حمل اسم (مَىْ) العديد من الموهوبات والشهيرات وملهمات الشعراء. هناك (مي عمر) نجمة الغناء الصاعدة المميَّزة ومذيعة قناة النيل الأزرق، (مَىْ آل خليفة) وزيرة الثقافة البحرينية. (مَىْ بيضون) مراسلة قناة الجزيرة الفضائية في لبنان. (مَىْ عز الدين) الممثلة. هناك (ست الإسم) الأديبة الموهوبة (مَىْ زيادة) التي انتهت إلى مستشفي للأمراض العقلية. كان يلتقي في صالون (مي زيادة) كبار الأدباء. بسبب (مَىْ زيادة) أطلق العديد من الأدباء والشعراء والمثقفين والسياسيين اسم (مَىْ) على كريماتهم. يتداعى إلى الذاكرة اسم (مَىْ يماني) مزيج العراقة والحداثة وسليلة العلم والأدب. (مَىْ يماني) كريمة وزير النفط السعودي الأسبق أحمد زكي يماني. مثقفة نابهة بنت مثقف كبير. صورة مشرقة مشرِّفة للمرأة السعودية والمرأة العربية والمرأة المسلمة. ولِدت (مَىْ يماني) عام 1956م. أمها ليلي عثمان (عراقية من الموصل). ليلى عثمان والدها أديب ومحامي مشهور. كانت ليلى عثمان تدرس (الدكتوراه) في التربية في جامعة نيويورك، عندما التقت شريك حياتها (أحمد زكي يماني) الذي كان يدرس في دراساته العليا في القانون بجامعة نيويورك. أحمد زكي يماني الذي ولِد في مكة عام 1930م كان جدّه (اليماني) المفتي الأكبر للشافعية في السعودية في ظلّ الحكم العثماني. أحمد زكي يماني كان والده قاضياً ورئيس المحكمة العليا في الحجاز. سافر اليماني (الأب) إلى أندونيسيا حيث قضي (8) سنوات كمفتي أكبر للمذهب الشافعي، ثم عاد إلى السعودية ليسافر مرة أخرى إلى ماليزيا حيث أصبح المفتي الأكبر(على المذهب الشافعي) والمفسّر الأول للقانون الإسلامي، تلك هي خلفية (مي يماني) التي درست في السعودية والعراق وسويسرا وأمريكا وبريطانيا. حيث أصبحت (مَىْ يماني) أول سعودية تحصل على الدكتوراه من جامعة أكسفورد البريطانية العريقة، وذلك في مجال الأنثربو لوجيا. عملت (مَىْ يماني) محاضرة في علم الاجتماع بجامعة الملك عبد العزيز بجدّة لمدة (3) سنوات. ثم عملت باحثة لمدة (8) سنوات في مركز القانون الإسلامي والشرق أوسطي بكلية الدراسات الشرقية والأفريقية في لندن. كما شغلت منصب زميلة باحثة في (شاتهام هاوس) في لندن من 1997م إلى 2007م. تتحدث (مَىْ يماني) اللغة العربية والإنجليزية والفرنسية والأسبانية بطلاقة. ولها إلمام باللغة الفارسية والعبرية والإيطالية. من أعمال (مَىْ يماني) وإصداراتها (النّسوية والإسلام) و (سيادة القانون وحقوق الإنسان في الشرق الأوسط والعالم الإسلامي) و (هويات متغيِّرة: تحديات الجيل الجديد في السعودية) و (مهد الإسلام : الحجاز والبحث عن الهوية في المملكة العربية السعودية). شهدت لندن النشاط الفكري الكبير ل(مَىْ يماني). كما شهدت لندن نشاط والدها أحمد زكي يماني الذي أنشأ مؤسسة (الفرقان) للعناية بجمع وتحقيق مخطوطات التراث الإسلامي المتوزعة في أنحاء العالم. أيضاً ممن حملت إسم (مَىْ)، هناك (مَىْ) ملهمة الشاعر السوداني الهادي العمرابي. والتي كتب فيها أشهر قصائده من مقاطع تلك القصيدة ... كُن كيف شاء لك الدلال فإنني بك معجب ... أكثرت في هجري وكان الظنُّ أن تترفَّقا... فوعدتني بالعطفِ لكن قد نسيت الموثقا... حيَّرت فكري بالبعاد ... وكان قربك مطلقا... أذكر على بعد الديار حديثنا في الملتقى... أما أنا فكما عهدت لمخلصٌ ومهذَّبُ... أرعى حقوق حبايبي ولأجلهم أتعذَّبُ... ولقد كشفت قناع حبيّ... بعد طولٍ تستُّرِ... الحبّ لو بلغ المدى كشفته عينُ المُبصِرِ... وأنا الذي حمل الصَّبابة وحده لم يَفْتُرِ... ولقد ذكرتكِ مرَّةً والجمعُ في نشرٍ وطىْ... كلٌّ بقرب حبيبه يرنو بمقلته إلىَّ... لمَّا أفاض بي الحنين غدوتُ أسأل أين مَىْ... أهي في رياض النيلِ... أم من خمرِ الصبابةِ تشربُ... تلهو كما شاء العفاف ويرتضيه المذهبُ...... حوَّاء ما أقساك يا أملي الذي أترقَّبُ. إنتقى الفنان صلاح بن البادية هذه القصيدة الجميلة لتصبح أغنية رائعة ذائعة الصّيت. وعندما سألت الفنان صلاح بن البادية كيف انتهت إلى يديه قصيدة (ليلة السبت) قال إن الإعلامي الراحل صالح بانقا صالح (إبن البان) قد أتي بالقصيدة إليه منشورة في مجلة. يا ترى كيف انتهت قصيدة (مَىْ) للشاعر الراحل الهادي العمرابي إلى يد المبدع صلاح ابن البادية. (آل العمرابي) رفدوا السودان بالعديد من الأسماء الشهيرة في الثقافة والشعر والأدب والإعلام، هل يبادر أحدهم بنشر شعر الهادي العمرابي وسيرته وتراثه ومساهمته المميَّزة في الأدب السوداني. هل ينشرون صورته الوجدانية والفوتغرافية لترى الأجيال الجديدة صورة أحد مبدعي هذا الوطن.