وطني المؤمن في حُبّك مشبوب المواجد الفرح برسول الله: يكون بالانتماء الواقعي لمقولاته على مواثيق الشريعة وأنساق الحقيقة ما أسعدنا بالنور التمّ والخير العمّ ليلة المولد يا وهج الموالد وطني المؤمن في حبك مشبوب المواجد الفرح برسول الله صلى الله عليه وسلم نسق من أنساق سمو الإيمان به وبموجبات الإيمان بما جاء به على أركان ركنية من التسليم الكامل بوحدانية الله سبحانه وتعالى: (قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين). من هنا ينعقد لواء محبته المقرونة أزلاً بمحبة الله التي تسمو بنا لترفعنا إلى مصاف: (اتبعوني يحببكم الله). وبذا سرت النشوة المباركة من ليلة مولده الأغر في كل الليالي إذ بين مولده الشريف ومولد حقيقته المنيف أحقاب طوال لا يحيط بعلمها إلا من وجب في حقه صفة مؤداها (ولا يحيطون بشيءٍ من علمه إلا بما شاء وسع كرسيه السموات والأرض). لا على ذلك السياق يكون الفرح بمولد زين العابدين وقائد الغُر المحجلين إلى جنات النعيم الذي تستدعينا ذكرى مولده السَّني لفرح يكون الانتماء لمقولاته في أسمى صور المُسمى الواقعي لهذا الفرح ولتلكم المحبة.. وملء وفاض كلّ منا أهل الملة المحمدية والشاهدة على الأمم، هاتف خير يصفق رجعة بين الحنايا بالحب والحنين أيها المبعوث فينا مرحباً يا خير داع ففي صلاته لنا سكن وفي صلاتنا عليه أمان تحل به العقد وتتفرج به الكرب وتنال به الرغائب وحسن الخواتم. إذ الصلاة عليه مثيرة لبواعث الإيمان. لم لا وقد جاءت بما هو منصوص عليه في القول المحكم الحكيم ولا مساغة مع وجود النص بالضرورة الحتمية.. ذلك حين صدور ذلك الأمر العلوي المقدس الكريم الذي تصدرته توطئة كريمة مفادها (إن الله وملائكته يصلون على النبي) وصيغة الأمر هنا وأكرم بمصدرها العظيم قد جسدت ارتباط الملأ الأعلى بالملأ الأدنى فكانت (يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما). صلى الله عليه وسلم. فمرحى بالفرح المقيم متسع الأمداد ومنير الآماد فما هو إلا فرح بحقيقة (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين). وما هو إلا فرج ملؤه الإقرار الذي وقر في القلوب بمقتضى ذلك المجيء الميمون بحق. (لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم). فحسبه عليه الصلاة والسلام في من تولوا عن إجابة دعوته إلى الله ومن تجافوا عن محبته وحق محبته.. حسبه الله وحسبنا وحسب من آمنوا بالله ورسوله والنور الذي أنزل معه فتلك وهذه مسوغات لتنامي الفرح المشروع برسول وبرسالته المشرفة فهو الذي لا يكتمل الإيمان إلا بمحبته فمن يا ترى يضيع فضل خير لا تنقضي عجائب مننه العظام، اتصالاً مودوداً في حلقه وواشجاته. بمكرمة. (وبذلك فليفرحوا)!!. إذ الفرح بمولده هو فرح بالنور الذي جاء به مبلغاً عن ربه ما أرسل به للعالمين فهو فرح بسيد ولد آدم وفرح بالحلم في أسمى معانيه وفرح بالعدل في أكمل صوره وحقائقه وفرح بمكارم الأخلاق في أجلى شواهد إتمامها بشاهد (وإنك لعلى خلقٍ عظيم).. وقرينة (إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق). هكذا يكون الفرح بمولد رسول الله صلى الله عليه وسلم متجدداً فينا ومجدداً لخلايا نسيجنا الإيماني ولأنسجة تكويننا الحسي والإحساسي معاً حين يكون فرحاً بطب القلوب ودوائها وبعافية الأبدان وشفائها. فدعوني مع البرعي الكردفاني نردد: المصطفى مني ليك سلام يا طب القلوب يا شفا الأجسام ويرحم الله من قال في إحدى أمداح الكمال: أحمد نبينا وعكاز مشينا ولتدفع بنا مواجيد أبي شريعة في: محكي وحكينا وبس واكتفينا لندعو معه ب: صل يا سلام على أحمد خاتم المرسلين أليس هو عليه الصلاة من ركل الدنيا ونعيمها الزائل الذي جسد ميسمه الشريف هذا ود أب شريعة في قوله: جاتو الجمال محمولة مال دهباً خزينا طه أب جمال ما ليها مال قلبو الرزينة فذلك باختصار في كلمة الشعر وسحر البيان، قمة صدق رجاء ما عند الله ورمزية للتوكل على الله.. فالمولد هذا الذي أُقيمت سرادقاته وضُربت خيامه في باحات النفوس وصالات الوجدانات وردهات القلوب قبل ساحات الموالد المألوفة. فلا نخال ذلك إلا من باب التجسيد الحسي المعبر عن الانفعال الإحساسي بهذه الذكرى ونحمد الله أن مثل هذه الوقفات هنا وهناك وهنالك وها هناك في المدن والقرى والساحات المنورة بذكر الله هي وقفات تلفتنا إلى جمال شعَّ من سر الليالي بالجمال والوصال للانفعال بالفرح الحلال: وقد ألقت الذكرى على القلوب والأرواح بظلال: وبرفيف للحق تحت رايات طوال. تخفق في آفاق خواطرنا بنداءات إيحائية كل ما فيها ينادي ها هنا الذكرى تعال.. فهنا سر الحقيقة والجمال. فهنا خير المنال لم لا فلأنت يا سيدي يا رسول الله في مكارم الأخلاق قمة سنام المثال فأنت عليك الصلاة والسلام دلالة الخير كله لأمة شرفها الله تعالى بأن جعلها خير أمة أخرجت للناس بتعليل مقترن بأمرها بالمعروف وبنهيها عن المنكر فما أجمل الحفاوة بمولدك الميمون حين تكون مدعاةً للارتقاء إلى مصاف معية مؤداها: قول الحق عز وجل: (واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ولا تعد عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا ولا تطع من اغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان أمره فرطا). وهكذا فالمولد بمعيار المحبة الكاملة والمخلصة واجب أن نحياه وفق حقائق الدين الناصعة بالعلم والدعوة والحلم والرحمة والتراحم والبذل والتباذل والعفو والوفاء. والعفو عند رسول مأمول اللهم زدنا في حبك وحب نبيك ورسولك الخاتم على حال قال عنها الشيخ محمد المجذوب: تعشقته من قبل أن أعرف الهوى فلا تسألن من بعد ما صرت أعرف أنوم به واستيقظن بحبه ويعرفه قلبي ولبّي والطرف ذلك من مسرى وجْد صادح واتاه ب: أنفحة مسكٍ أم شذى روضةٍ شذى أم ابتسمت ليلى ففاح لنا العرف ففي الاحتفال والأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ٍ ما نوى. ففي الاحتفال تذكير للنفوس بالعلم والقرآن والشمائل النبوية التي تتعدد أشكال وطعوم ومذاقات طرحها وكل ذلك مرتبط بإنعام الوجدان بعبق الذكرى المباركة التي هي في وجدان وثقافة وحياة أهل هذه البلاد ذكرى متصلة الحلقات تقفز بحضورها واستحضارها فوق قوالب موسمية الاحتفال الاحتشادي هذا على ما به من مظاهر الخير والدعوة والإحسان والتواصل والرمزية ذلك فضلاً عن الاحتفال اليومي من أول أيام ربيع الأول وحتى ليلة المولد في مسايد القرآن ومساجده مثل حفاوة طابت المحمود بمسيدها وحفاوة طيبة الشيخ عبد الباقي وحفاوة أم ضبان والترابي والحليلة الشيخ موسى والهلالية والشكينيبة والخوجلاب والشيخ مصطفى الفادني وكدباس والمجاذيب وقوز بدر وكلي والمنارة والزريبة وكلهم في ساحات الذكرى التي كلها عبق ينشدون ملء الحقب مع حاج العاقب في قوله: يا رب يا مجيب صلِّ على الحبيب شوقنا ليهو المكملا ويتأكدون بحقيقة استمرارية الاحتفال برسول الله قولاً وعملاً بين ثنايا المتون ومقاطع الوزن والروي بين براحات الذاكرين وهي توافي نار القرى ويسيخون في خضم سبحات حاج العاقب في بحر الشمائل اللجي مستخرجاً درر المعاني الكريمة قائلاً: زندية طائلا: سمح الشمائلا حاشاه قول لا: ما ردَّ سائلا ويدلفون إلى قوله في مدحة أخرى في: عيب شبابي الما عنا والله لي سيد منى أما بعد: فاسمعوها الكلام المروي في خير الأنام جرثومة الناس الكرام المصطفى القايد الزمام ويشيلون الصلاة مع إسدال ستارة محافل الاحتشاد مع حاج الماحي قائلين: صلاة الله الأعظم على النبي المكرم وصل يا رب على المدثر في يوم مولده وفي كل حين.