أتى من البلاد البعيدة حاملاً فنه إلى الخرطوم ليعرض الجمال بمركز شبرين للفنون، احتوى المعرض قرابة (الستين) عملاً فنيًا بين التلوين، والجرافيك، والتصوير الرقمي.. وهذا هو المعرض الثالث للدكتور عبد المنعم عبد المحمود العربي اختصاصي الكلى والأستاذ المشارك في عدد من جامعات السويد وأوربا، الذي كان الفن عشقه الثاني بعد الطب، ولم يدخر وقتًا بين مهامه الدقيقة في أن يعطي الفن حقه ومن ثم يبثه فرحًا لأهله في السودان.. يقول الدكتور عبد المنعم عبد المحمود العربي: مثلي كمثل الكثيرين من الأقاليم البعيدة ولكن استوطنا في العاصمة، ولدت وعشت في بربر المدينة العريقة حتى مرحلة الدراسة الثانوية بعدها انتقلنا كغيرنا إلى الدراسات الجامعية بدءاً بجامعة الخرطوم (قسم الجيلوجيا) ولكن رغبتي في الطب كانت عارمة فانتقلت منها بمحض رغبتي إلى جامعة بغداد العريقة كلية الطب وفي خمس سنوات أكملت دراستي وعدت إلى السودان وبعد الامتياز وستة أشهر بقسم الأطفال هاجرت إلى دولة الإمارات العربية المتحدة، وعملت طبيبًا بقسم الباطنية لمدة ست سنوات ونصف، وبعدها إلى السويد عشر سنوات، أكملت فيها التخصص في الباطنية وتخصصًا دقيقًا في أمراض الكلى ودراسات أكاديمية دكتوراه في أمراض الكلى وعلاج الكلى، وبعد الدكتوراه تحصلت على درجة أستاذ مشارك، وعملت في مستشفيات جامعية طبيبًا اختصاصيًا مستشفى (اكسالا) الجامعي ومستشفى استوكهولم الجامعي (هودنق) وفي مدينة (مالمو) وسنة كاملة في مستشفى تعليمي في الدنمارك ومدة قصيرة في النرويج وبعد هذه الجولة في الدول الاسكندنافية إلى المملكة المتحدة البريطانية، وأعمل فيها منذ أكثر من عشر سنوات استشاريًا في الأمراض الباطنية والكلى، أزور السودان كل سنة مرة، وعلاقتي بالفن علاقة قديمة علاقة تأثر بالبيئة والطبيعة، (ومما كنا صغارًا حولنا الخضرة في بيئة تعيش جوار النيل والزرع والبساتين وطبيعة الأشياء السماء في الأقاليم في الصباح والمساء والخريف والطيور المهاجرة من أوربا كل هذه الجماليات تؤثر، وزمان في المدارس الإبتدائية كانت هناك إمكانات ومواد متوفرة من طبشور ملوّن وكنا نسعد بالرسم والكتابة على الجدران).. ويقول إن الجمال موجود في كل مكان وإنه طور نفسه بالاطلاع على الكتب ومواقع الإنترنت وزيارة الصالات العالمية المشهورة في بلاد الغربة.. وإنه سبق أن شارك في معرض رسم في الإماراتالمتحدة وفي معرض تصوير ونال جائزة.. لماذا المعرض؟ يقول إنه نقل كل تلك الأعمال ليستمتع بها الفرد السوداني، وخاصة الذي لم ينتقل لتلك البلاد وعكس مناظرها في لوحاته وتصويراته البديعة والمعرض نتاج عمل ثلاث سنوات ولا توجد به لوحة مكرَّرة.. بينما الأعمال السابقة مخزنة في بيته في إنجلترا.. ويفكر دكتور عبد المنعم في عمل موقع إلكتروني يعرض فيه أعماله مجتمعة. الفن والطب يقول د. عبد المنعم إن الفن أفاده في مهنة الطب برسوماته التي يشرح بها التشخيص للمريض وللمرافق عندما يستصعب عليه فهم التشخيص لحالته، وأفاد في الارتفاع بمستوى التعامل للمرضى الذين بحاجة إلى رقة التعامل والإحساس.