حينما بداء الشارع التونسي ثورته لم يكن يطمح في اكثر من تعديلات وزارية ترضيه وكذلك كان الحال بالنسبة للشارع المصري وحملت شعارات الثورتين كلمات «الشارع يريد تغير النظام» وهذا الشعار اصبح «موضة» للشعوب العربية التي تريد تغير انظمتها والتي لاتريد كذلك اصبح شعارها في تغيير الكثير من السياسات، فأما ليبيا فاستطاعت اللحاق بخريف الثورات وفي الطريق سوريا واليمن، وفي السودان ظهر شعار هذه الثورات في انتخابات اللجان الشعبية الأخيرة وقال المواطنون في كثير من الأحياء «الشعب يريد تغيير اللجان» وكان لهم ذلك بانتخاب لجان شعبية لا اقول جميعها من الشباب ولكن معظم الاحياء انتخبت شبابها لإحداث تغيير ظاهر للعيان تخططه وتنفذه تلك اللجان الشعبية، وربما تكون هناك الكثير من المناطق نجحت في ذلك وفي المقابل هناك غيرها اخفق في تحقيق النجاح المطلوب، وخلاف هذه وتلك هناك نوع آخر من اللجان الشعبية وهو ذلك النوع الذي يسعى لارضاء المسؤول على حساب المواطن البسيط والمفروض الواقع عكس ذلك وهذا المثال الأخير هو وصف اهالي قرية الكرياب بمحلية شرق النيل الذين نادوا في وقت سابق بتوفير ابسط الخدمات لهم من مياه نقية وصحة بيئة وتخطيط وغيرها من الخدمات التى يحتاجون لها حتى تصبح قريتهم اشبه بالمدن التى من حولها، ونقل اهالي تلك القرية مشكلاتهم عبر «الانتباهة» وتحدثوا عن التخطيط الذي له سنوات في دفاتر المحلية ولكنه لم ينفَّذ وتحدثوا عن الكهرباء التى تم تحصيل رسومها منذ شهور الا انهم لم ينعموا بها، وعن المياه النقية التى بدأ العمل فيها بحفر بئر، ولكن صحة البيئة متردية الحديث كله لاهل الكرياب ،الحال يغني عن السؤال، ولكن كان لاعضاء اللجنة الشعبية رأي آخر خالف كل ماذكره المواطنون وتحدثوا عن قريتهم وتوفر الخدمات بها وعن... وعن... وعن الكثير من الأشياء التي قالت اللجان انها متوفرة والمواطنون يقولون عكس ذلك، وهذا يوضح بُعد اللجنة الشعبية بالكرياب عن مواطنيها ويوضح كذلك حقيقة هامة جداً وهي ان اللجنة الشعبية بالكرياب تسعى الى تحقيق خدمات على الاوراق فقط وهي تذكر ان التخطيط تم بنسبة 100% والواقع على الأرض يقول عكس ذلك، وايضاً حسب تعقيبات مواطني الكرياب التى وصلتنا وكذلك حسب المكالمات التى استقبلناها منذ الجمعة الماضية وحتى الآن. عمومًا الأيام المقبلة ستنتقل «الانتباهة» الى الكرياب لمعرفة خفايا مايدور فيها والوقوف على الخدمات والتخطيط الذي ينكره المواطن وتؤكده اللجنة الشعبية بالكرياب.