لك التحية وكل الود.. استميحك عذراً أن أطل على القراء عبر عمودك الجميل جمال الرياضة والشباب لأوصل هذه الكلمة إلى وزراء الشباب والرياضة وللقاعدة العريضة من الشباب والرياضيين. أخوك لواء (م) إبراهيم نايل إيدام نافذة الى المؤتمر التنسيقي لوزراء الشباب والرياضة بالمركز والولايات وأصلي على الحبيب المصطفى الفاتح لما أغلق والخاتم لما سبق ناصر الحق بالحق والهادي إلى صراطك المستقيم وعلى آله حق قدره ومقداره العظيم. لكم جميعاً أتقدم بأسمى آيات الشكر والعرفان لما تقدمونه من عمل متميِّز ومثمر تجاه هذه المجموعة العمرية من الشباب الحاضر وكل المستقبل وجله يصب في الوحدة الوطنية شريطة ألّا نفرق بينهم في التعامل خاصة في المجموعات الشبابية لأن كل هؤلاء سودانيون ونحن نبحث عن الوحدة التي فقدناها بأيدينا والآن نبحث عنها وقد أصبحت عصيَّة. تابعت مؤتمركم عبر الصحف وقد سرني أكثر ما جاء في الصفحة (11) بصحيفة (الانتباهة) تحت عنوان (مؤتمر وزراء الرياضة يخرج بالعديد من التوصيات) وقد جاء في مقدمتها ضرورة تجديد العزم لإنفاذ توصيات المؤتمرات السابقة. والتي تمثل خارطة طريق نحو نهضة شبابية ورياضية آمل إخوتي الوزراء أن تكونوا قد زودتم بنسخ من توصيات تلكم المؤتمرات خاصة مؤتمر الشباب والرياضة الذي تمّ عقده في الفترة 27 - 30 مايو 1990م. ذلك المؤتمر اجتمع له كل أهل السودان والمغتربين من أهل الرياضة والشباب. وشخصوا الداء ووصفوا له الدواء. لمدة ثلاثة أيام وسلموا توصياتهم لرئيس مجلس قيادة ثورة الإنقاذ الوطني المشير عمر حسن أحمد البشير. ذلك المؤتمر سبقه مؤتمرات في كل من نيالا وبورتسودان وكنا حضوراً في كل. لو قدر لتلكم التوصيات أن ترى النور لما كانت هنالك حاجة للمؤتمر التنسيقي ولكن قدر الله وما شاء فعل. إن توصياتكم هذه تحتاج من الدولة ومنكم إلى إدارة سياسية قوية ومال. تحتاج منكم الى همة وألّا تنظروا للرياضة أنها عبث وملهاة.. إنها تربية وسلوك حثنا عليها الخليفة عمر بن الخطاب في قوله علموا أبناءكم الرماية والسباحة وركوب الخيل. هنالك وزراء آخرون توأم لكم في هذا الأمر وهم وزراء التربية والتعليم الذين يتعاملون مع النشء منذ الصغر في المدارس المختلفة وفي المناهج التعليمية حصص للتربية البدنية التي تنمِّي وتقوي أجساد الصغار ثم النشاط الرياضي المكمل والذي ينمي المهارات. وهذه قد فقدناها في مدارسنا ومعاهدنا وهنا نترحَّم على شيخ المعاهد بخت الرضا وحيرانه في كل من الدلنج، شندي، كسلا، الفاشر، مريدي وكان ذلك يصب في وعاء الوحدة الوطنية المفقودة الآن. إن الملاعب والميادين التي كان يمارس فيها النشاط قد تمّ التصرف فيها بالبيع والتخصيص لأغراض أخرى وما تبقى أصبح استثماراً للبعض تصل الساعة فيه الى مبالغ باهظة تدخل في جيوب وخزائن البعض. أما معلمو التربية البدنية الذين تخرجوا في المعاهد والكليات لا شواغر لهم في المدارس لتربية وتعليم النشء منهم من هاجر إلى دول الخليج وهم الآن يقومون بتأهيل طلاب وشباب تلكم الدول ومن لم يستطع منهم فقد اكتفى أن يكون سائقاً لركشة. إخوتي الوزراء إن جاز لي أن أوصيكم فإني أوصيكم بتقوى الله وأن تؤدى هذه الأمانة على أكمل وجه وألّا تعتمدوا على التقارير بل اجعلوا أعينكم هي التقارير وأن تحضروا مبكراً لتتفقدوا وزارتكم وملاعبكم وأن يكون لكم وقت لزيارة الاتحاد والأندية لمزيد من المعرفة عن قرب وتذويب الجليد. وهنالك وزارات أخرى لديها رياضيون وشباب آمل أن يتم التنسيق معها وهي وزارتا الدفاع والداخلية وكثيراً ما نجد منهم أبطالاً خاصة في ألعاب القوى، الملاكمة، السلة، ورياضات أخرى. إخوتي الوزراء أنتم وزراء الثقافة مسؤولون مسؤولية مباشرة عن الوحدة الوطنية وقد سبقكم في ذلك المرحوم اللواء محمد طلعت فريد عليه ألف رحمة وليبارك الله في ذريته ولنا مقال عنه قريباً بإذن الله. لواء (م)/ إبراهيم نايل إيدام عضو مجلس قيادة ثورة الإنقاذ الوطني وزير الشباب والرياضة 13/ 11/ 89 - 17/ 7/ 93م