هناك امرأة أخرى في حياة كل رجل، هذا هو الموضوع الرئيس في رواية «المرأة الأخرى» التي كتبها ايريك جيروم ديكي وحققت أعلى معدل مبيعات عند صدورها، والسؤال الذي تطرحه الرواية هو المرأة الأخرى في حياة كل رجل.. وكثيرات هن الزوجات اللاتي يعشن سنوات طويلة ومازلن يشاركن فيها أزواجهن البناء، فترات من الحب ورحلات من الكفاح، وفجأة تشعر الزوجة بأن هناك امرأة تحوم حول زوجها، تتقرب إليه، تريده؛ لتحصد ما تعبت الزوجة عمرًا لتزرعه منتظرة أن تجني ثماره حبًا وعشقًا ودفئًا أسريًا، هل هي حقيقة من حقائق الطبيعة وعلى المرأة ان تكون مستعدة لظهورها في حياة زوجها في أي وقت أم أن المرأة الأخرى تظهر فقط عندما تقصر الزوجة في الاهتمام بزوجها؟ «الملف الاجتماعي» ناقش هذه القضية وخرج بالحصيلة التالية: غير مقبول عبد الله عبد الرحيم والذي يعمل موظفًا بإحدى الشركات الخاصة قال إن المرأة الأخرى في حياة الرجل المتزوج غير مقبولة إطلاقًا وغير مرحب بها تمامًا لأسباب كثيرة منها أنها تعصف بالحياة الزوجية، فالزوجة لا تقبل بوجود امرأة أخرى في حياة زوجها أيًا كانت هذه الأخرى ولكن في الآونة الأخيرة وللأمانة فقد انتشرت هذه الظاهرة وبسرعة فللرجل المتزوج الآن مجموعة من النساء غير زوجته منهن من هي محبوبته رغم زواجه من اخرى ومنهن من يقول إنها صديقته. تعدد الأسماء «عمار سرالختم» يعمل مهندسًا بالخرطوم، قال في حديثه ل«البيت الكبير» توجد العديد من النساء في حياة الرجل المتزوج وهو يتفنن في تسميتهن ما بين الحبيبة والصديقة والزميلة في العمل مضيفًا أن الزوج وهو يفعل ذلك يعرف أنه على خطأ كما أنه يدرك خطورة هذه الخطوه على حياته الزوجية لكنه مع ذلك كله يصر على وجود امرأة أخرى في حياته. صداقة عثمان محمد الامين «موظف» قال في حديثه ل «الملف الإجتماعي»: أنا متزوج ولكني أعشق الصداقة بين الرجل والمرأة ولا أنظر للمرأة على أنها وسيلة لتحقيق المتعة بل هي عندي أكبر من ذلك فهي الأخت والصديقة والأم ووجودها تحت هذا البند مهم في حياتي كما أن المرأة الأخرى في حياتي هي صديقة طفولتي وشبابي ولم يفرق بيننا زواجها وزواجي وزوجتي تتفهم ذلك ولكنها أحيانًا تتضايق من هذه العلاقات ولكني لا أترك علاقاتي مع الأخريات تؤثر على علاقتي مع زوجتي وعمومًا أنا حذر فيما يلي هذه العلاقات. عين طايرة عبير الطيب «معلمة بإحدى المدارس ببحري» قالت ل «المف الإجتماعي» إن التقصير من المرأة في حق زوجها وعدم الاهتمام هو سبب رئيس لوجود امرأة أخرى لزوجها يشعر معها بما يفتقده في زوجته ويكون ذلك تحت مسمى صديقتي أو زميلتي في العمل أو أن يكون جريئًا فيقول إنها محبوبته، وأضافت عبير أن تعدد العلاقات عند الزوج يكون لتقصير الزوجة في حقوق زوجها الشيء الذي يدفعه للبحث عن ما يفتقده في أخرى لكن مع ذلك فهناك أزواج «عينن طايرة» وبدون أسباب مقنعة تجدهم يقيمون علاقات مع أخريات متعللين بمصطلح الصداقة والزمالة. تقصير نفيسة الحاج «ربة منزل» قالت ل «للمف الاجتماعي» كثير من الأزواج لهم علاقات مع نساء أخريات وتحت أسماء عديدة ومختلفة يوهمون بها الزوجة «المسكينة» وأكثر تلك الأسماء هي القول بأنها صديقة، وأضافت بالقول: لماذا تكون في حياة الزوج الخاصة امرأة أخرى غير زوجته أصلاً؟!، وأشارت نفيسة إلى أن جزءًا من الأزواج يعانون من مشكلات مع زوجاتهم فيهربون إلى أخريات ونوع آخر منهم نجدهم يعانون من تقصير زوجاتهم في واجباتهم الزوجية وحينها تكون النتيجة أن يبحث الزوج عن أخرى وليست زوجة وكثيرًا ما يقول عنها إنها صديقته فقط. مرض نفسي ميادة جمال الدين «ربة منزل» قالت ل «الملف الاجتماعي» أصبح واقعًا الآن ولدى كثير من الأزواج أن تكون لديهم نساء أخريات رغم زواجهم ويكون هذا في الخفاء عادة وبعيدًا عن أنظار الزوجة وتحت عدد من المسميات والتي منها «صديقتي» وأحيانا «حبيبتي» أو «عشيقتي» ونادرًا «زميلتي»، وأضافت أرى أن العشيقة هي المرأة التي يعشقها الرجل ويشتاق لها ويسعد معها وبجانبها وهو مستعد أن يفعل أي شيء لكي لا يخسرها فما أجمل أن تكون تلك المرأة هي زوجته!! موضحة أن هؤلاء أشبه بمن يعانون من مرض نفسي وهو أن يظلوا دائمًا رغم زواجهم على علاقة بأخريات. الاختصاصية الاجتماعية بجامعة السودان للعلوم والتكنلوجيا الأستاذة سلافه بسطاوي قالت في حديثها ل «البيت الكبير» إن أسباب اتجاه الرجل المتزوج لامرأة أخرى يكون لعدد من الأسباب أولها اختيار الزوج لزوجته حيث يكون الزوج وبعد الزواج قد اكتشف أن اختياره لشريكة حياته لم يتم عبر دراسة كافية، كما أنه يمكن أن يكون اختياره موفقًا لكن شكل الحياة والتفاعل بينهما قد أظهر بعض التعارض، وتضيف بسطاوي قائلة إن انشغال الزوجة بنفسها وتربية الأبناء وأشغال البيت خاصة أنها تأخذ معظم وقت الزوجة تؤثر تأثيرًا كبيرًا على الزوج، حينها يشعر الزوج بنوع من التهميش أو عدم الاهتمام فيحاول الشعور بذلك مع أخرى، وأشارت بسطاوي إلى أن اهتمام المرأة بمظهرها ونفسها أمر مهم حتى لا يذهب الرجل بحثًا عن ذلك في أخرى واختتمت بسطاوي حديثها بالقول: «يؤثر شكل الحوار والكلام ومناقشة الموضوعات بين الزوجين فعندما يكون هذا الحوار روتينيًا وعاديًا وغير متجدد فإن الرجل لن ينتظر تغييره ولكن سيذهب إلى امرأة أخرى يجد عندها ما افتقده في زوجته.