خلال تجوال صحيفة (الإنتباهة) في المملكة العربية السعودية التقت العديد من المغتربين السودانيين والتي اعتبروها جسرًا للتواصل بينهم وبين الوطن الحبيب، وكان لقاؤنا بالمغترب عمر إبراهيم الطيب أحد أبناء ولاية الجزيرة قرية ود البصير والذي يعمل بمدينة جِدة ليحدثنا عن غربته في المساحة التالية: ٭٭ ما هي دوافع اغترابك؟ تتركز دوافع الهجرة والاغتراب في تحسين الوضع المادي والاقتصادي حتى نوفر لأبنائنا وضع معيشي أفضل وليتلقوا تعليمًا مميزًا. ٭٭ كيف تنظر لتأثير الغربة على الأسرة والأبناء؟ البعد عن الأبناء والأهل صعب خاصة المقربين لكن كلنا نتفق على ضرورة الصبر عليها من أجلهم وهذا لا يعني أننا لا نراعيهم، فالتواصل مستمر من على البُعد ومعرفة أخبار الأسرة أول بأول ومعرفة ضرورياتهم من متطلبات الحياة وتلبية هذه الحاجات وحل كل الإشكاليات، فالمتابعة تكسر حاجز الاغتراب بدواخلهم حتى من تطول فترة اغترابهم لا يشعرون ببعدهم عن الوطن بسبب وسائل الاتصالات والتكنلوجيا الحديثة المتقدمة والمتطورة. ٭٭ هل واجهتك مشكلات بداية اغترابك؟ توجد في الغربة المشكلات لكن الإنسان في الغربة يتغلب عليها وأحيانًا تكون كالتي نواجهها في بلادنا وأحيانًا كثيرة بإحساس الغربة الذي يملانا أقل المواقف تجعلنا في حالة من التوتر والضيق والتي أحسب أنها من أكثر المشكلات التي تواجه المغترب. ٭٭ ماذا أضافت لك الغربة وماذا خصمت منك؟ الغربة أضافت لنا تحسين الوضع الاقتصادي والمادي ومعرفة ثقافات بلاد أخرى، وفي ذات الوقت خصمت منا سنين العمر التي قضيناها بعيدًا عن وطننا السودان الحبيب وعن أولادنا وأبائنا وأهلنا وكم مرة مرض عزيز لنا ومات ولم نراه، وكم مرة تزوج قريب لنا ولم نشاركه فرحته.. والغربة أيضًا تكشف لك أيضًا معادن الناس الحقيقية. ٭٭ تواصل السودانيين في الخارج كيف تراه؟ علاقة السودانيين مع بعضهم في الغربة علاقة طيبة وجميلة فالسودانيون إخوان مع بعضهم في كل مكان خاصة في الغربة تصبح أكثر قوة.. إضافة إلى تميزهم بالطيبة والأخلاق العالية والتسامح والأمانة وحسن المعشر. ٭٭ ماذا عن دور السفارة والجالية السودانية؟ بكل صراحة السفارة نلتقيها في فترات متباعدة من حين لآخر عندما تكون لدينا إجراءات رسمية، أما الجالية السودانية فتشهد نشاطًا وحيوية واهتمامًا بقضايا الوطن. ٭٭ هل تتابع الإعلام السوداني بكافة وسائله؟ المغتربون من أكثر الناس الذين يشاهدون الإعلام السوداني بالخارج فهم يريدون معرفة الأحداث أول بأول ويتابعون الأخبار ويقرأون الصحف وأحيانًا تجد المغترب هنا يعرف الخبر أو الحدث قبل أهلنا في السودان لحرصه على معرفة كل الأحداث عبر الوسائل المرئية والمسموعة. ٭٭ هل الضرائب المفروضة عليكم تجدون لها مقابلاً؟ يدفع المغتربون كل الضرائب المقررة عليهم ولكن هل يجدون خدمات تقدم لهم؟ هذا ما نعانيه دومًا!! ٭٭ كيف تنظر لجهاز المغتربين وخدماته؟ هو جهاز يهتم بشؤون المغتربين ولكن أحيانًا تتأخر إجراءاتهم وينتظر المغترب كثيرًا حتى تكتمل إجراءاته وهناك من تنقضي مهامه بسهولة. ٭٭ ماذا عن قنوات تسهيل إرسالكم لاحتياجاتكم عبرها.. هل تجدون منها الاهتمام؟ يجد المغترب السوداني مشكلات في ميناء عثمان دقنة في نقل البضائع وطريقة توصيلها ووضعها في حوش في الميناء يؤدي إلى تلف بعض البضاعة وعفش الركاب وعدم سهولة الإجراءات وتأخير المغتربين وفوضى شركات النقل واستقلال المغترب السوداني بصورة سالبة. ٭٭ متى العودة لأرض الوطن؟ كل مغترب لا بد أن يعود يومًا ما إلى وطنه ولكن لا بد من تحقيق الهدف الذي اغترب من أجله وخسارته للكثير من سنين عمره بها تحتم عليه أن يحصد في النهاية ثمرة رجوعه إلى أرض الوطن الذي نتمنى أن يكون بكل خير وسلام وأن يرجع أبناؤه المغتربون ويعمروه أكثر وأكثر.