في وقت قريب جدًا كان تلاميذ الأساس في بعض مدارس الولاية القريبة جدًا من الخرطوم يجلسون تحت الرواكيب لتلقي دروسهم، وفي ولاية أخرى كان الحال أفضل بقليل من السابق حيث يجلس التلاميذ في فصول مبنية من المواد الثابتة ولكن أرضًا فلم يشملهم برنامج الإجلاس الذي ملأ الدنيا ضجيجاً، وفي ولاية أخرى التلاميذ يجلسون في فصول تشابه أسقفها «الغربال» ولا تصلح للدراسة في فصل الخريف، و... و... والكثير من ولايات السودان تعاني الإهمال المريع في الجانب التعليمي حتى الخرطوم العاصمة القومية التي يتجمع عندها ولاة الولايات ووزراؤها نهاية كل أسبوع تعاني بعض مدارسها من الإهمال المخيف، وكنا من قبل كتبنا عن مدرسة عمر بن عبد العزيز بالسليمانية شرق والتي تعاني بيئتها من الإهمال وتفتقر للأسوار، وكتبنا كذلك عن مدارس العسال وغيرها من المدارس التي نرجو أن تجد الاهتمام والرعاية من معتمد جبل أولياء وابنها بشير أبوكساوي. إن التعليم في السودان يحتاج لوقفة قوية من أجل تطويره وليس بالمؤتمرات وحدها يتقدم التعليم وإنما لابد من الخطط المنفذة والزيارات الميدانية للقرى والأرياف البعيدة في أصقاع كل ولاية حتى تتحسن بيئتها ونرجو زيارات ميدانية لمدارس السليمانية شرق وغرب والعسال في ولاية الخرطوم ومدارس أم القرى والمناقل في الجزيرة ومدارس كوستي وأم رمتة والزريقة بالنيل الأبيض ومدارس ود شريفي وريف كسلا وحلفا و... و... والكثير من المدارس التي تعاني بشدة من الإهمال المخيف والذي قد يؤدي إلى خلق فاقد تربوي في المستقبل القريب. أكثر ما أسعدني هو الزيارات التي قامت بها لجنة التربية والتعليم بمجلس تشريعي ولاية الجزيرة في إطار متابعتها للعمل وتفعيلاً لدورها الرقابي لبعض مدارس محلية مدني الكبرى ووقفت على مشكلاتها ومعوقاتها ونرجو أن تتواصل زيارات هذه اللجنة لمدارس قرى الجزيرة وحلالها من أجل تطويرها وتقدم المسيرة التعليمية بها ونأمل أن تحذو بقية اللجان في الولايات الأخرى حذوها حتى تعود للتعليم سيرته الأولى التي كانت في سنوات سابقة. عمومًا الأمل يحدو الكثيرين من المواطنين بأن تستطيع الحكومات الجديدة التي ستشكل خلال هذه الأيام من انتشال التعليم وبيئته من بئر الإهمال خاصة في الولايات التي يعاني أهلها كثيراً في البيئة المدرسية وغيرها من أساسيات التعليم.