الزمان: الفترة ما بين عام 1968م وعام 1970م.. المكان مدينة طمبرة في غرب الإستوائية.. وهي كانت عبارة عن منطقة عسكرية بها سريتان من قوات الهجانة.. السرية الرابعة الكتيبة الثانية بقيادة المرحوم الرائد كالو كومي، والسرية الرابعة الكتيبة الرابعة بقيادة الرائد عبد الوهاب عبد الرؤوف، وهو أيضاً قائد المنطقة بحكم الأقدمية.. أطلق عليها الجنوبيون لقب (أبو عيون قزاز) نظرًا للنظارة السميكة التي كان يلبسها باستمرار، أطال الله عمره ومتَّعه بالصحة والعافية.. ضباط السريتين برتبة الملازم هم: الملازم الطيب حمدان رحمة الله، الملازم مامون حسن محجوب رحمة الله، الملازم حسن محمد أحمد الملقب ب (حسنT)، الملازم محمد خاطر حمودة، الملازم محمد عبد الله آدم، الملازم فرح، الملازم عثمان النقر، الملازم عوض فرح، أطال الله أعمارهم.. منطقة طمبرة كانت تتبع إدارياً لحامية واو، وهناك أطواف شهرية تتحرك بين طمبرة وواو تنقل تعيينات الجيش والبضائع للمواطنين، عبر طريق بري طويل لا يخلو من الكمائن والألغام التي ينصبها الخوارج للقوات المسلحة من وقت لآخر.. ضباط صف وجنود الهجانة كانوا يمتازون بالانضباط والشجاعة والإقدام والعنف عند الشدائد.. ولكي يحافظ ضباط المنطقة على هذه الروح القتالية ويتمكنوا من قيادة جنودهم الشجعان بجدارة، كان لا بد لهم من تقمص صفة الشجاعة والإقدام وإظهار مقدراتهم القيادية أمام الجنود، حتى ولو كان ذلك على حساب النظم والمبادئ العسكرية التي تعلموها في الكليات والمعاهد العسكرية.. ولكي يثبت الضابط لجنوده أنه ود مقنَّعة مكحَّل بالشطَّة لا يهاب الموت، كان يركب في العربة الأمامية وهو يقود الطوف الإداري.. وهذا يتنافى مع المبادئ التكتيكية لأن العربة الأولى معرَّضة للألغام الأرضية ونيران كمائن العدو.. وإذا أُصيب القائد يؤثر ذلك على معنويات الجنود ويخل بتماسك القوة.. ورغم الإلمام بهذه المعلومة التكتيكية الهامة، إلا أن ضباط الهجانة الأشاوش كانوا لا يريدون أن يسمعوا همسًا وسط الجنود يقول (جنابو لبد في العربات الخلفية) أي أخفى نفسه خوفًا من الموت.. ولذلك كان لا بد لهم من المجازفة.. في إحدى المرات كنت قائدًا لطوف إداري متحرك من طمبرة إلى واو لإحضار المرتبات والتعيينات، وكان قائد المنطقة الرائد عبد الوهاب عبد الرؤوف مغادرًا معي في نفس الطوف إلى مدينة واو.. قمت بتشكيل عربات الطوف العسكرية والمدنية بحيث تتوفر الحماية الكاملة لكل القوى المتحرِّكة.. وبعدها أعطيت الرائد عبد الوهاب التمام واستأذنته بالتحرك.. خاطبني الرائد عبد الوهاب بلهجة أهلنا العبابدة قائلاً: (يا محمد عبد الله انت ختيت عربيتك نمرة واحد وختيت العربية اللتي نمرة تلاتة ليه؟؟) قلت له (يا سيادتك أنا قائد الطوف.. وأنت قائد المنطقة يعني بالنسبة لي شخصية هامة، ومن واجبي حماية سيادتكم وأزلت كل الكمائن التي تعترض طريقنا حتى تصل واو بالسلامة إن شاء الله).. قال لي: (لا لا مو كدي، انتو أولاد الغرب عاملين أنفسكم أرجل مننا.. عشان كدي ودي العربية اللتي نمرة واحد وجيب عربيتك نمرة تلاتة).. وما كان أمام الملازم محمد عبد الله آدم إلا الانصياع لأوامر قائد المنطقة.. قاد السيد قائد المنطقة الطوف الإداري حتى واو، راكبًا في العربة الأمامية رغم المخاطر، ليبرهن عمليًا لضباطه وجنوده أن السوداني أينما كان من الغرب أو الشمال أو الشرق أو الجنوب أو الوسط، هو قدر التحدي ولا يهاب الموت. هكذا كان شأن ضباط القوات المسلحة وما زال، يتنافسون فيما بينهم ومع جنودهم في الشهادة من أجل الوطن والدين وسمعة قواتهم المسلحة.. حفظك الله وأبقاك قائدنا عبد الوهاب عبد الرؤوف، الرجل القوي الأمين، الشجاع الزاهد.. فريق ركن محمد عبد الله آدم (اتكاءة محارب وكلمة لابد منها) ليس الغرض من كلمتي سوى أمل ورجاء أشجِّع من خلاله إخوتنا رفقاء السلاح بدءاً من قادتنا الذين عملنا معهم في أوقات سابقة أو زملائنا الذين عملوا معنا خاصة الذين نالوا درجات علمية عُليا سواء على مستوى الأركانحرب أو الأكاديميات العسكرية العُليا أو الجامعات خاصة الذين تخصصوا في علوم الدراسات الإستراتيجية وغيرها حيث مطلوب من هؤلاء أن يُثروا ساحتنا بما لديهم من معلومات في زاوية اتكاءة محارب التي تصدر أسبوعياً عبر صحيفة (الإنتباهة) والتي يُشرف عليها سعادة الفريق إبراهيم الرشيد والذي نجده دوماً يبذل قصارى الجهد والاهتمام المقدَّر منا جميعاً بتناوله لشتى الموضوعات التي تشمل الدراسات العسكرية التي تحويها هذه الزاوية. نحن عندما نسلِّط بصيصاً من الأضواء على الموضوعات العسكرية وذكرياتها وتناول الدراسات الجيدة والمفيدة فلا شك أن هذا العمل يُعتبر عملاً وواجباً مطلوباً للتعريف بأهم الدوافع والمرتكزات لأحداث جيشنا الباسل تشجيعاً للبحوث في التوصل إلى الخطوط والأسس العامة لإيجاد انفراج حقيقي لعكس العلم العسكري الذي لا يعرف عنه الكثيرون من الإخوة والأبناء الذين لا دراية لهم بالعلم العسكري. لذا يحدوني المجال أن أقول كلمة لا بد منها وهي مطلوب منا نحن العسكريين المشاركة بالحقائق والأحداث وصولاً إلى الأهداف المرجوة استزادة بالعلم والمعرفة وعزائي ألّا نبخل بالآراء أو حتى الانتقادات البنَّاءة وذلك للاستفادة قدر المستطاع من إعداد بحوث على معمق الوقائع والأحداث العسكرية. الشكر مجدداً للأخ الفريق إبراهيم الرشيد علي والإخوة رؤساء ومديري تحرير جريدة (الإنتباهة) الغراء على ما يقدمونه من جهود مقدرة ورعاية دائمة لصفحة (اتكاءة محارب). بقلم: نقيب (م) علي الفضل الخليفة عبد الله جوال: 0122254930 تكريم النقيب «م» بلة أحمد عمرابي في إطار جولته التدريبية حل بمدينة المعسكرات الخرطوم نادي شباب مايرنو الرياضي درجة أولى سنار أقام عدة مباريات مع فرق الجيش والبوليس وأخيرًا نادي المقرن الرياضي بملعب الأمن بالرياض في الفترة ما بين الشوطين تم تكريم النقيب «م» بلة أحمد عمرابي ورفاقه وقد أشادت رابطة أبناء منطقة مايرنو بهذه المبادرة الطيبة البارعة وتمنى مزيداً من التفوق للنادي في مقتبل أيامه إن شاء الله. تنويه وصل إلى السودان الوفد العسكري المصري الزائر بخصوص مراجعة المعاشات المصرية للضباط والصف والجنود وسيقابل المستحقين يوم الأربعاء 17/3 بمباني الملحقية العسكرية المصرية وعلى المعنيين الحضور بكامل مستنداتهم.