تزايدت الشكاوى والاستياء، وتزمر المواطنون بولاية شمال كردفان من واقع خدمات التأمين الصحي التي أصبحت تكلف المريض وخاصة كبار السن والأطفال مشقة ومعاناة بدلاً من تقديمها بشكل مريح. (الإنتباهة) قامت بجولة واسعة على عدد من مراكز التأمين الصحي بالأبيض وبالأخص المركز النموذجي للوقوف على مستوى الخدمات ومدى المعاناة التي يجدها المؤمن عليه منذ دخوله المستشفى مرورًا بمقابلة الطبيب ثم الفحوصات ومن بعد البحث من أجل الحصول على الدواء حيث كشفت الجولة أن معظم الأدوية غير متوفرة بصيدليات التأمين الصحي ثم تبدأ رحلة المعاناة مع المريض لاسترداد قيمة الدواء الذي يشترى من خارج صيدليات التأمين عبر فاتورة رسمية وهنا تكمن المعاناة في أن بعض المواطنين لا توجد لديهم نقود لشراء الدواء وخاصة أن الأدوية غالية الأسعار ولكن هذه القيمة لا ترد للمؤمن عليه وحتى إذا تم استردادها فلا يتحقق ذلك إلا عبر سياسة النفس الطويل للمريض وقد تتجاوز مدة الاسترداد الأسبوع، وهذا التباطؤ يسبب ضررًا كبيرًا للمؤمن عليهم، خصوصًا أولئك القادمين من القرى والمناطق الريفية. وكشفت الجولة أن كل المراحل التي يمر عبرها المواطن لمقابلة الطبيب أو الفحوصات أو صرف الدواء أو استرداد المبالغ عند الشراء من خارج صيدلية التأمين الصحي تتطلب من المشترك أن يقف خلف صفوف طويلة من المنتظرين وقد يطول الانتظار لساعات طويلة ومرهقة من مرحلة لأخرى قد تأخذ من المريض والمرافق كل اليوم مما انعكس ذلك بشكلٍ واضح من خلال وجود المترددين على مراكز التأمين الصحي، وتحدَّثوا للصحيفة عن حقيقة معاناتهم واستيائهم، بل أصبح كل من يخاف على صحة مريضه وخاصة الأطفال الذهاب إلى العيادات الخارجية ولا يفكرون في المستشفيات الحكومية. المواطن الزين يونس عبد القادر من قرية «بُربر» إحدى قرى محلية شيكان أوضح ل (الإنتباهة) أنه عانى كثيراً من التنقل بين التأمين الصحي والصيدليات واسترداد حقوقه من التأمين، ولكنه قال إن أشد ما أرهقه أنه يسكن خارج الأبيض ويترحل للمرة الثانية نسبة لأنه طُلب منه المجيء بعد أربعة أيام لاسترداد مبلغ الدواء وقال إنه في تنقله ما بين قرية «بُربر» ومدينة الأبيض صرف أكثر من المبلغ الذي تم رده إليه وقال هذه الكلمات والاستياء ظاهر على وجهه مما يدل ذلك على عدم الرضا عن الخدمات المقدمة من التأمين الصحي بالولاية. أما المواطنة (أ، م، ع) ربة منزل فقالت: إنها عانت جراء الازدحام والانتظار وهي تعاني من المرض ولا تستطيع الوقوف لفترات طويلة وأن لها أطفالاً في البيت ووالدهم في العمل وأن المجيء بهم للمستشفى يعرضهم للمرض، وقالت إن التأمين الصحي تدهور كثيرًا وحدث فيه تراجع كبير على مستوى الخدمات المقدمة للمؤمن عليهم، وأكدت أن المبالغ التي تدفعها للتأمين شهريًا لا تجد منها مقابل. أما المواطنة اعتدال صالح «موظفة» فقالت إن الزحام على الطبيب العمومي وفي معامل الفحوصات والدواء يجعلنا نفكر في الذهاب مباشرة إلى الطبيب الاختصاصي الخارجي رغم ارتفاع أسعار مقابلته. المواطنة سمية آدم «موظفة» قالت إن قلة العاملين في المعمل وتأخير النتائج تأخذ وقتاً طويلاً، ولا يوجد تعامل راقٍ مع المواطنين خاصة كبار السن الذين يأتون من القرى البعيدة، وأيضًا الدواء غير متوفر والازدحام سيد الموقف والمعاملة من الموظفين للمؤمن عليه كأنها عبء على التأمين الصحي في الوقت الذي يدفع فيه المواطن مقدماً من أجل علاجه والاهتمام به. ويرى كثير من المواطنين الذين التقتهم (الإنتباهة) أن الخدمات بالتأمين الصحي أصبحت سلسلة من المتاعب وعدم اهتمام القائمين بأمر التأمين الصحي بالخدمات التي تقدم للمواطنين وخلال الاستطلاعات التي أجرتها الصحيفة اتضح أن خدمات التأمين الصحي تحتاج إلى مراجعة علماً أن عدد النوافذ العاملة لتقديم الخدمات 92 نافذة على مستوى الولاية منتشرة على مستوى 14 محلية لتقديم الخدمة لآلاف المواطنين علمًا أن المراكز النموذجية قليلة فإذا كان هذا حال الأبيض حاضرة الولاية فكيف الحال في المحليات والإداريات الأخرى؟؟