضحة ما بين الانتماء للوطن أو الوقوع تحت تأثير الصهيونية والأجهزة الاستخباراتية. القيادي بالمؤتمر الوطني دكتور ربيع عبد العاطي قال ل (الإنتباهة): إن استنجاد عرمان بالموساد ليس بأمر جديد والدعم أساسًا متواصل وهنالك تنسيق كامل بين الحركة الشعبية والكيان الإسرائيلي واليهودي والغربي لتنفيذ أجندة معدة مسبقًا لقيام دولة علمانية ومحاربة الإسلام. وعرمان لا يوجد فرق بينه وبين الموساد واستنجاده الأخير إنما تحريك للعلاقة القائمة أصلاً وهو صناعة من الموساد وكل الدلائل تدل على أن الصلة قائمة ومباشرة بين الحركة الشعبية وإسرائيل وأن العلاقات بينهم علاقات عدائية ضد السودان وأن الحركة الشعبية ما هي إلا صناعة إسرائيلية أمريكية لديهم مخطط يريدون تمريره عبر دولة الجنوب مستغلين الوضع الأمني والسياسي بين البلدين والفشل متوقع لمثل هذا التجمع ويحمل أسباب فنائه بداخله لأنه يقوم على التناقضات ويجمع من المعارضة شخصيات لا يجمعها رابط يقوم على المبادئ والقيم وإنما يقوم على مصلحة واحدة هي إطاحة النظام بالقوة كي يقوم نظام علماني يتبع للغرب.. د. عبده مختار أستاذ العلوم السياسية من جانبه قال ل (الإنتباهة): هذا تطور خطير في اتجاه المعارضة السودانية وتكمن الخطورة في دخول سلوكيات جديدة على المعارضة السودانية وهذا التصرف ينقل المعارضة من خانة المعارضة الوطنية إلى خانة الخونة والعملاء وبالتالي لا نلوم الحكومة بعد اليوم إذا قامت بوصفهم بهذه الصفات وأيضًا هذا يبعد المعارضة عن الشعب السوداني ويفقدون أي تعاطف معهم خاصة مع قطاع الشمال لأن الشعب السوداني الذي يتبرع بالدم والمال لفلسطين فلا يمكن أن يقبل بمعارضة عميلة تدخل في عداء مع الوطن العربي والإسلامي.