«زنقة زنقة ودار دار» هذا ما قاله العقيد الليبى معمر القذافى كأشهر المقولات قبل نهاية حكمة بقليل وهو غير مصدق حتى الآن بأنه انهزم من قبل الثوار وحتى كثير من المراقبين لم يتوقعوا سقوط نظام القذافي الحديدي بهذه السهولة منذ الاستيلاء على الحكم فى 1969م، ويرى الخبراء أن القذافي كان يستغل دارفور حقل تجارب للأوهام التى تنتابه في إطار سعيه نحو الزعامة وهو دائمًا مايقدم نفسه على أنه مفكر اممى وزعيم الحكام العرب، وملك ملوك افريقيا، ورأى كثير من الخبراء بأن القذافي كان له هوس الزعامة، وكان من الطبيعي لهوس القذافي بالزعامة ان يعمل ضد جيرانه الآخرين والسودان نموذج حيث ظل على مدار السنين يتدخل فى الشؤون الداخلية للسودان، ووصل الأمر الى حد احتضان ما عُرف آنذاك بالجبهة الوطنية السودانية التي ارادت الزحف على العاصمة الخرطوم واسقاط نظام جعفر نميري انطلاقًا من ليبيا ولكن فشلت تلك المحاولة. ويرى نائب والي شمال دارفور إدريس عبدالله حسن أن النظام السابق فى ليبيا ساعد على اشعال نار الفتنة بالسودان ودارفور بصفة خاصة وان القذافى عمل على تحريض المعارضة السودانية والحركات الدارفورية بهدف قلب النظام، وأضاف ادريس ل«الانتباهة» ان نظام ليبيا كان يكيل بمكيالين ويدعي أنه يعمل على جمع الفرقاء بدارفور ومعالجة مشكلة دارفور الا انه كان يعمل خفيًا ويقوم بدعم الحركات وتشجيعهم على زعزعة الأمن والاستقرار بالسودان مؤكدًا ان دارفور تضررت كثيرًا من نظام القذافى، فيما ذهب رئيس تحرير صحيفة سودان فيشن الأستاذ سيف الدين البشير إلى أن العقيد القذافى كان يصرح جهرًا بدعمه للسودان فى حين إنه كان يستخدم أى وسيلة ممكنة لإضعاف السودان، وقال سيف الدين ل«الانتباهة» إن هذا الأمر ليس بالجديد وكان علاقاته مع نظام مايو متذبذبة جدًا يؤيده حينًا ويعاديه أحيانًا،وأيضًا علاقاته مع حكومة الصادق المهدى كانت فى ذات الطابع، ويقول سيف الدين: بالرغم من المبالغ الضخمة جدًا التي أنفقها فى أنشطة لزعزعة استقرار دول الجوار لم يقبل أو يشرع على أي دعم فعلي أو حقيقي للسودان. فيما يرى مراقبون أن سقوط نظام القذافي له تداعيات دولية واقليمية خاصة على مسار الأزمة فى دارفور ويرون أن سقوط القذافى قد يحجِّم مصادر الدعم للحركات المسلحة الدارفورية ولكن بحسب الخبراء فإن الطبقة السياسية التى سوف تحكم ليبيا ما بعد القذافى ربما تشكل تحديًا للسودان أكثر من تحدي القذافي وسياساته العدائية.