في الوقت الذي طالبت فيه هيئة علماء السودان أسرة الراحل المطرب محمود عبد العزيز بعدم (الإذعان) إلى الأصوات المنادية بنزع الأجهزة الاصطناعية الطبية عن ابنهم الراحل قبل وفاته باعتباره قتلاً للنفس، في هذا الوقت جاء في الأخبار أن رئيس اتحاد علماء المسلمين العالمي فضيلة الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي قال إن نزع الأعضاء من المتوفى دماغيًا يجوز. فإذا كان نزع (الاصطناعي) لا يجوز ويُعد قتلاً للنفس، ومخالفة للمادة 131 من القانون الجنائي السوداني لسنة 1991م على الأقل وهي تنص على القتل شبه العمد، فما بالك بنزع الأعضاء من داخل جسم الإنسان؟!. طبعًا في عملية الإفناء تكون هنالك حيثيات تشكل الاجتهاد وتقود إلى صياغة الفتوى وإخراجها، هذه الحيثيات تبنى على ترجيح مصالح ومحاولة دفع أضرار، لذلك يمكن القول إن للشيخ الجليل دكتور القرضاوي أجر الاجتهاد إن شاء الله. قرار إلغاء القرار أطرف قرار رئاسي هو الذي يعيِّن رئيس الجمهورية بموجبه أمينًا عامًا جديدًا لديوان الضرائب بدلاً من السابق محمد عثمان إبراهيم، لكنه عاد وألغى القرار... هذا فقط ما جاء في الأخبار.. لكن لا بد أن الناس تنتظر معرفة أسباب قرار إلغاء القرار.. على العموم إن الأمر بغض النظر عن الأسباب يُعد حالة جديدة قد تكون إيجابية إذا كانت تعني شيئًا إيجابيًا.. لكن يبقى السؤال هو لماذا لم تهتم الجهات الإعلامية بمتابعة ملابسات هذا القرار، حتى لا يأتي مثل هذا الخبر الغريب مبتسرًا؟!. السيسي وأموال التعمير قال الدكتور التجاني السيسي رئيس السلطة الإقليمية لإقليم دارفور إن عامين مضت على اتفاق الدوحة ولا جديد يُذكر. قلت إذن اتفاقية الدوحة التي وقع عليها السيسي كانت خطوة مستعجلة ولذلك كان على السيسي أن ينتظر حتى تجهَّز أموال تعمير دارفور بعد أن دمرتها الحرب التي لم تقف بعد. وتجهيز الأموال وحده لا يكفي إذا كانت الحرب مستمرة من قبل حركات متمردة أخرى، والحاجة أيضًا إلى التعمير مستمرة.. ويقول الشاعر (متى يبلغ البنيان تمامه يومًا... إذا كنت تبني وغيرك يهدم). أي ما فائدة الأموال للتعمير والحرب ما زالت مستمرة والتخريب لم يتوقف. أليس الأولى بالسلطة الانتقالية أن يكون همّها الأول هو حسم الحرب بأية طريقة حتى لا تضيع أموال التعمير هدرًا باستمرار الحرب؟!. لماذا الاهتمام بالتعمير أكثر من الحرب التي لا يجدي معها تعمير قبل حسمها؟! إن السيسي ليس مبعوثًا مثل المبعوثين الأجانب، وإنما مسؤول رفيع يعرف البئر وغطاءها، ويعرف تفاصيل الظروف وأسباب المعوقات. بعض شر يوغندا الحكومة تشكو رسميًا يوغندا للاتحاد الإفريقي هو عنوان آخر وأهم خبر في صعيد العلاقات الدبلوماسية «النفاقية» بين الدولتين، لكن إذا كان الاتحاد الإفريقي نفسه تبقى يوغندا وجنوب السودان من مكونات عضويته، فما معنى الشكوى إذن؟!. أفضل ما يمكن أن تفعله الحكومة السودانية هو أن تلغي العلاقات مع يوغندا التي لم تعد جارة بعد انفصال الجنوب.. وتكفي دولة الجنوب شرًا بديلاً ليوغندا التي أبعدها الانفصال. تُرى هل الحكومة السودانية أنها «تتكافى» بعض شر يوغندا باستمرار العلاقة الدبلوماسية؟!.