حشدت منطقة الكبرة بإدارية فوجا ولاية شمال كردفان أعدادًا مقدرة من الثروة الحيوانية في مخيم رعوي لتطعيم حوالى مليون رأس من الماشية افتتحه النائب الأول لرئيس الجمهورية علي عثمان طه ووالي شمال كردفان معتصم ميرغني، ويستمر المخيم لمدة أسبوع لتقديم الخدمات البيطرية لقطعان الماشية المختلفة، ويشتمل المخيم على أتيام طبية بيطرية متكاملة وأدوية متنوعة استطاع تطعيم حوالى 20 ألف رأس في اليوم الأول، وكانت وزارة الثروة الحيوانية أجرت ترتيبًا مع وزارة الزراعة بالولاية ومحلية النهود لإقامة المخيم الذي تداعت له قبائل المنطقة بتنوعها الثقافي وتراثها وثروتها الحيوانية لترسم لوحة جميلة كشفت إمكانات المنطقة الاقتصادية والثقافية.. وقال علي عثمان في اللقاء الحاشد الذي أُقيم بمنطقة الكبري موقع المخيم إن قبائل المنطقة تمثل دعامة هامة للاقتصاد القومي من خلال إنتاجها وحفاظها على الثروة الحيوانية، وذكر أن الضأن الحمري ذائع الصيت أصبح من الأهمية بمكان واصفًا إياه بالذهب الحي، وعدَّد طه إمكانات المنطقة المتمثلة في الثروة الحيوانية والذهب الذي تم اكتشافه مؤخرًا بمنطقة فوجا داعيًا الشباب إلى عدم ترك الماشية والزراعة في ظل التوجه نحو الذهب.. وذكر طه أن الجمهورية الثانية سوف تضع قضايا المواطنين ضمن اهتماماتها مشيرًا إلى أن أزمة المياه سوف تحسم تمامًا بالولاية بقوله «لا نريد دلوًا بالجمهورية الثانية» حاثًَا الرحل على الاهتمام بتعليم الصغار لمواكبة التطور والمرحلة. وقال الوالي معتصم إن المخيم يعتبر لفتة اقتصادية وثقافية بارعة تؤكد أهمية المنطقة اقتصاديًا، ودعا معتصم إلى الاهتمام بالماشية وقطاعاتها بالولاية على رأسها الضأن الحمري مثمنًا جهود الرحل في دعم الاقتصاد الكلي للدولة، وتعهد بإكمال مشروعات التنمية ومياه الشرب. وكانت مرحلة التمويل الأصغر لقطاع المرأة الريفية قد انطلقت بالولاية حيث تم إعداد أكثر من خمسائة رأس من الضأن لتمليكها للمرأة كبداية للتويل فيما أعلن طه أن برنامجًا يستهدف حوالى 20 ألف أسرة تم التحضير لها في مجال الثروة الحيوانية. تربية الماشية والتي تحتل شمال كردفان فيها قسطًا واسعًا من بين ولايات السودان تتجه نحو برامج تطوير لتشمل معظم مواطني الولاية من خلال الخطة التي قدمتها وزارة الزراعة والثروة الحيوانية بالولاية الأمر الذي بشر بتنفيذه نائب الرئيس خلال الندوة السياسية.. منتجو الثروة الحيوانية والرعاة نفوا ل«الإنتباهة» أن يكون ارتفاع الأسعار الذي طال اللحوم والماشية قد حدث بسببهم بل ذكروا أن التجار وسماسرة السوق هم الذين يستفيدون من ذلك ملخصين قضايا عده تواجه مصير ثروتهم أبرزها الضرائب المفروضة على الرأس الواحد من الضأن بما يبلغ 127 جنيهًا تجتمع في أتاوات المحليات المختلفة، وهو ما قاد إلى ارتفاع الأسعار من خلال الترحيل إلى العاصمة وعملية التسويق.. ولعل اقتراب موسم الأضحية وتسويق الضأن والخراف بدوره يزيد من تزايد الطلب عليها بالتالي يرى المنتجون أن محاربة الماشية وسوقها ومحاولة تحديد أسعار الأضحية لم يكن بالتقدير المجدي والصائب حيث تختلف أوزان الماشية وأحجامها فيما ترتفع بالمقابل تكاليفها حتى تصبح جاهزة كذبائح. وطالب المنتجون الدولة بحماية سوق الماشية وإنتاجها عبر الرعاية وتوفير معينات الإنتاج المختلفة ومياه الشرب والأدوية وغيرها.. بجانب موازنة أسعار المنتجات الغذائية بالبلاد والتي ارتفعت كلها وليس اللحوم وحدها مستبعدين أن تشهد أسعار خراف الأضحية ارتفاعًا يفوق المواد الأخرى بالسوق.. مخيم الكبرة الخلوي للماشية شكل صرحًا اقتصاديًا هامًا لكون السودان يمتلك كميات مقدرة من الثروة الحيوانية بجانب اللوحة الثقافية التراثية والتي اكتملت من خلال تراثيات الرحل والبادية.