بدأ بعض المغتربين السودانيين في الخليج في امتلاك عقارات في (أديس). لا يمكن للأجنبي امتلاك عقار في (أديس) إلا بعد الزواج بأثيوبية. حيث يتمّ تسجيل العقار باسم الزوجة الأثيوبية. الأثيوبيون يحبُّون مصاهرة السودانيين ويحملون نحوهم مودّة. أصبحت أديس أبابا (الزهرة الجديدة) أو (زهرة منليك الثاني الجديدة) من أجمل المدن الأفريقية، الواقعة بين القاهرة وجوهانسبيرج. كانت (أديس) حتى عام 1969م مدينة (مشروميَّة)، تسير في شوارعها سيارات (الكاديلاك) الدبلوماسية إلى جانب الحمير، والجمال التي تحمل الفحم الحجري، و(لواري) الديزل الإيطالية حمولة (14) طنًا. وإلى اليوم كذلك ما تزال (أديس) تمتزج فيها المباني الراقية الجميلة الحديثة المتزايدة بأكواخ الصفيح المجاورة. (أديس) مدينة حديثة في (مرحلة إنتقالية). أرقى فنادق (أديس)، بل أرقى فندق في أي مدينة أفريقية، هو فندق (شيراتون) الذي افتِتح عام 1998م، وبناه رجل الأعمال السعودي العمودي (أمه أثيوبية). أسعار الغرف والأجنحة في (شيراتون) لليلة الواحدة لا تزيد كثيراً عن (375) دولارًا أو (5385) ألف دولار. من الفنادق الراقية أيضاً في (أديس) فندق (جوبتر انترناشيونال كازانشيز)، حيث أسعار الغرف والأجنحة لليلة الواحدة لاتزيد كثيراً عن (219) دولارًا أو (519) دولار. وكذلك فندق (جوبتر إنترناشيونال بولي) بأسعار للغرف والأجنحة لاتزيد كثيراً عن (88) دولارًا أو(250) دولارًا. وفي إطار تلك الأسعار هناك فندق (يولي أديس) وفندق(دوليوبارد إنترناشيونال) وفندق (سيزركورت) وفندق (كوين شبا) أي (ملكة سبأ) وفندق (بولي أمباسدور) و(بانوراما) و(أطلس إنترناشونال) و(غلوبال) و(كراون) و(كوريفتو). ثم يعقب فنادق الدرجة الأولى تلك، فنادق معتدلة الأسعار، فنادق من (الدرجة الثانية). حيث أسعار الغرف لا تزيد كثيراً للغرفة الواحدة عن (47) دولارًا و(50) دولارًا و(60) دولارًا و(68) دولارًا، و(114) دولارًا للجناح. وهذه هي فنادق (أكسوم) و(قيون) و(إمبريال) و(يقوس) و(رأس أمبا) و(بلازا) و(ناشيونال) و(وابي شبلي) و(إكستريم) و(فنفاين). ثم تعقب تلك الفنادق، فنادق الدرجة الثالثة (لوكاندات). وأسعارها في حدود لا تزيد كثيراً عن (12 30) دولارًا. وهذه هي فنادق مثل فندق (راس) و(هوليداي) و(يوانس) و(أتيقو تيتو) و(مريديان) و(سنترال شوا) و(هاوي) و(قديرا) و(دبري دامو) و(ميدي بنسيون). وهناك طائفة أخرى من (الفنادق) أسعارها لليلة الواحدة حوالي (12) دولارًا أو أكثر. وهذه هي فنادق مثل فندق (بارو) و(واتزا) و(كونكورد) و(بفت دولا قار) و(أبيسينيا) و(سنت مارتن كوزي بليس) و(وتما). إلى جانب ذلك كله توجد سلسلة من (بيوت الضيافة) بدرجات متفاوتة من الخدمات المميَزة أو العادية. المسلمون ينتشرون بصورة كبيرة في كلِّ المدن والأقاليم الأثيوبية، ويوجدون في كل القوميات. ويشار إلى أنه من سبع ممالك إسلامية زاهرة كانت في الحبشة كانت سلطنة (جِمَّا) هي الأخيرة. وقد أدخل الملك (منليك) الثاني تلك السلطنة الإسلامية الأخيرة تحت سلطته عام 1881م تاركاً لها استقلالاً داخليًا مقابل دفع ضريبة سنوية. وعند وفاة ملك السلطنة السلطان محمود بن داؤود المشهور باسم (أبَّا جفار) عام 1934م أعلن الإمبراطور هيلا سلاسي ضمّ (جِمَّا) إلى مملكته (أثيوبيا) ناقضاً المعاهدة التي أبرمها الملك (منليك) مع سلطنة (جِمَّا) عام 1881م. ينتشر الإسلام انتشاراً واسعاً في أثيوبيا في القوميات (القبائل) الأثيوبية. حيث تجد هناك المسلمين الأبيسينييّن (الجبرتة) و(عد شيخ) و(بني عامر) و(بن أسقاد) و(منسا وبيت جوك) و(بلين أو بوقوس) و(ماريا) وقبائل أريتريا و(العفر أو الدناكل) و(السَّاهو) و(سيداما) و(قوراجي) و(الأورمو) أكثر القوميات الأثيوبية عدداً، (الأورمو) يُسمَّون أحياناً ب (الجالا)، وهو اسم لا يحبونه؛ لأنه يشير إلى حقبة الإضطهاد. وينتشر الإسلام كذلك في قوميات (التيجراي) و(الأمهرا) والقوميات الأثيوبية التي جذورها صومالية والقوميات الأثيوبية (الباريا) و(الكوناما) و(بني شنقول) و(البانتو) ومجموعات البانتو الصومالية. كما ينتشر الإسلام في أثيوبيا في الأقليات الأثيوبية مثل العرب والسودانيين ذوي الأصول من غرب أفريقيا و(أرقوبا)، وغيرهم. وينتشر المسلمون في الأراضي الحبشية (الأثيوبية) في هرر وأوغادين وأرومي و(غالة الغوما و(غما) و(قيره) و(لمواناديا) و(أوسه) و(جما) و(جارو) و(شيمارو) و(البا) و(هديا) و(ضَضَلّة) ومناطق (شوي) و(أمهرا) و(تقراي) وغيرها. كما شهد الإسلام في أثيوبيا إلى جانب انتشاره الواسع قيام دول وسلطنات إسلامية زاهرة لكلّ واحدة جيش خاص وإدارة خاصة واستقلال. وكان بحسب تلك المعطيات يمكن أن ينبثق عنها قيام إمبراطورية أثيوبية إسلامية. إلى جانب السلطنات الإسلامية السبع التي شهدتها الحبشة (أثيوبيا)، برزت العديد من الشخصيات القيادية والسياسية والعلمية بين المسلمين الأثيوبيين (الأحباش) مثل السلطان محمد بن أبي البركات (سلطان المسلمين بالحبشة) وقد حكم بين (1425م 1432م) والقائد أحمد إبراهيم الملقّب ب (الإمام) الذي أنقذ سلطنة (هرر). من الإنهيار. وقد أسموه (جراني) أي الأعسر. وكانت فترة قيادته (12) عامًا من (1531 1543م). ومن قيادات مسلمي الحبشية العالم أحمد بن عبد القادر ونور بن مجاهد الذي بموته انتهى مجد سلطنة هرر وقد ذكر الكاتب النمساوي (بولشكي) الذي زار (هرر) عام 1885م أن فيها عدداً كبيراً من علماء الإسلام. وأيضاً من قيادات المسلمين السياسية في الحبشة (أثيوبيا) السلطان سعد الدين صاحب (زيلع) والسلطان محمد داؤود (أبَّا جفار)، ومن القضاة والأئمة وخَدمَة المساجد والقيادات العلمية والدينية الحبشية من العلماء الأعلام هناك الزيلعي العلامة فخر الدين عثمان بن عليّ شارح متن الكنز الذي توفي عام 1342م، وإسماعيل بن إبراهيم الجبرتي، والمحدِّث الكبير جمال الدين عبد الله بن يوسف الزيلعي المتوفى عام 1361م والعارف بالله علي الجبرتي المتوفى عام 1493م والشيخ حسن بن برهان الجبرتي وولده المؤرخ عبد الرحمن. وغيرهم الكثير. وفي القرون الأخيرة لعبت الطرق الصوفية دوراً كبيراً في حركة مجتمع المسلمين الساكن في أثيوبيا. ومن تلك الطرق القادرية والشاذلية والختمية والأحمدية. ومن أشهر قبور الأولياء في أثيوبيا قبر الشيخ الصالح (نور حسين) من شيوخ الطريقة الأحمدية التي أسسها الشيخ أحمد بن إدريس، وذلك في مقاطعة (أروسي). وقد ترجمت حياة الشيخ حسين ومناقبه في ثلاثة مجلدات طبعت عام 1927م ووزعت المسلمين في جنوب وغرب أثيوبيا.وتجدر الإشارة إلى أنه قد كان هناك رواق شهير في الأزهر الشريف لطلاب أثيوبيا اسمه (رواق الجبرتيَّة). الحلقة الأخيرة الأحد القادم.