نحمد للإخوة المغتربين اهتمامهم بما يُكتب عن همومهم وقضاياهم وسرعة تجاوبهم مع ما تطرحه الصحافة باعتبارها لسان حالهم، وقد تلقيتُ خلال اليومين الماضيين عددًا من المقترحات من الإخوة العاملين بالخارج حول الاستثمار ومشاركة المغتربين فى هذا الامر بجانب الاهتمام بالاستثمارات العربية التى تشجع الدولة عليها لانفاذ مبادرة العاهل السعودى الملك عبدالله بن عبد العزيز حول الامن الغذائي العربى اهمها مقترح ضرورة منح حوافز تشجيعية للمغتربين لتحويل مدخراتهم على ضوء المتغيرات في سوق العمل السعودي وإيجاد حلول عملية لإسكان المغتربين وإدخالهم نظام التأمين الصحي والتأمين الاجتماعي ووضع هذه الحلول في حزمة واحدة يستفيد منها المغترب والدولة معًا والمقترح حقيقة لا غبار عليه فقط يحتاج الى جهة نافذة ترعاه وتنفذه بآليات جديدة تقديرًا لهؤلاء النفر الذين ظلوا فى خدمة الوطن والحكومة حتى اجتازت مرحلة الخطورة جراء الحظر المفروض عليها من قبل بعض الجهات الخارجية. أعود وأقول إننا في «الانتباهة» سنتبنى مثل هذه المقترحات ونقدمها للمسؤولين حتى يعود التواصل مع المغتربين بعد أن فشلت الادارات التى كانت تحمل اسم المنظمات والجاليات والروابط فى تحقيق هذا التواصل فعليًا من خلال الزيارات الميدانية لهم للاستماع اليهم والوقوف على حجم مشكلاتهم وقضاياهم والمساهمة فى ايجاد الحلول لها والدليل مناشدة رؤساء الجاليات والروابط للأمين العام للجهاز لزياراتهم للوقوف على أحوالهم والعمل على معالجة قضاياهم المختلفة وذلك للثقل الكبير للوجود السوداني فى مناطق المملكة المختلفة وهى بالطبع لن تخرج عن هذه الحزمة من المقترحات المقدمة منهم حتى يشعروا بأنهم جزء لا يتجزأ عن هذا الوطن الحبيب. * ملف الاستثمار ملف كبير يحتاج حقيقة الى تعاون كل الوزارات والجهات المنوط بها انجاحه والاستثمار أيًا كان نوعه يحتاج الى مرونة لتنشيط السياحة باعتبارها موردًا متجددًا في العالم والدول التي نجحت في تداول ملف الاستثمار فتحت الباب أمام السياح وسهلت أمامهم كافة الإجراءات حتى يطمئنوا ويشعروا بالاستقرار لأن الاستثمار روحه الاستقرار والا فلن يخاطر مستثمر بدخول رأس ماله الى بلد غير مستقر ولا يؤمن بالسياحة، والسياحة هنا نقصد بها ثقافة البلد وموروثاته ومسابقاته الشعبية باعتبارها الرمزية والسودان بلد متعدد الثقافات والموروثات فى شماله وغربه وشرقه ووسطه، وقبل هذا يتمتع بطبيعة ساحرة وبسياحة شعبية قل أن توجد فى بعض الدول العربية ونستقبل المئات من السياح الاجانب الذين استفادوا من المناطق السياحية والاثرية بصورة كبيرة ولا نشجع على قيام المنتجعات التى تسهم فى تشجيع الحضارة الغربية ونقلها للمجتمع السودانى حتى لا نتهم بأننا نحاول ارضاء الغرب فليس الاستثمار معناه التقرب الى الغرب ولكن نريد ان نوفر للمستثمرين العرب بيئة سياحية آمنة لهم ولأسرهم واذا نجحنا فيها فستكون الخطوة الاولى لجذب المال العربى ليصبح السودان ملاذًا للعرب فى تحقيق الامن الغذائى لهم.