قبل أقل من شهر تقريباً كتبنا في هذه الزاوية عن الإهمال الكبير الذي تعانيه قرية الكرياب بمحلية شرق النيل ونقلنا نبض المواطنين في تلك القرية «المدينة» التي لا تبعد سوى بضعة كيلو مترات عن أرقى الأحياء في خرطوم الفيل «المنشية» ولكن الفارق بين توفر الخدمات في هذه المنشية وتلك الكرياب مثل الفرق بين الدوري السوداني والإسباني «مع الاعتذار لمحبي الدوري السوداني»، وقلنا إن تلك القرية تحتاج لتوفر الخدمات حتى يشعر أهلها بقليل من الرضا خاصة أن ما يطالب به أهل الكرياب متوفر في قرى أبعد بكثير من هذه القرية التي يحلم أهلها بشرب مياه نقية والنيل يجري إلى جوارهم ويحتاجون إلى الكهرباء ليس من أجل المسلسلات التركية وإنما من أجل دخولهم إلى العولمة والتقنيات الحاسوبية، ويحتاجون كذلك إلى صحة بيئية نظيفة حتى تهرب عنهم الأمراض التي تنقلها أنثى الأنوفلس وغيرها من الحشرات التي تجعل أطفالنا في الكرياب في رحلة بحث طويلة عن العلاج، ويحتاجون إلى... وإلى... وإلى الكثير من الأشياء التي يحتاج إليها أهلنا في الكرياب في غياب تام للقيادات التنفيذية للمحلية وعلى رأسهم الدكتور ياسر الفادني معتمد شرق النيل، وإلى غياب كذلك نائب الدائرة بالبرلمان مما جعل المكتب التنفيذي للمؤتمر الوطني بالكرياب يقدم استقالة جماعية «مع العلم أن أعضاء هذا المكتب هم قيادات اللجان الشعبية بالقرية» ولكن الاستقالة كانت من صفتهم قيادات المؤتمر الوطني احتجاجًا على الإهمال الذي ظل يواجه قريتهم وبعثوا باستقالة جماعية إلى رئيس الوطني بالكرياب فندوا فيها أسباب الاستقالة، وكان أهمها حاجة المنطقة لأهم مقومات الحياة على الرغم من قربها من المركز إلا أن مطلبهم بتوفير هذه الخدمات ظل يواجَه بالتسويف والإهمال وعدم الجدية من قبل رئيس الوطني بالمحلية ونائب الدائرة، وقالت الاستقالة إنه منذ الانتخابات حتى الآن لم نرَ أي عمل على أرض الواقع مما جعل الشارع في الكرياب يشهد حالة من الغليان الذي ربما يودي إلى الانفجار. إن محلية مثل شرق النيل يجب أن توضع فيها أوليات توفير الخدمات للقرى الكبرى مثل الكرياب التي تعتبر من أكبر قرى المحلية إلى جانب التزامهم بدفع أكبر قسط من أموال الكهرباء متفوقة على جميع قرى المحلية ولكن بالرغم من ذلك نرى إهمال هذه القرية من قبل معتمد شرق النيل الذي وعدهم في وقت سابق من تدشين مشروع الكهرباء من الكرياب ولكن تبخر حديثه هذا الآن مما جعل قيادات حزبه في القرية يرفعون أيديهم من هذا الحزب حتى لا يصفهم المواطن بأوصاف لا تحمد عندهم، والوعود تتبخر في الهواء الطلق، فهل تشهد الأيام المقبلة بعض الاهتمام بأهلنا في الكرياب أم يستمر مسلسل الإهمال من المحلية ومعتمدها ونائب الدائرة في المنطقة؟ هذا ما سوف يبين في مقبل الأيام.