نفسح المجال هنا، لمقال الأخ طارق مأمون من القضارف حول أجواء الانتخابات لمنصب الوالي بالولاية، وهي صورة مصغرة لما يجري في البلاد من تحالفات واصطفافات سياسية وسلوك معارض مشين. الرزيقي متزامناً مع إعلان كمبالا جاء بيان تحالف مرشحي ولاية القضارف كأنه يريد أن يقول لهم نحن معكم في التكريس لمفاهيم القبلية والجهوية والعلمانية التي دعا لها الإعلان، خاصة أن البيان جاء تحت مسمى «الأمل والتغيير»، وهو ذات الشعار الذي خاض به ياسر عرمان انتخابات رئاسة الجمهورية في الأعوام الفائتة. وأي سوداني بالضرورة يعرف ما وراء شعار عرمان الداعي للتغيير الديني والمفاهيمي والمجتمعي والإثني للسودان، وليست الصدفة وحدها هي التي جعلت مرشحي ولاية القضارف يختارون هذه العبارة لتكون عنواناً لبيانهم «الأمل والتغيير»، ولكنها السياسة التي تحسب أن إنسان القضارف من الجهل بمكان حتى لا يستطيع أن يميز بين الخبيث والطيِّب، ويبتلع العبارات والشعارات دون أن يتأملها أو حتى يشم رائحتها النتنة. والصورة الآن أصبحت واضحة.. مرشحون ستة يجتمعون على ميثاق تمتد جذوره إلى شعارات الحركة الشعبية، ومنهم بالضرورة أي المرشحين من هو ساذج دخلوا عليه عبر بوابة نهضة القضارف.. ومنهم من يعرف ماذا يريد من خلال هذا التواثق وهو يستند إلى إثنيته وعصبيته القبلية، فتصنيف بعض المرشحين «تصنيف شارع» يقول إن واحدة منهم تتكئ على جدار حزب قبلي أو سمه جهوياً تجملاً، وآخر يستند وبشكل واضح إلى القبيلة، خاصة بعد أن فضحه موقع حركة العدل والمساواة على الإنترنت «سودان جيم» وهو يروج له ويحرض الناس عبر مقال تفوح منه رائحة العنصرية النتنة، والمعروف عن هذا المرشح انتماؤه لحزب عقدي تقوم فكرته على أن الناس سواسية وأن المقياس بين الناس التقوى لا الألوان أو السحنات. ولكن يبدو أن السياسة تأكل التدين، وإلا لماذا تبناه ذلك الموقع مناصراً ومؤيداً. القارئ لبيان مرشحي ولاية القضارف يجد فيه تكريساً للقبلية والجهوية التي لم تعرفها القضارف عبر تاريخها الطويل، إلا في السنوات الأخيرة عبر حادثتين أجج نارهما الساسة وذوو الأغراض، ولكن حكمة وتواصل مجتمع القضارف تجاوز الأزمتين وقتل الفتنة في مهدها.. وها هم ذات الساسة يحاولون أن يعودوا بالناس من جديد إلى مربع القبلية والإثنية وهم يتبنون إعلان كمبالا بكامل نصه من خلال العبارات التي حواها البيان، ومن خلال عنوانه الذي خرج من صلب الحركة الشعبية. القضارف التي ظلت وعلى طول سنواتها وعمرها تعيش في سلام ويعيش أهلها في وئام ما فرق بينهم لون أو عرق أو حزب، ستظل هي القضارف بمكوناتها ومكنونها الجميل القائم على الحب والتواصل، فالبيان لا يقول للناس نحن مرشحون سنتواثق ونلتقي، ولكنه يقول نحن مرشحي منصب والي ولاية القضارف، نحمل لكم بشريات السودان الجديد بمفاهيمه ورؤاه العنصرية البغيضة التي لن يرضاها أهل القضارف حملة رايات الجهاد المهدوي وموقدو تقابات القرآن الذين تربوا على قيم الدين والتسامح بكل ألوانهم وسحناتهم وانتماءاتهم السياسية التي لم تكن يوماً حاجزاً أمام تواصلهم الاجتماعي. ليتواثق مرشحو منصب والي القضارف وليتفقوا كما شاءوا، ولكن بعيداً عن قيم أهل القضارف وبعيداً عن مخاطبة وجدان الناس بشعارات تحمل السَّم في الدَّسم، فالقضارف ليست بهذا الغباء، ولا نظن أن الشعب في حاجة لأن يذكره البيان بما ينبغي أن يقوم به وما ينبغي أن يفعله.. ولكنها «فرفرة المذبوح» والخوف من الفشل. اتحدوا يا أنصار الحركة الشعبية ورافعي شعار عرمان أو لا تتحدوا.. اكتبوا ما شئتم واملأوا الساحة ضجيجاً أنتم وزمرة «الفيسبوك» وزعيمهم المعقد نفسياً.. أو اجمعوا على مرشح واحد.. وما أظنكم فاعلين ذلك.. لأن بريق السلطة يخلب الأبصار وعقدة النقص عند بعضكم ستزيدكم تشتتاً، لأن أكثركم مدفوع من فم القبيلة وآخر لفظه فم القبيلة، وهذا ما يؤكد أن كلاً منكم يسعى للكرسي الفخيم، ولكن!! افعلوا كل ذلك أو لا تفعلوا، فالقضارف يقظة ولن تلتفت لكم، وهي التي سخرت من بيانكم ووعت ما فيه، ولن تنخدع في أحد منكم.. لا تعزفوا على أوتار مشدودة عندكم ومترهلة عند أهل القضارف جميعاً وأنتم تفتقدون ل «ال» التعريف، وإن حاولتم أن تعرِّفوا أنفسكم بالإضافة فالنكرة لا يُعرَّف بنكرة!! طارق مأمون الشكيري محلية وسط القضارف --- الرجاء إرسال التعليقات علي البريد الإلكتروني عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.