نقول بالدارجي: «كنت قاعد مستمخ».. أي كنت هادئ المزاج ومتكيف.. ومبسوط «24» قيراط. ولعل الاستمخاخ له علاقة بالمخ.. وهو حالة استدعاء المخ للتفكير الهادئ.. ولا يتم ذلك إلا في اطار جلسة هادئة بعيداً عن المشكلات والهموم والغموم. وليس بالضرورة أن تكون أمامك شيشة أو سيجارة أو سفة كما يظن البعض أن تلك المعينات هي التي ترتب «للاستمخاخ» لكنها جلسة تأمل وتفكر ما دامت صادرة عن المخ، وحتى في المخ هناك المزاج الحالم والخيال الصافي والسكون. ويبدو أن الاستمخاخ» أساساً ينبعث من «المخيخ» وهو ذلك الجسم الكروي الأصغر الذي يختبئ أسفل الدماغ، ووظيفته التوازن وتنظيم حركة المرور، ويحتوي على 50% من الخلايات العصبية بالدماغ. لكن الذين عودوا أجهزة المخيخ العصبية على المكيفات هم الذين جعلوا المخيخ لا يعمل بكفاءته العالية أو القصوى إلا بوقود المكيفات. واليوم يتعكر المزاج لأتفه الأسباب.. والسبب هو الكدمات الحياتية اليومية التي يصاب بها المخيخ.. فتارة ارتفاع الأسعار وأخرى زحمة المرور وأخرى امتحانات الأولاد.. وما دام أصلاً هو مخيخ يكون ما فاضل فيهو شيء يقال له مخيخ ليستمخ..