لكل منّا طموح وغايات يسعى لتحقيقها وأهداف يتمنى الوصول فيها إلى أعلى الدرجات أو المستويات العلمية والعملية ليرتقي بذاته ويكون خير عون لمجتمعه وذخرًا لوطنه وتمثل ذلك الطموح في الأستاذ عمر الشامي الذي درس بالجامعة الإسلامية بالمدينةالمنورة وبقى بها لتدريس وتحفيظ القرآن وبالمملكة التي اعتبرها وطنه الثاني ومكث هناك سنوات طوال حتى صار جزءًا من شعبها فكانت لنا وقفه معه وحدثنا حول تجربته التي خاضها بالمملكة العربية السعودية، فماذا قال؟.. بطاقة تعريفية: الاسم عمر الشامي الكناني، السكن بالسودان مدينة جبل أولياء وبالمملكة العربية السعودية أسكن بالمدينةالمنورة، والآن أحضر لنيل درجة لماجستير، أما عن الحالة الاجتماعية فأنا على أعتاب الزواج. ٭٭ حدثنا عن الفترة التي قضيتها بالمملكة وما هي طبيعة عملك؟ قضيت (عشرين) عامًا بالمملكة العربية السعودية ودرست بها المرحلة الابتدائية وبداية المرحلة المتوسطة ثم عدت للسودان، ومره أخرى الى المملكة بعد حصولي على منحة دراسة بجامعة المدينةالمنورة بكالريوس بقسم اللغة العربية وتلقيت بعدها منحة ً أخرى للدراسات العليا في الدعوة والتربية بنفس الجامعة وعملت في مجال التدريب وتعليم القرآن الكريم بالمدينةالمنورة، ثم انتقلت بعدها لمدينة الدمام حيث عملت بالجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم كمدرس للقرآن الكريم والتجويد لمدة عامين. ٭٭ ماذا عن علاقات السودانيين في المهجر وكيف تقضون المناسبات؟ دائمًا نحرص على قضاء الأعياد ونتلقى التهانئ بمناسبة الاعياد والمناسبات الرسمية في جماعة، ثم نذهب بعدها لزيارة جميع الأصحاب والأهل بالمدينة وأحيائها العريقة العنبرية والقبلتين وقباء ونتشارك مع الجنسيات الأخرى في احتفالاتهم، كما نشارك بعضنا البعض في مناسبات الزواج والأفراح والأتراح. ٭٭ صف لنا علاقاتك مع الإخوة السعوديين؟ علاقة ممتازة مع الإخوة السعوديين من زملاء الحارة وزملاء الدراسة والجيران حيث كنا نعيش كأسرة واحدة ونشارك بعضنا في المناسبات المختلفة وتعلمنا الكثير منهم وكذلك تعلموا منّا وما زلنا على تواصل يومي حتى بعد عودتي للوطن وقد سهلت وسائل الاتصال الحديثة مهمة التواصل عبر الفيس بوك والتويتر وغيرها من مواقع التواصل الاجتماعي الأخرى فعلاقاتنا معهم مستمرة بل وبصورة يومية وليست كالسابق في (التسعينيات) حيث كنا نعاني من الاتصال الذي لا يتم إلا عبر الرسائل اليدوية. ٭٭ تحدثت عن عودتك للبلاد فهل هي إجازة أم عودة نهائية؟ هي عودة نهائية عدت في شهر ذي الحجة وقصدت من العودة الاستقرار والاسهام في نهضة البلاد، أما قبل العودة فكنت أحضر دائمًا كل سنة وأكون حريصًا لتقضية الإجازة بين الأهل والأصدقاء والاقارب كما أحرص على طلب وتناول الوجبات السودانية اللذيذة التي طالما افتقدت لرائحتها الطيبة ومذاقها الحلو في الغربة فنحن السودانيين تعودنا على التجمع حول (صينية) الطعام لتناول الوجبات وخاصة وجبة الغداء والتي يكون فيها كل أفراد الاسرة موجودين. ٭٭ هل هنالك مشروع معين تنوي القيام به؟ نعم أود العمل في مجال التعليم والإشراف التربوي الخاص بالإضافة إلى إكمال رسالتي التي بدأتها بالمملكة العربية السعودية وهي تدريس وتحفيظ القرآن الكريم والتجويد وأتمنى من الله العلي العظيم أن يوفقني إلى فعل الخير ومساعدة الخيرين. ٭٭ الغربة ماذا تعلمت خلال وجودك بها وماذا فقدت وأنت هناك؟ فقدت في المهجر الكثير من سنين العمر كما فقدت الكثير من الأحباب والأصدقاء والأهل في أوقات كنت أود أن يكونوا فيها بقربي وهم لم يفارقوا مخيلتي طوال فترة غيابي عنهم، وكذلك أضافت اليّ الغربة والسنوات التي قضيتها بها تجارب جديدة ومكنتني من معرفة أناس طيبين فعرفت طبعهم وتاريخهم واندمجت معهم وكانوا لي نعم الإخوان ونعم المعشر ونعم الرفيق. ٭٭ كلمة شكر وعرفان؟ أشكر الإخوة بالمملكة العربية السعودية حكومة وشعباً على استضافتهم الكريمة وحسن معاملتهم للجالية السودانية كما أشكر الإخوة والأصدقاء الذين التقيتهم وكل من يعرف عمر الشامي بالمدينةالمنورة ومكة وجدة والرياض وأقول: قول شوقي في سينِيَّته الشهيرة: اخْتِلاَفُ النَّهَارِ وَاللَّيْلِ يُنْسِي اذْكُرَا لِي الصِّبَا وَأَيَّامَ أُنْسِي وَصِفَا لِي مُلاَوَةً مِنْ شَبَابٍ صُوِّرَتْ مِنْ تَصَوُّرَاتٍ وَمَسِّ كلمة أخيرة؟ أتوجه بخالص شكري لصحيفة الإنتباهة الرائعة دومًا والتي طالما نالت إعجاب الكثيرين من القُراء ولها جمهور مميز يحرص على تصفحها ومتابعتها يوم بيوم أشكرها على استضافتي وعلى مبادرتها الطيبة في الاهتمام بشؤون وهموم المغتربين.