غيَّب الموت عبد الله الخضر كمبال عن عمر يناهز ال 80 عاماً قضى جلها في العمل الإسلامي إذ دخل الحركة الإسلامية في الأربعينيات مع المرحوم علي طالب الله ومحمد خير عبد القادر أمد الله في عمره ومع المرحوم محمد محمد الصادق الكاروري وكانت له صولات وجولات ومجاهدات في الحركة الإسلامية أنفق كل ما يملك عليها وكان من كبار رجال الأعمال من أسرة الكوارتة المشهورة في دنيا المال والأعمال في تأسيس كيان الإخوان المسلمون في ذلك الزمن ولا غرو فقد تدافع إخوانه في الحركة شيباً وشباباً إلى مقابر البكري بأم درمان للصلاة عليه، جاء الشيخ الشبلي محمولاً على كرسي لم يُقعده المرض، وجاء الشيخ أحمد عبد الرحمن محمد مبكراً وتبعه عثمان الهادي أمين الحركة الإسلامية السابق، جاء الشيخ إبراهيم أحمد عمر وجاء الشيخ الطيب سليمان رفيق دربه وجاء الدكتور حسن الترابي معدِّداً مآثره ومجاهداته وإنفاقه على الحركة الإسلامية وجاء الأستاذ علي عثمان محمد طه على الرغم من وعكته متأثراً ومعه رفيق دربه دكتور عوض الجاز وجاء دكتور غازي صلاح الدين الذي يعرف الفضل لأهل الفضل إذ كان مختفياً عنده ومعه سلاحه بعد فشل حركة «1976م» المسماة بالمرتزقة وللتاريخ كان منزل عبد الله الخضر ترسانة سلاح ومخزناً لسلاح المجاهدين ومرتكزاً للإذاعة المتحركة، جاء حسن عثمان رزق الذي لم ينسَ مجاهدات عبد الله ودعمه لهم وهم طلاب بالجامعة وللتاريخ كان لعبد الله الخضر كمبال الفضل في إدخال مجموعة كبيرة من رجال وشباب الكوارتة للحركة الإسلامية منهم أحمد عمر عبد السلام وشقيقه عوض قبلهم كان المرحوم حسن حامد عبد السلام وكان عضداً وسنداً ومدافعاً عن إخوانه من أبناء الكوارتة المرحوم عبد السلام المبارك والدكتور صلاح أحمد عمر وخالد عثمان كمبال وهاشم إلياس كمبال وهاشم عثمان حامد إذ كانوا جميعاً نواة للحركة الإسلامية في أسرة الكوارتة المشهورة. عبد الله الخضر كمبال أنفق قبل الفتح في سبيل الحركة الإسلامية وشهد له بذلك الأستاذ علي عثمان محمد طه وأنا شاهد على إنفاق مبلغ كبير من المال بعد المصالحة مع نميري سلمته شخصياً للشيخ/ يس عمر الإمام، ومن الأشياء غير المرئية للكافة بعد نجاح الانتفاضة بساعات أرسلني الأستاذ علي عثمان محمد طه له بأن يذهب بطائرة خاصة إلى الأبيض لإحضار الشيخ حسن الترابي ومحمد محمد صادق الكاروري وكل قادة الإخوان الذين اعتقلهم نميري بسجن الأبيض وخوفاً من تصفيتهم بعد نجاح الانتفاضة من قبل قوى اليسار نفذ التوجيهات كاملة ومعه إبراهيم محمد خير وجاءوا بالدكتور الترابي وإخوانه صبيحة يوم الانتفاضة سالمين. كان عفيفاً لم تحُم حوله شائنة بالرغم من الضنك الذي عاشه آخر أيامه يلقاك باسماً هاشاً باشاً كريماً، كان فاكهة المجالس وريحانها وعطرها الفواح مرحاً محبوباً من الكافة ومع ذلك لا يخشى في الحق لومة لائم إذ كان أسداً هصوراً عندما تمس الحركة الإسلامية أو رموزها بسوء. فهو سليل أسرة آل كمبال العريقة من والده ومن والدته سليل أسرة آل سورج وآل بشير أغا نظار الإدارة الأهلية بالولاية الشمالية كان لا يفاخر بنسبه. عندما حانت ساعة الجهاد في أحراش الجنوب دفع بفلذات أكباده وأصهاره وهم طلاب بالجامعات وجهزهم وكان حريصاً على تزويج بناته من المجاهدين الشباب. لم ينل المرض من عزيمته وعضده وقد زرته قبل وفاته بأيام فقد كان يسأل عن الأحوال السياسية وعن إخوانه في الله فقد صبر كثيراً على الابتلاءات التي لازمته في آخر عمره لم يشكُ ولم يتبرم كان محتسباً وصبر عليه قابلها برضا ويقين وثبات وايمان. رحم الله عبد الله الخضر كمبال بقدر ما قدم في هذه الحياة الفانية وجعل ما قام به في ميزان حسناته.. وإن القلب ليخشع والعين لتدمع ولا نقول إلا ما يرضي الرب وإنا لله وإنا إليه راجعون وكل من عليها فان.