لم تقتصر الصراعات التي تدور بين الدول على التنافس الاستعماري أو التحالفات أو سباق التسلح، وإنما أيضاً في الموروثات الشعبية على الحلويات. هذا صراع حلو جداً بطبيعة الحال. هو بلا شك أفضل من الصراع على امتلاك القنابل النووية. ولا يخلو الصراع من طرافة، والسبب هو «البقلاوة»!! ما هي البقلاوة ومن هي «بقلاوة» وفيم الصراع وبين أي من الدول كان يشتد أواره؟! لعل البقلاوة معلومة لدى العالم كله بأنها ذلك النوع من الحلوى .. لكن البقلاوة تختلف في المكونات بين دولة وأخرى ولها تاريخ عريق يرجع لآلاف السنين، وفيها حكايات طريفة نحكيها هنا. يفتخر الأتراك بامتلاكهم الحق التاريخي للبقلاوة ويعتبرونها أحد أهم موروثاتهم الشعبية التي انتقلت إلى شعوب العالم الأخرى، ولكن حدث صراع بين الأتراك والقبارصة في أصلها. وتنسب البقلاوة في تاريخها القديم وشكلها البدائي للآشوريين الذين صنعوها من دقيق العجين المصنوع من الفواكه المجففة، وقدموها محشوة بالمكسرات وأخذها عنهم الأتراك. ثم بانتقالها تغيّرت بعض مكوناتها فأضاف لها الأرمن «القرفة» والعرب أضافوا لها ماء الورد، واليونانيون أضافوا لها العسل. ثم من بعد ذلك تفنن فيها اللبنانيون والسوريون فنوناً أخرى. أما قصتها وأصلها فيحكيه الأتراك يقولون إن «بقلاوة» هو اسم زوجة سلطان تركيا وكانت طباخة ماهرة طلب منها زوجها السلطان أن تصنع له صنفاً جيداً من الحلوى لم يصنعه أحد قبل ذلك. فذهبت وأعدته من الجلاش والمسلي والعسل بعد أن أنضجته في الفرن، وحينما قدمته للسلطان أعبجه جداً فأطلق عليه اسم زوجته «بقلاوة». لكن الصراع وحقوق الاختراع بلغت ذروتها بين الأتراك والقبارصة في أي منهم يمتلك تاريخها؟.. فذكرت «رويترز» أن مساعداً ل «علي باباجان» رئيس وفد تركيا في المفاوضات مع الاتحاد الأوروبي تعهد بأن يثير مسألة النزاع على البقلاوة في مقر الاتحاد الأوروبي ببروكسل. وهناك طرفة أخرى عن البقلاوة في السودان. والسودانيون من قديم عرفوا أنواع الحلوى خصوصاً الوافدة من المشرق والمغرب. في زمن الإنجليز يقال إن أزمة الخبز استفحلت في الخرطوم وحينما انعدم الرغيف تزمّر الأهالي في العاصمة فلما سمعت ملكة بريطانيا آنذاك بأن الأهالي غاضبون لانعدام الرغيف قالت قولتها التي أصبحت مثلاً عند أهل الخرطوم: طيب ما دام الرغيف انعدم.. الناس هناك حقوا ياكلوا «بقلاوة»!!