«سنار أنا والتاريخ بدأ من هنا.. أسال أهل ابوك يا جنا من الحكم 365 سنة»، هكذا هي سنار المدينة التاريخية العريقة أرض السلطنة الزرقاء أول دولة إسلامية والتي خرجت أجيالاً جيلاً تلو الآخر، فكان خزان سنار الشامخ العريق الذي يروي أعظم مشروع زراعي في المنطقة ومصنع سكر سنار، وبادي ابو شلوخ وعمارة دنقس وعبد الله جماع.. رجال أفذاذ.. وأبونا الشيخ فرح ود تكتوك الراقد شرق الخزان.. خلدتهم الأجيال والحقب التاريخية، وصنعوا أمجاد السودان.. رحمهم الله جميعاً. ويقودنا الحديث إلى سنار والعودة إلى سنار في العيد، فهي مناسبة كبيرة للم الشمل ومناجاة الذكريات الجميلة، ولكننا وجدنا وضعاً مختلفاً وبعيداً ولا يوصف ولا في الخيال. وجدنا التدهور السيئ المريع، حيث أكوام من الأوساخ والمياه الراكدة في المجاري في كل متر من أرض المدينة والشوارع، وأكاد أجزم بأنني لم أجد طريقاً سليماً لسير العربات سوى الطريق المؤدي إلى السوق الشعبي، وكانت الطامة الكبرى انعدام البنيات التحتية والانقطاع الدائم للمياه والكهرباء، حيث مازالت المياه مقطوعة، وتذكرنا بأيام الإنقاذ الاولى عندما كانت المواد الغذائية تصرف بالبطاقة التموينية، مع العلم بأن حكومة الولاية أكدت وجزمت قبل عدة شهور ببداية العمل للحل الجذري لمشكلة المياه، وكذلك القطوعات المستمرة للكهرباء. إن أول ما يذكر أبناء سنار للزائر وتبريرهم للانهيار الكبير في الخدمات بسنار، هو أن والي سنار يريد أن يحولها لقرية، عقاباً لهم لأنهم تعنتوا معه في الانتخابات الاخيرة، ولذلك الحكومة ضاقت ذرعا بأبناء سنار الاوفياء الذين جاءوا وحاولوا السعي لإنقاذ مدينتهم، فضاقت بهم الحكومة ذرعاً، وأجهضت مشروعهم من أجل التطوير. ومن أكبر مصائب ومحن سنار هروب أبنائها وغفلتهم عن مدينتهم التي أنجبتهم وأعطتهم فتنكروا لها. وأقول لهم سنار تناديكم وتصرخ تحت وطأة فشل حكومة سنار. وأخصُّ من أبناء سنار أبو شورة وفيصل مدني وحسن حمدين ومأمون وحافظ حميدة ومزمل دياب وفضل نور الدين ومحجوب ساتي وعمار عثمان والمعزل. وأقول لهم إن الفرصة مازالت مواتية لتقديم يد العون والمساعدة ومساندة أهلهم في سنار، فالجهوية والقبلية اصبحت هي السائدة في تطوير المناطق والمدن. وكذلك لا ننسى ممثل سنار في المجلس الوطني الغائب دوماً عن ساحة العمل الاخرى الخدمية والرياضية والثقافية، ونقول له إن اغلاق الهاتف لن يفيدك ايها الغائب المحترم، ومن اخذ الأجر حاسبه الله بالعمل. أما سامي الحاج او مجاهد قناة الجزيرة، فكم وقفت معه مدينة سنار وهو في معتقله، وبكي معه اطفال سنار، وعندما عاد استقبله اهل سنار استقبال الفاتحين هو وضيوفه الكرام في مشهد لن يتكرر لأحد من ابناء سنار، ومنحوه الحب والدعوات الصالحات، ووضع حجر الأساس لمستشفى، ولكن انشغل أخونا سامي بعد أن وجد خزينته مليئة بالدولارات بالتجارة والبزنيس، وأصبح يعود الى الخرطوم خلسة.. هل هكذا هو الدين يا سامي الحاج؟ واهيب بكل أبناء مدينة سنار خاصة، والخريف في أواخره، وتزداد معاناة المواطنين ويموت البعض بمرض الملاريا اللعين.. وبمختلف الطوائف والأحزاب السياسية والاجتماعية، وجميع مرافق العمل العام والخاص، من أجل الالتفاف حول مدينة سنار، وأن ننسى أن هناك حكومة أو سلطة تشريعية يمكنها أن تساهم في ازدهار هذه المدينة التاريخية.