السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد.. أتمنى من الله أن تكوني بخير وعلى خير، وأن يصلك مكتوبي هذا ويجدك في أحسن الأحوال والأوقات سعادة.. ذكراً.. وشكراً. أما عني فالحمد لله بخير وعلى خير وفي أسعد لحظاتي. وصلتني منك رسالة بالبريد، وقد كان لما فيها أطيب الاثر على نفسي خاصة في ما يتعلق بمساعيكم الموفقة إن شاء الله على درب الدعوة الإسلامية، وهذه هي الرسالة الحقيقية التي خلقنا من أجلها.. فسيري على هذا الدرب حتى نهايته، ولن تكون إن صدقت الله الا الجنة، فأوصيك بالإخلاص والتفاني، وتعلمي كثيراً لأن هذا هو مجال التعليم الحقيقي، فالله سبحانه وتعالى يقول: «وكذلك جعلناكم أمة وسطاً لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيداً» صدق الله العظيم. فالله خلقنا لنكون شهداء على الأمة حتى تستقيم على درب الله، وأرسل الرسل ليشهدوا ذلك علينا، فأثبتوا على هذا الدرب. أما عن أحوالنا كما سمعتم الجامعة أغلقت بسبب مشكلة، لأن الاتحاد الموجود معارض للثورة الإسلامية في البلاد، وحل جمعيات القرآن الكريم والإصلاح الاجتماعي، ليبدلها بجمعيات تتبع للشيوعيين وتلتزم الفساد والانحلال، مما قاد لمصادمات انتهت بإغلاق الجامعة. وعني شخصياً لم أصب بشيء في الأحداث التي جرت، وقد كان في النية أن أحضر البلد لولا بعض المشكلات. وسأسافر خلال أسبوع الى الجنوب إن شاء الله ضمن كتيبة «الخرساء» المتحركة لضرب المتمردين أعداء الدين هناك، ونسبة لضيق الوقت لم أتمكن من المجيء لوداعكم، فأرجو أن تعفو عنا وأن تدعو لنا الله أن ينصرنا ويثبت أقدامنا، ونحن بذلك نريد أن نحيي سنة وفريضة ماتت عند المسلمين، وهي الجهاد في سبيل الله، وهي أفضل عبادة لأنها شاقة وبها يغفر الله الذنوب ويعلي درجة المجاهد مائة درجة في الجنة. أما إذا مات المرء مجاهداً في سبيل الله فإن الله تكفل بأن يدخله الجنة، وأن يغفر له عند أول دفقة من دمه، وأن يشفعه في سبعين من أهل بيته، فإن شاء الله ربنا وعدنا بإحدى الحسنين إما النصر لله والعزة للمسلمين والرفعة للسودان والاسلام، وإما الشهادة وهي الفوز بالجنة وبالحياة الرائعة، وطبعاً الأعمار بيد الله، إن كتب لنا الموت سنموت ولو على فراشنا. ووصيتي لك أن تلتزمي دين الله عقيدةً ومنهجاً في الحياة، وأن تنذري كل حياتك وجهدك عملاً دؤوباً من أجل التمكين لدين الله، وأن تدعي كل من تستطيعين دعوتهم لذلك من الأهل والجيران والأصدقاء وزملاء الدراسة، وأن ترغبي الشباب والرجال في الجهاد لأنه أفضل طريق الى الله، ولأن الرسول صلى الله عليه وسلم يقول: «ما ترك قوم الجهاد إلا ذُلوا» ويقول: «من مات ولم يغزُ ولم يحدث نفسه بالغزو مات ميتة جاهلية» فهذه وصية اليك وممن حولك من إخوتك الطالبات.. وحتى نلتقي منتصرين بإذن الله، وإن كانت الأخرى فاصبروا وابشروا وادعوا الله لي، فلا بكاء ولا حزن، وأرجو أن تكثروا من الدعاء لنا، وسنفعل ذلك، وأرجو أن تحافظي على التزامك الإسلامي وعلى دروسك محافظة شديدة، وتحياتي لمن حولك من الطالبات ولجميع الأهل بشندي والجميع بالمكنية. أخوك: علي عبد الفتاح