العالم كله يعاني ويشكو من الفساد والظلم الذي ساد معظم المجتمعات منذ قديم الزمان. وقد مقت الله الفساد والمفسدين لأنه آفة في الدنيا وخرابها، وعندما يكثر الفساد في البر والبحر بأيد الناس يرسل الله عليهم جنداً من جنوده كالزلازل والتوسنامي ليريهم الله عقابه في الدنيا قبل الآخرة. وقد ورد ذكر الفساد في القرآن الكريم «50» مرة مساوياً مع النفع، وورد اسم المفسدين «18» مرة وهم شر البلية، والذي يقع على عاتقهم الجزء الأكبر من خراب الدنيا. جاء ذلك في سورة البقرة قال تعالى: «وَإِذِ اسْتَسْقَى مُوسَى لِقَوْمِهِ فَقُلْنَا اضْرِب بِّعَصَاكَ الْحَجَرَ فَانفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْناً قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَّشْرَبَهُمْ كُلُواْ وَاشْرَبُواْ مِن رِّزْقِ اللَّهِ وَلاَ تَعْثَوْاْ فِي الأَرْضِ مُفْسِدِينَ» «60» سورة البقرة، كذلك تكرر لفظ الفساد «8» مرات في مثل النص الشريف في قوله تعالى: «الَّذِينَ طَغَوْا فِي الْبِلَادِ* فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسَادَ» «11-12» سورة الفجر، ثم كذلك ورد لفظ يفسدون «5» مرات: قال تعالى: «الَّذِينَ يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ وَلَا يُصْلِحُونَ» «152» سورة الشعراء وتكرر لفظ تفسدون «4» مرات في مثل النص الشريف: «وَلاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاَحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا إِنَّ رَحْمَتَ اللّهِ قَرِيبٌ مِّنَ الْمُحْسِنِينَ» «56» سورة الأعراف، وتكرر لفظ فساداً «3» مرات مثل قوله تعالى:«تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ » «83» سورة القصص، ثم ورد لفظ فسدت مرتين: «وَلَوِ اتَّبَعَ الْحَقُّ أَهْوَاءهُمْ لَفَسَدَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ وَمَن فِيهِنَّ بَلْ أَتَيْنَاهُم بِذِكْرِهِمْ فَهُمْ عَن ذِكْرِهِم مُّعْرِضُونَ» «71» سورة المؤمنون، وكذلك ورد لفظ يفسد مرة واحدة في سورة البقرة قوله تعالى: «وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيِهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الفَسَادَ» «205» سورة البقرة، وورد كذلك لفظ المفسدون كما قال تعالى: «أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِن لاَّ يَشْعُرُونَ» «12» سورة البقرة. ثم وردت المشتقات في النصوص الكريمة الآتية: «لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا فَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ» «22» سورة الأنبياء. «قَالَتْ إِنَّ الْمُلُوكَ إِذَا دَخَلُوا قَرْيَةً أَفْسَدُوهَا وَجَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِهَا أَذِلَّةً وَكَذَلِكَ يَفْعَلُونَ» «34» سورة النمل. «وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا» «4» سورة الإسراء. «قَالُواْ تَاللّهِ لَقَدْ عَلِمْتُم مَّا جِئْنَا لِنُفْسِدَ فِي الأَرْضِ وَمَا كُنَّا سَارِقِينَ » «73» سورة يوسف. «وَقَالَ الْمَلأُ مِن قَوْمِ فِرْعَونَ أَتَذَرُ مُوسَى وَقَوْمَهُ لِيُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ وَيَذَرَكَ وَآلِهَتَكَ قَالَ سَنُقَتِّلُ أَبْنَاءهُمْ وَنَسْتَحْيِي نِسَاءهُمْ وَإِنَّا فَوْقَهُمْ قَاهِرُونَ» «127» سورة الأعراف. «فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْيَتَامَى قُلْ إِصْلاَحٌ لَّهُمْ خَيْرٌ وَإِنْ تُخَالِطُوهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ وَاللّهُ يَعْلَمُ الْمُفْسِدَ مِنَ الْمُصْلِحِ وَلَوْ شَاء اللّهُ لأعْنَتَكُمْ إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ» «220» سورة البقرة. دلت هذه الآيات على خطورة الفساد والمفسدين الذين طغوا في البلاد وغيروا قيم الحياة وعبثوا بالقيم الروحية النبيلة وأطاعوا الشيطان الذي زين لهم أعمالهم فتمادوا في الظلم والقهر والفساد على المساكين والفقراء، لكن الله لهم بالمرصاد يمهل ولا يهمل. والمتتبع الآن لانتشار الفساد الذي عم في كثير من مرافق الدولة التي عجزت عن محاربته، وشكلت لجاناً لمحاكمة المفسدين وهذا لم يحدث في تاريخ الحكومات الإسلامية التي طبقت شرع الله ولو كنا طبقنا شرع الله حقيقة كما نزل في الكتاب والسنة وقطعنا يد السارق ورجمنا الزاني وعاقبنا كل المجرمين لما ظهر الفساد في الأرض لكن التهاون في تطبيق حكم الشرع هو الذي جعل المفسدين يسرحون ويمرحون دون رقيب أو عتيد، واستغلوا ضعف الدولة وعدم محاكمتهم وأصبح الفساد هوايتهم. إن عدم إقرار الذمة يعتبر خيانة في حق الوطن، ونحن نقف بصلابة مع السيد/ وزير العدل في مسعاه لتحقيق العدالة ومحاربة الفساد والمفسدين، وهل يعقل أن هناك دستورياً أدى القسم لخدمة هذا البلد تسمح له نفسه ألا يقر بذمته وممتلكاته، وهل هو إنسان أمين في خدمة الوطن؟ إذا كان رافضاً إقرار الذمة وفي أول بيان للرئيس البشير قال: إنه سيحارب الفاسدين وليست لهم مكانة في الإنقاذ، والآن هم يمثلون قمة الفساد بشهادة الدولة التي شكلت لهم لجاناً لمحاربة الفساد. كلمة بسم الله التي يبدأ بها الإنسان كل شيء في حياته يقدم اسم الله أولاً لأن أي عمل يُسبق بذكر الله متضمناً التقرب لله والحمد والشكر. وذكر بسم الله في القرآن الكريم في ثلاث سور، سورة الفاتحة وهي السورة الأولى وفي بداية السورة بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين، ثم سورة هود وهي السورة رقم «11» وفي الآية «41» جاء في قوله تعالى: «وَقَالَ ارْكَبُواْ فِيهَا بِسْمِ اللّهِ مَجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا إِنَّ رَبِّي لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ» «41» سورة هود، كما ورد اسم بسم الله في سورة النحل وهي السورة رقم «37» في قوله تعالى: «إِنَّهُ مِن سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ» «30» سورة النمل. وكلمة بسم الله الرحمن الرحيم من معجزات القرآن الرقم «19» وهي تتكون من «19» حرفاً. ربنا زدنا علماً لأن كلمة العلم والمعرفة والإيمان تكررت «811» مرة في القرآن الكريم كل منها وأقلها تكرار الفجار «3» مرات. تكرر لفظ الكفر ومشتقاته «506» مرات. والضلال ومشتقاته «191» مرة. ومجموعها «697» إذا طرحتها من «811» مرة يصبح المجموع «114» عدد سور القرآن الكريم.