والعام الماضي يمضي في بداياته أدهشتني تلك الصور التي جسدت واقع المدارس والمرافق الصحية في محلية السلام الحدودية مع دولة الجنوب الجديدة، وأكثر ما أدهشني هو مباني المحلية المستأجرة في أحد أحياء كوستي، ودارت بخلدي العديد من الأسئلة التي لم أجد لها إجابة شافية، واهم تلك الاستفسارات لماذا تهمل مثل تلك المحلية؟ ولماذا يجلس معتمدها في مدينة بالقرب من عاصمة الولاية؟ فوجدت بعض الإجابات عن تلك الأسئلة في وقت سابق، ولكن خلال الفترة الماضية وضحت لي الصورة كما يجب أن تكون بعد أن افتتح والي بحر أبيض يوسف الشنبلي وأعضاء حكومته عدداً من المرافق المهمة في محلية السلام، في مقدمتها المستشفى وغيرها من المرافق، ولم استغرب كثيراً لانجاز هذا العمل في وقت وجيز، باعتبار أن قائد تلك المحلية رجل له من التاريخ ما يكفي لإعمار تلك المحلية الحدودية، ومنذ تكوين المحلية ظل ابو طالب يستأجر مباني متواضعة في أطراف كوستي، ولكن الآن يجلس في مكاتب مؤسسة بصورة جيدة في قلب السلام. إن ولاية النيل الأبيض تحتاج للكثير من العمل، سواء أكان ذلك في مجال البنيات التحتية او الخدمات او غيرها من الضروريات التى يحتاج اليها اهلنا في بحر ابيض، وان وضع جميع مسؤولي الولاية في أولوياتهم توفير الخدمة للمواطن فحتما سيسعد أبناء الولاية بحكامهم، فالمواطن في اية بقعة من أرض السودان لا يريد سوى توفير الخدمات الضرورية التى تجعله يعيش باطمئنان، وهذه الخدمات يفتقدها بعض أهلنا في النيل الأبيض، وربما هذا ما يجعل أبناءها يوجهون اللوم والنقد لحكامهم في العديد من المنابر، حتى تجزم بأن بحر ابيض لا تنمية فيها ولا خدمات. إن ولاية حدودية مثل النيل الأبيض تحتاج للكثير من العمل، مع الحزم في مؤسساتها التى تُتهم بعض منها بالفساد، وقضية الاراضي مازالت في الاذهان، وتحتاج كذلك لرجال يسخرون اوقاتهم للعمل من اجل رعاياهم كما فعل ابو طالب في محليته القاصية، وأهم من كل ذلك تحتاج بحر أبيض لنقاء نفوس ساستها الذين أعمتهم المناصب والكراسي الوثيرة عن النظر الى اهلهم في ام رمتة والزريقة والقطينة وغيرها من مدن الولاية التى يشكو أهلها الإهمال في كافة المرافق.