* سيطير قلب وعقل المعنيين بالتحقيقات الجارية هذه الأيام حول قناة النيلين الرياضية بواسطة اللجنة المكلفة بالأمر ومراجعة عقد الشراكة مع التلفزيون، وتضم ممثلة لديوان المراجع العام وممثلة لوزارة المالية والمستشار القانوني وممثلي إدارات الهندسة والشؤون المالية والإدارية بالتلفزيون التي بدأت عملها بنشاط كبير واستدعت شركاء محمد حاتم سليمان الجدد وتسلمت من الوثائق الكثير. وكنت قد طلبت في مقال سابق الاستعانة بالشهود للوقوف على حجم الإعلانات التي بثت من القناة لعدم وجود المستندات والضوابط المعمول بها في الإعلانات مثل توقيع عقد مع المعلن ومراجعة الإعلان نفسه وملاءمته، ثم تحديد عدد مرات البث وكيفية تحصيل القيمة مقدماً والوفاء بحق الدولة من ضرائب، وهو النظام الذي تقوم به إدارة الإنتاج التجاري بالتلفزيون بكفاءة كبيرة لكنها محجوبة تماماً من إعلانات النيلين رغم توجيه محمد حاتم لنا في النيلين أن تكون الإعلانات عن طريق هذه الإدارة. ولكن شركاءه لم ينفذوا ذلك وظللنا في انتظار تأسيس إدارة مشابهة في النيلين بقيادة الأخ العزيز بدر الدين سيد المدير السابق للشؤون المالية والإدارية والاستثمار والموارد بالتلفزيون، باعتباره أحد أبرز صناع الشراكة، كما لاحظت فى الاجتماعات الأولى بشارع (15) العمارات حيث مقر الشركة. * كنا نعمل بدون الضوابط المذكورة والمعروفة لنظام الإعلانات ولم يمر علي مستند واحد لأوقعه حين كنت مديراً صورياً للقناة، وكان شركاء محمد حاتم وهما الماحي عبد الدائم وخالد الإعيسر يقومان بكل العمل رغم أنهما جديدان على الرياضة والإعلام الرياضي، وعلاقتهما بهما مثل علاقة بتربية السلاحف، ومرة لاحظت أنهما لا يفرقان بين الاتحادين العام والمحلي. * صدقوني حين كتبتُ هذا العنوان عاليه عن قصة النيلين بالوثائق والشهود لم أكن أقصد التحقيقات الجارية الآن، لكني كنت أقصد قصة هذه القناة من الألف إلى الياء، وبالتحديد منذ أن كانت فكرة أقنعت بها المدير السابق للتلفزيون الدكتور جمال الدين عثمان، وكان صاحب رؤية مستقبلية ولكن لم تجد الفكرة التفكير الجاد بعده إلا في عهد أحد أعظم مديري التلفزيون هو المهندس الطيب مصطفى الذي أسس لأول مرة إدارة عامة للرياضة عام 1996م بعد أن كانت الرياضة تتبع لإدارات أخرى مثل الأخبار والثقافية وساند«شيخ الطيب» الأب الروحي للتلفزيون البروفيسور علي شمو رئيس اللجنة الاستشارية للبرامج الرياضية، وظللتُ منذ ذلك التاريخ أحمل ملف القناة الرياضية واخترت لها اسم النيلين وتعرضت للسخرية بأنني أحلم، وماتت الفكرة في عهد المدير السابق عوض جادين الذي يبدو أن بينه وبين الرياضة عداء مستحكماً إذ ألقى الإدارة المعنية بالرياضة وأوقف ثمانية برامج رياضية من برامجنا التسعة ولكن كان في المقابل هنالك رجل آخر عالم بالإعلام وعاشق للرياضة هو الدكتور أمين حسن عمر الذي أصدر قراره عام 2006م بتكليفي بإنشاء قناة النيلين الرياضية، وأضاف إليها المنوعات، ولحق بنا الأستاذ الإعلامي الكبير ياسين إبراهيم وانطلقت القناة أرضية بشراكة حقيقية سليمة غير مشبوهة مع طرف سوداني أصيل ليس أجنبياً هو وزارة الإعلام بولاية الخرطوم، ووجدنا منهم الدعم خاصة من الأخوين الوزيرين هاشم هارون وسيد هارون وانطلقت القناة في 7/7/2007م هو تاريخ لا أنساه لأنه شبيه بتاريخ العدد الأول لصحيفة «الشرق الأوسط» السعودية الدولية التي انطلقت في 7/7/1977م وليس سراً أنني اخترت هذا، تاريخ انطلاقة النيلين متأسياً بصحيفة «الشرق الأوسط» التي تشرفت بالعمل فيها لمدة أربعة عشر عاماً رئيساً للقسم الرياضي ثم مديراً لمكتب الخرطوم. * يوم انطلقت قناة النيلين من تلفزيون الخرطوم دمعت عيناي لأن حلم السنين تحقق ولكن على المستوى الأرضي. ودمعت عيناي للمرة الثانية حين انطلقت فضائية في أبريل من العام الماضي بأيد سودانية عظيمة وبأجهزة ومعدات تلفزيون السودان العظيم وبدعم طيبٍ من المدير العام الأستاذ محمد حاتم سليمان، وكان هذا قبل أن ينقض على المشروع الوليد شركاؤه الجدد في 1/7/2012م أي أنها انطلقت قبل هذه الشراكة العجيبة وبجهد سوداني خالص وغداً نواصل!! نقطة نقطة ** حتى اللحظة لم نتهم أحداً، كل ما نكتبه عبارة عن ملاحظات وإشارات لتكملة التحقيقات الجارية لإعلان نتائجها للرأي العام، ونأمل ألا يكون حال لجنة التحقيق الحالية مثل حال العديد من اللجان التي انتهت بانتهاء مراسم الدفن. * أحد شركاء النيلين وهو الماحي عبد الدائم ويقال إنه يحمل الجنسية الأمريكية، كما أن الشريك الآخر وهو خالد الإعيسر يقال إنه يحمل الجنسية البريطانية. وأذكر يقال لأنني لم أر جوازي سفريهما، كما لم أر حتى اللحظة توقيع الماحي على أي مستند غير أنه اعتمد توقيعه لدى البنك حيث حساب القناة بدلاً من توقيعي كمدير عام للقناة، وأظن أنني المدير العام الوحيد في العالم الذي لا يحق له التوقيع على الشيكات.