الأقلام المتعددة التي تناولت بشريات تعلية خزان الروصيرص انحصرت جُلها في الفائدة المرجوة التي يجنيها السودان وذلك بزيادة إنتاج الكهرباء لتغطية الاستهلاك في المصانع والمؤسسات والدُّور السكنية والعلاج الجذري لعطش مزروعات مشروع الجزيرة وامتداد المناقل ولم تتطرق للفائدة التي يمكن أن تعم أراضي الرفاعيين في الشرق والهوي وهي أراضٍ واسعة وبكر.. إن أراضي رفاعة الشرق تمتد شرق النيل الأزرق بدءاً من مدينة الروصيرص حتى حظيرة الدندر وجبل حلاوة ونهر الدندر وتحد شمالاً بشريط السكة حديد. تلك المنطقة تقطنها قبائل رفاعة العربية والتي تمارس الزراعة التقليدية في مساحات محدودة وترعى الأبقار والإبل والضأن ولا تجني من ورائها ريعًا تجاريًا. إن مشروع ترعة الرهد الذي طال عليه الزمان يمكن أن يرى النور وهي تعبر تلك الأراضي التي يمكن زراعتها بشتى المزروعات من قطن وذرة بأنواعها وسمسم وعباد شمس مع الاهتمام بإقامة مصانع للتصنيع الزراعي وحتما سيتم استيعاب الشباب من الجنسين وتدريبهم وتأهيلهم في مختلف المجالات وستتوقف الهجرة إلى ولاية الخرطوموالولايات الأخرى ونتوقع أن تُبنى تلك الولايات بأيدي أبنائها بعد تشغيلهم واستقرارهم. أما في مجال الثروة الحيوانية بحكم إقامة مزارع مختلطة لتربية الحيوان مع إنشاء مسالخ ومصانع متعدِّدة بجانب حزم الأعلاف لغذاء الحيوانات وإنشاء قطاعات للصادر من الإنتاج الحيواني من لحوم وجلود وسماد. ما ذكرته آنفاً يخص رفاعة الشرق يمكن أن يستنسخ في منطقة رفاعة الهوي التي تمتد أراضيها من غرب النيل الأزرق من منطقة هارون إلى ود النيل وأبي حجار وأم بنين وغرب سنجة وحتى جبال الصهباء وجبال القردود والدالي والمزموم والقويزات وجبال ويركت والقربين وحتى مشروع سكر كنانة وذلك بشق ترعة من الدمازين لتتوسط تلك الأراضي الواسعة والخصبة للاستفادة منها ونعلم بأن نوعية الأبقار الكنانية تقاوم الأمراض وحلوب لذا يمكن إنشاء مصانع الألبان ومشتقاتها بجانب الصنيع الآخر. وأمني نفسي أن يتحقق ذلك الحلم لانتماذي لتلك المنطقة وتتغير حياة الناس ويتم التواصل باقامة الكباري والشوارع المسفلتة وازدهار الحركة التجارية لذلك الإنتاج الزراعي والحيواني والقضاء على الفقر والمرض والجهل ونتوقع أن نكتفي تلك الولايات المستفيدة ذاتياً وترتاح الخزينة العامة من دفع الدعومات المالية لها لتلتفت لتحديث قوات الأمن وتنفيذ المشروعات الإستراتيجية القومية وتحسين البنيات التحتية قال تعالى:«وَآيَةٌ لَهُمُ الْأَرْضُ الْمَيْتَةُ أَحْيَيْنَاهَا وَأَخْرَجْنَا مِنْهَا حَبًّا فَمِنْهُ يَأْكُلُونَ * وَجَعَلْنَا فِيهَا جَنَّاتٍ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنَابٍ وَفَجَّرْنَا فِيهَا مِنَ الْعُيُونِ * لِيَأْكُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ وَمَا عَمِلَتْهُ أَيْدِيهِمْ أَفَلَا يَشْكُرُونَ» صدق الله العظيم. اللهم حقق أمانينا ولا تردنا خائبين