تعتبر المملكة العربية السعودية من أكثر الدول الشقيقة التى يؤمها السودانيون للعمل بها بمختلف تخصصاتهم وانتماءاتهم الاجتماعية والثقافية، وحرصاً من صحيفة «الإنتباهة» لعكس تجاربهم وقضاياهم وطرحها بموضوعية حتى تجد لها الحلول المناسبة، ومن خلال «نافذة مهاجر» التقينا المغترب محمد حامد محمد الأمين حمراي ليحدثنا عن تجربته وهو من أبناء الجزيرة الخضراء، درس في مدرسة أبو عنجة المشتركة ثم الفوار الثانوية، ثم قرر الاغتراب كبقية السودانيين بعد أن ضاقت به الفرص في السودان فكانت وجهته المملكة العربية السعودية، فماذا قال؟ متى استقليت قطار الهجرة؟ - سافرت فى عام 2001 م وعملت في المملكة وعدت إلى السودان فى عام 2009 م وتزوجت ثم عدت إلى المملكة مرة أخرى وأعمل بها حتى الآن.. حدثنا عن حصاد هذه الغربة؟ - الغربة أخذت مني الكثير، كما حرمت الكثير من أبناء الوطن من التعليم، والغربة حصادها سلبي أكثر من إيجابي كم من هاجر إليها وترك أبناءه وزوجته وأولاده، وضاع الأولاد بسبب اغتراب أبيهم، فعلى الرغم من أنها تحل بعض المشكلات كتسهيل الزواج وتأمين سيارة ومنزل إلا أنه عندما يعود لوطنه لا يجد مصدر رزق أو وظيفة ثابتة فيعود إلى الغربة مرة أخرى.. الدولة لا توفر للمغترب فرصاً كثيرة في الغربة ويتمسك بها.. عمل بعد رجوعه إلى الوطن ولهذا السبب يمكث المغترب السوداني. كيف ترى خدمات جهاز المغتربين السودانيين بالخارج والسفارة بالمملكة؟ - يقدم جهاز المغتربين خدماته إلى حد ما، ولكن فى الفترة الأخيرة أصبح كثير من المغتربين يشكون منه، ونأمل أن يقدم خدمات أفضل، ونتمنى أن تطور السفارة السودانية أداءها نحو المغتربين السودانيين.. كيف تنظر لعلاقات السودانيين في الغربة؟ - أكثر وأقوى العلاقات وأمتنها، فترابطهم ينبع بسبب بعدهم عن الوطن فنجدها ممزوجة بروح العودة له حتى لا يشعرون بشبح الغربة، وتتضح من خلال مساعدتهم بعضهم البعض فى السراء والضراء وتجدهم مجتمعين فى كل المناسبات الاجتماعية كالأعياد والمناسبات الوطنية. ما تأثير هجرة الأب على الأولاد؟ - الأم عندما يكون الأبناء صغاراً يمكنها أن تتحكم فيهم، ولكن عندما يكبرون تصبح المشكلة أكبر وتتطلب وجود الأب بقربهم حتى يستطيع تربيتهم تربية صالحة لمواجهة المجتمع وكل دروب الحياة المختلفة. حلم العودة إلى الوطن، هل يراودك؟ - لا يوجد مغترب لا يريد أن يعود لوطنه، ولكن ظروف البلاد والوضع الاقتصادي الذي تعاني منه وعدم توفير الدولة لفرص عمل مناسبة للمغترب لتوفي بكل متطلباته الأساسية فى الحياة، وهذا ما يمنع عودة المغترب إلى وطنه إن لم يؤمن وضعه الاقتصادي مستقبلاً مما يجعلها تصبح الاختيار الذي لا مفر منه والبديل لكل من يلجأ إلى الاغتراب حتى تتوفر فرص أخرى وعسى الله أن يغير الحال إلى الأفضل.. ما هي أمنياتك للسودان؟ - أتمنى أن يعم السلام كل أرجاء الوطن، وأن يعود أبناؤه ليعمروه أكثر وأكثر، وأن يجد كل مغترب وخريج فرصة عمل ليعم الاستقرار كل أرجاء الوطن. رؤيتك لصحيفة «الإنتباهة» ومدى صداها لدى المغترب السوداني؟ - يتابع المغتربون بالمملكة الإعلام السوداني وصحيفة «الإنتباهة» بصورة خاصة، وأصبحت ذات انتشار واسع خارج الوطن وداخله، وتقدم رسالة راقية للمغترب السوداني وتوصل صوته للخارج وإلى وطنهم.