اتسعت قاعدة الغاضبين على مستوى الخدمات الصحية والعلاجية التي يقدّمها الصندوق القومي للتأمين الصحي بولاية شمال كردفان حيث يدور الحديث هناك عن عدة خيارات من بينها الخروج من المظلة التأمينية ويقول الذين استطلعتهم (الإنتباهة) إن التأمين الصحي أصبح خاصًا بالملاريات والنزلات والبندول فقط ما عدا ذلك جرى بين الصيدليات ورحلة استرداد مبلغ الدواء. ومن خلال طواف (الإنتباهة) لمراكز التأمين الصحي الفرعية والمركز الصحي النموذجي اتضح أن المراكز الفرعية بالأحياء تعاني نقصًا كبيرًا في تقديم الخدمات سواء كان ذلك في معامل الموجات الصوتية والأشعة أو غياب الطبيب الاختصاصي وتأخر الطبيب العمومي مما انعكس ذلك على المركز النموذجي الذي أصبح صفوفًا وازدحامًا، إلى جانب النقص في الدواء وعدم توفره مما أدى إلى رحلة بحث شاقة ومطاردة المريض لعملية الحصول على الدواء من الصيدليات الخارجية واسترداد قيمة الفاتورة. وقال المواطن وليد عبد الله محمد نور من الأبيض إنه عانى كثيراً في مرافقة والده المريض الذي لا يستطيع التحمل، وإنه قضى يومًا كاملاً للحصول على قطرة عيون وحتى ينصلح الحال «المايل» الذي يشهده التأمين الصحي وتنفرج الأزمة في تقديم خدمات التأمين الصحي بولاية شمال كردفان للمواطن لا بد من تحسين كل مراكز التأمين الصحي وتوفير الكادر المختص بها وتوفير الدواء منعاً لمعاناة المريض طالما أن المشترك يدفع مقدماً من أجل تقديم الخدمات المتميزة. ولمعرفة أسباب هذا القصور الذي يعاني منه التأمين الصحي التقت (الإنتباهة) المدير التنفيذي للتأمين الصحي بولاية شمال كردفان الدكتور باسط يوسف إبراهيم الذي قال إن مشكلة النقص في الدواء تعاني منها كل البلاد، وإن الأدوية تأتي إلى الولاية كل ثلاثة أشهر ولذلك يحدث النقص في الدواء مما يجعل المرضى يلجأون إلى الشراء خارج التأمين الصحي وهذا القصور مرتبط بعدة عوامل منها الشركات العاملة والموردة في هذا المجال والارتفاع في أسعار الدواء وعزا المدير التنفيذي للتأمين الصحي بالولاية عمليات الازدحام بمراكز التأمين الصحي نتيجة؛ لأن هنالك 12,500 ألف أسرة تمت إضافتها للمؤمن عليهم في العام 2012م دون التوسع في النوافذ التي تقدم الخدمة.. وقال الدكتور عبد الباسط إن من المشكلات التي يعانون منها نقص الكوادر وعدم استقرارها ولكنهم يعملون من أجل تنشيط كل المراكز لتقديم الخدمات للمواطنين. من جانبه قال الدكتور معز فاروق مدير الخدمات الصيدلية بالتأمين الصحي إن الدواء أصبح غير متوفر ليس في الولاية وحدها إنما على مستوى السودان سواء كان ذلك لزيادة الأسعار أو لزيادة الدولار لكنه قال إن التأمين يستطيع أن يوفر الدواء عن طريق الاسترداد، وقال إن الدورة المستندية هي التي تؤخر عملية استرداد المواطنين لحقوقهم ال75% عند شراء العلاج من خارج صيدليات التأمين الصحي، وأضاف أن الخدمات زادت بينما الاستقطاع لم يزد وأشار د. معز إلى أن هنالك ترتيبات لشراء كل الدواء من الصيدلية المركزية. في نهاية الأمر نقول إن المواطن البسيط كل هذه التفاصيل لا يعرفها ولكنه يفهم أنه يدفع مقدماً للتأمين الصحي مقابل توفير العلاج والعناية الطبية له دون معاناة، نأمل في أن تعمل إدارة التأمين الصحي في توفير الراحة للمواطن بقدر الإمكان حتى يسهم ذلك في التقليل من المعاناة التي يعانيها في ضروب كثيرة من مجالات الحياة المختلفة، وطالما أن هنالك زيادة في عدد المؤمن عليهم لا بد من أن يتبع ذلك توسعًا وزيادة في عدد النوافذ والمراكز التي تقدم الخدمات العلاجية والطبية للمواطنين بكافة محليات الولاية المختلفة.