حسن بيومي: الزيارات عمل مخابراتي من السفراء لجمع المعلومات..الفريق عبد الباقي: موجهة لمسائل تكتيكية لتنفيذ إستراتيجية معينة..بروفيسور علي عيسى: الزيارات نكاية بالحكومة واصطياد في الماء العكر أجرته: هنادي عبد اللطيف: آمال الفحل جملة من التساؤلات طرحتها الزيارات والجولات الأخيرة التي قام بها السفير الأمريكي بالخرطوم جوزيف استافورد لمشايخ الطرق الصوفية فى السودان فقد قام السفير بزيارة لعدد من مشايخ الطرق الصوفية آخرها كان للشيخ الكباشي ما هي دلالات هذه الزيارات وما الهدف منها وهل هنالك اهداف سياسية وراءها؟ هذه الاسئلة وغيرها طرحناها على طاولة الخبراء والمهتمين ورأي الشارع العام فكانت هذه الحصيلة: افضل من الاسلام السياسي يرى القيادي بالحزب الاتحادي أ. على السيد ان الولاياتالمتحدة والغرب يرون ان الاسلام الصوفي افضل من الاسلام السياسي لذلك تشجع الصوفى على السياسى مثل الجبهة الاسلامية ومنبر السلام العادل والاخوان المسلمين والمؤتمر الوطنى، فالغرب يعتبر هذا النوع من الاسلام يتسم بالعنف والإرهاب.. لذلك يدعم الاسلام الصوفى والطرق الصوفية فى عدة بلاد مثل المغرب، ففى السودان تحاول الولاياتالمتحدة ان تتقرب للصوفية كونهم مسامحين وملتزمين بقواعد الدين بخلاف الإسلام السياسي الذى يسعى للسلطة بالإرهاب والعنف بحسب اعتقادهم. فمعظم السفراء يحاولون التقرب من مشايخ الطرق الصوفية لخلق علاقات مع مشايخ الطرق المختلفة.. ويضيف علي السيد ان التقرب الى الطرق الصوفية ليس وليد اليوم وانما منذ الاستعمار فقد كان الغرب يلتقون مع مشايخ وقادة الطرق الصوفية ومع الطريقة الختمية ومع السيد محمد عثمان الميرغنى ومع السيد عبد الرحمن. على اساس ان الصوفية اسلامهم مسالم وليس لديهم علاقة بالعمل السياسي، الغرب بدأ فى ارجاع علاقاته القديمة مع الطرق الصوفية. عمل استخباراتي العميد امن حسن بيومى يرى ان التقرب من مشايخ الطرق الصوفية لا يخرج من كونه عملاً مخابراتيًا من قبل هؤلاء السفراء من اجل جمع معلومات.. فطالما مسموح لهؤلاء السفراء التحرك لاى جهة فبالتالى الدبلوماسى لا يختلف عن عمل المخابرات، ليس لديه اى حواجز فى لقاء اى فئة او شخص سواء مشايخ طرق صوفية أو غيرهم، فهذا مجال عمل لمعرفة كيفية تفكير هؤلاء المشايخ حتى يستطيعوا معرفة كل شيء بخصوصهم ومع كل هذه اللقاءات مع مشايخ الطرق تطرح العديد من الاسئلة ويخرج باجابة بنهاية الزيارة، ويضيف بيومى ان العمل المخابراتى لمعرفة الكثير من الجوانب فى علاقتهم مع الحكومة والرئيس وقادة العمل السياسي والمشروعات التى نفذتها الحكومة لهؤلاء وغيرها كذلك ومدى رضائهم عن الحكومة ليخرجوا بتقارير وآراء تساعدهم فى تطبيق سياستهم. ولكن الدكتور علي عيسى رئيس مركز الدراسات الاستراتيجية يرى أن الامريكان دائمًا يتبعون سياسة الاصطياد فى الماء العكر نسبة للجمود الحاصل بين الحكومة والطرق الصوفية لذلك يريد الامريكان استغلال هذا الجمود ويريدون ان يثبتوا ان مستقبل السودان فى السنوات القادمة فى ايدى الطرق الصوفية، من ناحية اخرى كأنها نكاية للحكومة فمثلاً تأتى زيارات السفير لجهات ليست فى صميم عمله تطرح هذه التساؤلات فقد زار السفير نائب الوالي فى الجزيرة وامين المكتبة فى بورتسودان.. فهذه جهات ليس للتواصل معها ولكنه يعتبر هذا التحرك نكاية للحكومة. تحسين وجه واشنطن اللواء «م» عباس ابراهيم شاشوق الخبير الاستراتيجى يرى ان هذه الزيارات بمثابة تبييض للوجه الامريكى لتؤكد انها ليس لديها عداء للاسلام لذلك تتقرب الى الطرق الصوفية باعتبار انها اكثر اعتدالاً من العناصر الاخرى كالجهاد والقاعدة لذلك فالولاياتالمتحدة تعتقد ان الطرق الصفوية ليس لديها عداء معها ولا يحركون الفئات المتطرفة لذلك يرون ان الصوفية اسلامهم معتدل يتماشى مع السياسة الأمريكية، اضافة فهذه الزيارة تعتبر كرسالة للرأي العام ان واشنطن ليس لديها اى موقف تجاه المسلمين والإسلام وربما هذه رسالة للشعوب للتقليل من الكراهية تجاه امريكا. وهي رسالة لاقناع تلك الشعوب بانهم ليس لديهم اى عداء تجاه السودان انما عداؤهم للانظمة المتطرفة. فعمومًا هذا الزيارات لمشايخ الطرق الصوفية لا تخرج من كونها تبييضً لوجه امريكا تجاه المسلمين لتقلل من الكراهية والعداء من الشعوب الاسلامية. ويضيف شاشوق تأتى هذه الزيارات لهذه الطرق حتى لا تسير هذه الأخيرة فى نفس الطريق الذى تسلكة الجماعات الدينية المتطرفة. خدمة الاستخبارات الأمريكية يقول الفريق عبد الباقى كرار ان السفير الامريكى يخدم الاستخبارات الاسترتيجية الامريكة ويتم اختياره بناء على الاستخبارات الخارجية للولايات المتحدة ويتولى اى اعمال داخلية فالطرق الصوفية عرةبا عن شريحة فى المجتمع لها كلمتها والدولة تحترمها لذلك هم يريدون ان يضغطوا الدولة من خلال الجبهة الداخلية والجماعات المكونة للمجتمع من طرق صوفية ورموز حزبية فهذه الجولات عبارة عن مسائل تكتيكية لتنفيذ الاسترتيجية والتغيير الموجود فى البلد هو الذى يدير هذه الاتجاهات ويأخذ المعلومات من المجتمع، واضاف: السفراء الامريكان يعملون هذا العمل ويركزون على مناطق النشاط الاجتماعى من طرق صوفية وغيرها ودائمًا يركزون على الفئات البعيدة من الدولة ولا تُستأذن فى القرار الاستراتيجى للدولة لذلك هؤلاء السفراء لا يقومون بزيارة دواوين الدولة وانما فئات معينة ليأخذوا معلومات يمكنهم الاستفادة منها فى مرحلة معينة. جمع المعلومات المحلل السياسي فوت فانوس قال ان الهدف الاول للسفير هو جمع المعلومات وهو يقوم بجمع اكبر عدد من المعلومات ويقوم بارسالها الى القوة الفاعلة فى بلاده فلقاؤه ايضًا مع احزاب المعارضة ويتواصل ايضًا مع رجال الاعمال والطرق الصوفية فى اطار جمع المعلومات ويرفعها فى مؤسسات رفع القرار فى امريكا. زيارة مشبوهة اضاف اللواء يونس محمود ان هذه المسألة ذكرتنى التاريخ فعندما اراد الانجليز ان يغزوا السودان ارسلوا عالم اجتماع اسمه ايفن فرنس هذا العالم اعطاهم شفرة ومفتاحًا للمجتمع السودانى وكيفية السيطرة عليه وماهى مفاتيحه لذلك استطاعوا ان يحكموا السودان بالسودان 60 عامًا وبالتالى هذه الزيارات مشبوهة، فلماذا هذه الزيارات فى هذا الوقت ولماذا هذه الخطوة وتوقيتها الآن؟ قطعًا ليس رغبة منه فى اعتناق الاسلام ذنب يقحم المسلمين وعلى قادة الطرق الصوفية ان يعلموا ان هذا عدو الله سبحانه وتعالى فهل ترجون منه اكثر مما ترجون من الله سبحانه وتعالى السؤال الثانى هل هو راغب ان يدخل الدين الاسلامى على ايديكم قال تعالى «مالكم كيف تحكمون» هذا المقدار من السذاجة ان يلبسوا السفير الامريكى الوشاح الاخضر الذى هو تجميل ثياب اهل الجنة فهم الآن يلبسون السفير الملابس الخضراء ويدخلونه الى حلقة الذكر فالسؤال هل هذا السفير متوضئ وطاهر؟ فهذه مهلكة جدًا. معرفة موقف الصوفية اما بروفيسر حسن الساعورى المحلل السياسى مدير جامعة النيلين سابقًا فذكر ان الهدف واحد من اثنين فالهدف الاساسي أنهم يريدون معرفة موقف الصوفية من الحكومة الموجودة هل هى مع الانقاذ ام ضدها اما الجزء الثانى فهو معرفة الى اى مدى يمكن للصوفية ان يستمعوا الى الامريكان ثالثًا اذا وجدوا مجموعة على استعداد ان تسمع لهم سوف يوجهونها الى معارضة الانقاذ او محاربة هذا الحزب. قياس الدبلوماسية اما امين بنانى رئيس حزب العدالة الاجتماعى فقال ان الزيارة جزء منها قد يكون قياس الدبلوماسية الشعبية فهم يريدون الدخول الى المجتمع السودانى عبر الدوائر المؤثرة فيه خاصة ان هذه الطرق يعتبرون ان تدينها معتدل، اما قد يكون هناك جانب آخر للزيارة ولها ابعاد استخباراتية، واما ان يكون نشاطًا يعبِّر عن تسامح تجاه الامريكان وتأمل من الشعب ان يقابل هذا التسامح.