شهدت ولاية النيل الأبيض في الآونة الأخيرة انفتاحاً اقتصادياً جعلها قبلة للتوافد من كل فج وصوب، وأدى ذلك إلى ارتفاع معدلات النمو السكانية ودخول الاستثمار الأجنبي والعربي، وكلها جعلت الإقبال عليها يتزايد مقارنة بالسنين السابقة، أضف إلى ذلك تسطح أرضها في حدود طبيعية تمتد إلى «160» كلم مع الجنوب، وقد أسهمت هذه الحدود المنبسطة في تدفق أجنبي ساهم بشكل ما في ارتفاع نسبة الجريمة بالرغم من الإحصاءات التي تؤكد انخفاضها بعد الانفصال، ولكن التضخم السكاني مع التوسع الأفقي والرأسي للاستثمار بالبلاد جعل السلطات الأمنية تتخذ جملة من التدابير ناقشها مؤتمر الشرطة القطاعي الخامس الذي أتي تحت شعار «أمن واستقرار» حيث شرفه والي الولاية يوسف الشنبلي، وقال في فاتحة أعماله: إن المؤتمر جاء في مكانه وزمانه، وإنه شرف للولاية التي أصبحت حدودية وتطل على دولة مجاورة في حدود طبيعية بطول «160» كلم لا يفصلها سوى النيل، أن تحضن هذا المؤتمر للقوات الشرطية»، مثمناً دورها، وقال إنها حامية لحدودنا، مع تحديات التحول بالولاية التي تشهد قيام مشروعات تنموية كبرى، وتقام فيها مؤسسات اقتصادية كبرى مثل مشروع سابينا والرديس وقفا والمياه والكهرباء، مشيراً إلى انخفاض معدل الجريمة، حيث وصل عدد البلاغات إلى «35» الف بلاغ في عام 2011م، وفي العام التالي تراجعت الجريمة إلى «33» ألف بلاغ، أي بمعدل نقص بلغ «1800» بلاغ. كما أبان الشنبلي في حديثه أن المؤتمر جاء لكي يلتئم الشمل، وبلادنا تنتظمها حلقات من ذكرى وذكريات، منها احتفاء السودان بعيده ال «57» في وقت يواجه فيه الوطن تحديات من دول الاستكبار، وآخر يسمي الفجر الجديد الذي يهدف لطمس هوية الاسلام وتفكيك البلاد إلى ثمانية أقاليم. اللواء الدكتور الطيب عبد الجليل مدير دائرة المرور السريع بالإدارة العامة للمرور أكد أن دور الشرطة في الدولة والمجتمع كبير. وقال: إن «93%» من التشريعات التي تصدر عن الدولة تنفذها الشرطة، والمراحل القضائية تلعب فيها الشرطة دوراً فعالاً، وولاية النيل الأبيض لا بد أن نضع لها خصوصية فهي حدودية، وفي الخريطة الجنائية تشكل أهمية كبرى، وهذه المسائل لا بد أن نضعها في الاعتبار. أما اللواء شرطة بدوي المدني بدوي مدير شرطة الولاية فقد قال: إن اجتماع هذا اليوم هو جرد حساب لختام عام مضى، وقد سجلنا احصائيات العام الماضي مع مراجعة الموقف الجنائي، وخرجنا بانخفاض واضح في مستوى الجريمة، وبما أننا اصبحنا ولاية حدودية فلا بد من الجهد، لذلك بذلت شرطة الولاية جهداً مقدراً حتى يخرج الموسم الزراعي بلا مشكلات، وقال إننا نثمن جهود حكومة الولاية في دعمها للشرطة في كل المستويات، وكان لها الدعم الواضح للعملية الامنية والتأمنية، وهذا المؤتمر يناقش ثلاث أوراق عمل، أهمها دور اللجان المجتمعية، والتهريب بالولاية وكيفية محاربته، والخروج برؤية واضحة للحلول. وأبان أن هنالك «11» ألف أجنبي يقيمون بطريقة رسمية وبأوراق ثبوتية، بما فيهم «7» آلاف من الجنوبيين، وهذه الأوراق تأتي دفعاً لعجلة الأمن في الولاية التي هي خط أمن السودان الأول.