أمين أحمد العبيد بدر، من أبناء البشاقرة شرق، يعمل محاسبًا بالرياض بالمملكة العربية السعودية، درس مراحله الدراسية بالمسلمية ومن ثمّ معهد الكليات التكنولوجية. لم يعمل في السودان بعد تخرجه لأنه آثر الهجرة لأسباب سنتطرق لها عند حوارنا معه وهو يجيب عن تساؤلاتنا عبر عدد من المحاور: * بداية ما هي أسباب ودوافع الهجرة؟ - الهجرة أسبابها معروفة ومحدودة وهي تحسين أوضاع الأهل ومن ثمّ تكوين مستقبل للشخص نفسه، وكانت هنالك أهداف لتحقيقها بعيدًا عن النواحي السياسية في ذلك الوقت. * كيف كان قرار اتخاذ الهجرة بعيدًا عن الأهل وهو قرار صعب بدون شك؟ - كان قرارًا صعبًا واتخاذه كان عشوائيًا لأن نظرتنا كانت قريبة وهي أن بعض الأشخاص سبقونا بالهجرة وكانوا يرسلون الهدايا والشنط الكبيرة والأثاثات وأشياء كثيرة فكان اتخاذ القرار سريعًا ومن غير دراسة. * إذن ما هي الصعوبات التي واجهتكم في بداية فترة الأغتراب؟ - من الصعوبات التي واجهتنا العادات والتقاليد في البلد المضيف ومن ثمّ البعد عن الأهل والمجتمع السوداني ومن أكثر الصعوبات عدم وضع هدف محدد للاغتراب. * ما هي المعينات التي توفرت لكم بالخارج ولم تكن متوفرة بالداخل؟ - بالطبع هنالك أشياء عديدة منها الجو الروحاني الحج والعمرة وزيارة مسجد المصطفى عليه الصلاة والسلام، وبالنسبة لى لم تتوفر بالسودان أولها الرواتب الممتازة والسكن المريح والانضباط في العمل والتوفير وتكوين معينات المستقبل. * ما هي الصعوبات التي تواجهكم كمغتربين عند العودة؟ - طريقة التعامل والخدمات المطوّلة والثقة المفقودة وعدم اهتمام الدولة بشريحة المغتربين بالرغم من أننا نقوم بدفع الضرائب بانتظام منذ سنوات ولم نجد الحوافز، وثانيًا مشكلات التعليم بالنسبة للأسر. * تربية الأبناء في المهجر بعيدًا عن عاداتنا وتقاليدنا هل ثمة صعوبات تواجهكم؟ - لا توجد صعوبات كثيرة إنما هنالك إضافات حقيقية جيدة منها الوازع الديني والتواصل مع المدارس الدينية التربوية، وللتقاليد السودانية مكانتها ونحن نحتفظ بأغلبيتها العظمى وقد يزول منها جزء ولكن في الغالب المجتمعات هنا محافظة. * أشياء سودانية محددة تحرص على اصطحابها معك بعد انتهاء الإجازة - الويكة والعرديب والقضيم والمحريب وتراثيات وأشياء أخرى. * هنالك الكثير من المفارقات والطرائف تحدث نتيجة لتباين الثقافات والعادات؟ - بالنسبة للمصطلحات لا غرابة هم عندهم بلدة عرعر ونحن عندنا بربر. ومن الطرائف سمعنا أنه في المملكة القروش موجودة بكثرة وتتناثر على الطرقات وعند وصولنا المطار أصبحنا نتلفت يمينًا وشمالاً بحثًا عن النقود وكنا مثار ضحك من الجميع. * هل هنالك تواصل حقيقي بين أفراد الجالية السودانية فيما بينهم؟ - نعم يوجد تواصل حقيقي واجتماعيات ممتازة وتقارب أكثر. * يظل الوطن هو الملاذ، فهل ثمّة أمل في العودة والاستقرار النهائي؟ - الأمل معقود في العودة، ولكن السؤال الذي يطرح نفسه، هل باستطاعة الدولة أن توفر لنا نفس المستوى المعيشي الذي نعيشه الآن بالغربة؟! * إذن ما هو حصاد غربتكم طيلة فترة الاغتراب؟ - حصادنا سترة الحال وبعدها أكتفي بأغنية هاشم ميرغني. طول عمري بزرع في الورود.. وحصادي شوك آخر المطاف. * ذكرت في بداية حديثك أنك منذ التخرج لم تعمل بالسودان، لماذا؟ - لم أبحث عن عمل بالسودان، فقد وعدنا أصدقاؤنا بالعمل خارج السودان. * هل فكرت في الاستثمار في السودان؟ - فكرت وجرّبت لكني لم أنجح! * ما هو المجال الذي استثمرت فيه؟ وما هي أسباب الفشل؟ - حاولت الاستثمار في مجال تجارة الملابس الجاهزة، وكان الفشل بسبب الضرائب والعنصر البشري الذي لم يصن ولم يحترم الثقة في التعامل. * ما هو تقييم الشخصية السودانية بالخارج خاصة في المملكة؟ - قديمًا كان السوداني يسمى بالأمين لكن الآن الواقع اختل، حيث كان العامل يخرج من السودان عن طريق مكتب العمل ويوجد لديه فيش ناصع وكان بمثابة السفير لبلده، أما الآن فدخلت التأشيرات السوق وأصبح كل من هبّ ودبّ يدخل سوق العمل وأصابع اليد ما واحدة! * في ختام حوارنا معك أستاذ أمين ماذا أنت قائل؟ - شكرًا ل«الإنتباهة».. مع أمنياتي لكم بالتوفيق.. واتمنى أن يعم السلام والأمن السودان.