لكل منّا طموح وغايات يسعى لتحقيقها وأهداف يتمنى الوصول فيها إلى أعلى المستويات والدرجات العلمية والعملية ليرتقي بذاته ويكون خير عون وذخرًا لمجتمعه ووطنه هذا أراده وسعى إلى تحقيقه الأخ مراد الجراري الذي ذهب لتطبيق ما درسه من محاسبة بالمملكة العربية السعودية والتي تعتبر وطنه الثاني ومكث فيها سنوات طوال حتى صار جزءًا من شعبها فكانت لنا وقفة معه وتحدثنا معه حول تجربته بالمملكة عبر زاوية (حصاد الغربة). ٭٭ من هو مراد الجراري وما هي حصيلتك العلمية؟ اسمي مراد حامد محمد صالح الجراري من مواليد بارا شمال كردفان، مقيم حاليًا بمدينة جدة وبالسودان أقيم بمدينة ود مدني حاصل على البكالريوس في المحاسبة وتقنية المعلومات متزوج وأب لثلاثة أطفال وهم يقيمون بالسودان ويدرسون بمراحل مختلفة بالمدارس الخاصة هناك. ٭٭ كيف تقيِّم الفترة التي قضيتها بالمملكة وما هي طبيعة عملك؟ أنا قضيت حوالى (20) عامًا بالمملكة العربية السعودية وأعمل طيلة هذه المدة في مجال المحاسبة بشركة أدوية طبية، ولكن توجد إجازات أتمكّن فيها من العودة إلى السودان وأحيانًا أخرى تأتي أسرتي لقضاء الإجازات معي بالمملكة. ٭٭ ما هو إحساسك وأنت بعيد عن وطنك الأول السودان؟ الغربة هي البعد عن الأهل ولا شك في أنها مؤلمة خاصة في المناسبات كالأعياد، وأبناؤك يتمنون وجودك ومشاركتهم تلك اللحظة، ولكن أحيانًا الظروف تقف لتمنعك فأنت تحت إبرام عقد حسب ما يقتضيه العمل وصاحب العمل. ٭٭ ما هي طبيعة العلاقة بين السودانيين مع إخوانهم السعوديين؟ تتمتع الجالية السودانية بطيبة المعشر والأصالة الممتدة والكرم السوداني الأصيل فتراهم لا يضعون حواجز أو مساحة بينهم وبين الآخرين ويربط بينهم كل ما هو طيب سواء كان ذلك على الصعيد العملي أو غيره. ٭٭ ماذا عن علاقة الجالية ببعضها خلال المناسبات وغيرها؟ يوجد ترابط وصلات قوية بين العائلات والأسر السودانية بالمملكة ودائمًا يجتمعون فى مناسبات الأعياد والزواج وكذلك يلتقون في الأماكن الترفيهية وخاصة منطقة (المطار القديم) وقد أُطلق عليه اسم مطار السودانيين من كثرة تردد السودانيون عليه، ويعتبر المكان المناسب لملتقى السودانيين فيجتمعون فيه لتبادل أطراف الحديث وللترويح عن أنفسهم. ٭٭ في اعتقادك ما هي المشكلة التي تواجه أبناء المغتربين بالمهجر؟ المشكلة متمثلة في الطلاب فبالرغم من احرازهم وحصولهم على الدرجات العالية تتقلص النسبة مما يستدعى دراستهم والتحاقهم بالجامعات الخاصة هناك والتي أصبحت استثمارية في المقام الأول كما هناك ما لفت انتباهي من مسميات لبعض الجامعات أراها غير لائقة مثل (جامعة المغتربين) فهل هي جامعة من أجل التمييز أم دعاية تجارية للجامعة؟ وأضيف أن التعليم مؤخرًا أصبح يأخذ الطابع التنافسي والتجاري. ٭٭ ماذا تعلمت من الغربة وماذا فقدت؟ تعلمت منها الاعتماد على النفس والصبر والاجتهاد والتواصل وفقدت منها الكثير مثل (لمة الأهل) في المناسبات بالنكهة السودانية الخالصة، ولكن العزاء الوحيد هو مشاركتهم عبر مواقع الإنترنت بمنتديات ود مدني وكردفان الغرة، وأفخر بوجودي بينهم، ولدي بعض المشاركات بالأشعار والأدبيات التى لم ترَ النور بعد. ٭٭ متى تنوي العودة للاستقرار في أراضي الوطن؟ الكل يرغب في العودة إلى الديار بالرغم من سوء الأوضاع وغلاء الأسعار، ولكن يمكن أن يتم ذلك إذا ما ضمن الفرد توفر دخل ثابت يعيشه وأسرته وأتمنى أن يعم الخير وتزرع الوديان وتعود الطيور المهاجرة للأوطان. ٭٭ كلمة ختامية؟ الشكر لصحيفة (الإنتباهة) صادقة الأنباء عبر نافذتها حصاد الغربة ودورها في متابعة أحوال المغتربين بالمهجر للتعرف على أحوالهم وتجاربهم الخاصة والوقوف على مشكلاتهم وتحياتي عبركم لكل الأهل على امتداد الوطن الحبيب.