٭ اختتمت مساء أول أمس الجمعة بطولة كأس الخليج الحادية والعشرين في البحرين بنجاح هائل، وقدمت مستوى متقدماً لما وصلت إليه الكرة في هذه المنطقة، ولكن هذه الدورة قدمت دروساً عديدة، أبرزها أن المنتخبين المتأهلين للمباراة النهائية الأمارات والعراق يديريهما مدربان وطنيان إماراتي وعراقي، بعد أن تجاوزا المدربين الأجانب من البرازيل وأوروبا الذين كلفوا ملايين الدولارات، بل أن بعضهم نال تأشيرة خروج بدون عودة قبل نهاية الدورة. ٭ ليتنا نستفيد من الدرس الخليجي، مع ملاحظة أن دول الخليج تمتلك المال الوفير، ومع هذا عادت للمدرب الوطني. ونحن يا حسرة نستدين من الفنادق ووكالات السفر وندفع المليارات لبعض المدربين الأجانب العاطلين، لأنه لو لم يكونوا عاطلين لما وجدناهم جاهزين للتعاقد معهم. ٭ ومن الدروس الجديدة التي خرجنا بها من متابعتنا لدورة الخليج، أن المنتخبات ذات الاسم الأكبر والأكثر فوزاً بالبطولة لم تصل للنهائي، وأقصد منتخبات الكويت والسعودية وقطر، إضافة لعمان ذلك المنتخب المتطور حامل اللقب.. وكذلك منتخب البحرين صاحب الأرض والجمهور، وإن كان هذا الأمر غير ذي بال لأن الجماهير الخليجية كانت تصل بالآلاف للبحرين لمساندة منتخباتها. ٭ فاز منتخب الإمارات بالبطولة لأنه مع نظيره العراقي قدما مستوى متقدماً منذ بداية الدورة، بل إن المنتخب العراقي ظلت شباكه عذراء حتى المباراة النهائية، ولكن النجم الإماراتي الشاب (عموري) أحرز هدفاً مازالت الفضائيات تشبهه بهدف مارادونا في انجلترا في كأس العالم 1986م، ويستحق منتخبا الإمارات والعراق النهائي لأنهما جمعا في صفوفهما نسيجاً من الشباب ولاعبي الخبرة بوجود النجمين المحترفين يونس محمود العراقي وإسماعيل مطر الإماراتي، وبقيادة مدربين وطنيين. نقطة .. نقطة ٭ كان للسودان وجود في دورات الخليج الأولى التي انطلقت في البحرين عام 1970م متمثلاً في إدارة حكامنا لأهم مباريات الافتتاح والختام. وأذكر السيدين عبيد إبراهيم يرحمه الله وعابدين عبد الرحمن، وكذلك درَّب سودانيون بعض المنتخبات الخليجية، منهم المرحوم حسن خيري. وكنا بوصفنا إعلاميين نشكل وجوداً واضحاً مصدر تعليقات، مع الزملاء كمال طه والسر أبو سوار وصديق عباس والمرحوم قاسم نايل. ٭ توقفت في ختام سرادق عزاء المرحوم الفنان محمود عبد العزيز عند كلمات ذات دلائل بليغة، منها كلمة نادي المريخ التي ارتجلها الفريق عبد الله حسن عيسى، وكلمة مولانا يوسف الكودة التي دعا فيها الشاب لتخليد الراحل وقيام منظمة إنسانية تحمل اسمه. وفي الختام تحدث بعض شباب حي المزاد مطالبين بإطلاق اسمه على ساحة الحديقة أمام المنزل، وأن يكون التأبين في الحي، داعين لعدم المتاجرة بذكرى الراحل.. نسأل الله الرحمة للفقيد «إنا للَّه وإنا إليه راجعون».