تقع (الصالحة) جنوب مدينة (أبو سعد) بأم درمان، إلى الشرق منها مجمَّع جامعة أم درمان الإسلامية، في شمالها الغربي (جبل طورية) والمطار الجديد. قام السفير الأمريكي في الخرطوم (ستافورد) في 13/ ديسمبر 2012م بزيارة مدارس العلوم الخاصة (مرحلة أساس) في (الصالحة) بأم درمان. في مدرسة (الصالحة) خاطب السفير الأمريكي التلاميذ مؤكداً (احترام أمريكا للإسلام كدين سماوي يدعو للتسامح، وأن بلاده تزخر بالمنظمات الخيرية التي تهتم بمكافحة الفقر وتوفير الفرص التعليمية وتدريب المعلمين ورفع قدرات المدارس من أجل التنمية الشعبية وضمان المستقبل التربويّ والمهنيّ للأطفال). يشار إلى أن في فترة ازدهار العلاقات السودانية في عهد الرئيس إبراهيم عبود قدَّمت (المعونة الأمريكية) للسودان مساعدات قيِّمة، وخاصة في التعليم وبصورة أخص في التعليم الفني. هل كان السفير الأمريكي في 31/ ديسمبر 2102م، يريد أن يعلن في مدرسة (الصالحة) مشروع (معونة أمريكية) جديدة في الخرطوم. لكن إذا كان هناك إعلان عن (معونة أمريكية) في التعليم أو (إغاثة تعليمية) فإنّ مثل هذا الإعلان مكان إبلاغه وزارة الخارجية السودانية في شارع الجامعة، وليس مدارس العلوم الخاصة (مرحلة الأساس) في (الصالحة). في 13/ديسمبر 2012م من (الصالحة) بالقرب من (جبل طورية)، أعلن السفير الأمريكي انطلاق استراتيجية أمريكا الجديدة في السودان. لم يخطر ببال أحد في (الصالحة) أنها ستصبح مزاراً للسفير الأمريكي في السودان، ولا خطر ببال السفير أن (مدرسة أساس) في (الصالحة)، ستكون المحطة الأولى في برنامجه السوداني الجديد، يرسل منها رسائله السياسية في كلّ إتجاه. ذلك السفير هل دعاه أحد لزيارة تلك المدرسة؟، أم دعا نفسه لزيارتها. إذا كان السفير في المدرسة ضيفاً جاء تلبيةً لدعوة، هل استشارت تلك الجهة الداعية جهات الإختصاص الولائية والإتحادية. وإذا استشارت هل أبلغت جهات الإختصاص تلك مواطنيها فحوى الرسالة التي يجب إبلاغها إلى السيد السفير. حيث أن السفير جاء إلى الخرطوم في وظيفة سياسية بحتة، ممثلاً لحكومته لدى حكومة السودان. أين حكومة السودان من تلك الزيارة؟. هل أخطر السيد السفير وزارة الخارجية بزيارته مدارس العلوم الخاصة في (الصالحة). أم أن الوزارة علمت بالزيارة كغيرها من غمار الناس. أم أنها لا تمانع في الأساس أن يلتقي السفير مَن يشاء في السودان، في أي زمان أي مكان! في ذلك الصباح كان السيد/ ستافورد يخاطب جمهوره من تلاميذ (الصالحة) وسط استغرابهم وهم ينظرون إلى بعضهم البعض. في ذلك الصباح كان السيد/ (ستافورد) يصبر نفسه مع الأطفال الفقراء الغبش، ويدغدغ واقعهم الكئيب الكبيس (من كوابيس) ويراود طفولتهم البريئة عن نفسها لكي تقع في حبّ (الحلم الأمريكي). في ذلك الصباح أين كان السيد/ معتمد أم درمان، أين كان السيد/ وزير التربية والتعليم بولاية الخرطوم، أم أن السيد المعتمد والسيد الوزير قد علما بالزيارة كغيرهم من غمار الناس. أين كان الوالي (الخرطومي) والمعتمد (الأمدرماني) والوزير الإتحادي (الخارجية) والوزير الولائي (التربية والتعليم) أين كانوا، ومع من كانوا يصبرون أنفسهم ذلك الصباح، عندما كان السيد/ السفير ستافورد واثق الخطوة يمشي ملكاً في (السَّمرة حاج الطاهر) و(هجيليجة) و(القِيعة) و(الصِّريو) و(جادين) و(العشرة الودي) و(الشقيلاب) و(الغماراب) و(العقيدات). قال السفير الأمريكي في خطابه التضليلي أمام تلاميذ مدرسة (الصالحة): (إن أمريكا تحترم الإسلام كدين سماوي يدعو للتسامح). موسوعة (الصالحة) الحاج محمد السّباعي أفاد أن تسمية (الصالحة) ترجع إلى مقولة شهيرة أطلقها الراحل الشيخ عبد المجيد محمد صغيرون (أتمنى أن تكون بقعة للصالحين)، حيث تضمّ منطقة (الصالحة) بالفعل عدداً من المشايخ والصالحين. ولكن بعد زيارة السفير (ستافورد) مدينة (الصالحة)، هل هناك أي احتمال في أن تكون الزيارة قد زادت الصالحين عدداً!. (المؤتمر الوطني) بأمدرمان أو الخرطوم، يمكن أن يجيب على ذلك السؤال. بعد أن استكملت السفارة الأمريكيةبالخرطوم استراتيجيتها في الإختراق الكامل لأحزاب المعارضة السودانية، بدأت تنفيذ ملف اختراق المجتمع المدني ومنظمات المجتمع المدني، وذلك بزيارة السفير مدرسة (الصالحة) في 13/12/2012م. حيث أعقب زيارة السفير، مسلسل زياراته إلى الطرق الصوفية. السفير (ستافورد) يريد إعادة إنتاج أفلام الكوميدي إسماعيل ياسين، (إسماعيل في الجيش)، (إسماعيل ياسين في البوليس)، (إسماعيل ياسين في مستشفى المجانين)، (إسماعيل في متحف الشمع)، (إسماعيل ياسين في الطيران) و(إسماعيل ياسين في السجن)، وغيرها. السفير (ستافورد) بدأ في استراتيجية أمريكية جديدة في السودان. إستراتيجية بدأت فعالياتها بإنتاج أفلام (ستافورد في الصالحة)، (ستافورد في أبو حراز)، (ستافورد في البرهانية)، (ستافورد في أم ضوّاً بان) و(شيخ ستافورد في الكباشي)... ستتواصل حلقات المسلسل... إبقوا معنا!.