بلغ حجم التبادل التجاري السعودي في السودان حسب وزارة التعاون الدولي السودانية حوالى «850.543» مليون دولار بينما بلغ حجم الاستثمارات السعودية في السودان حتى العام الماضي «79» مشروعاً في المجال الصناعي وحوالى «20» مشروعاً في الجانب الزراعي اضافة الى «154» مشروعاً في القطاع الخدمي بتكلفة كلية بلغت «3854» مليون دولار. وأوضح مدير ادارة التخطيط بالوزارة أحمد مالك أن العلاقة بين البلدين قديمة ومتميزة وتطورت بعد انعقاد مؤتمر القمة العربية بالخرطوم في ستينيات القرن الماضي، وأكد نفاذ كل الاتفاقيات التي أُبرمت في الدورة الأولى والتي اجملها في اتفاقية التمويل السعودي لسد مروي بمبلغ «150» مليون دولار، مشيدًا بما وصفه بالدور المهم للمملكة في حث الصناديق العربية في دول الخليج على المساهمة في تشييد خزان سد مروي بشمال السودان مما شجع العديد من الشركات والافراد السعوديين على الاستثمار في السودان في المجال: «الزراعي والنقل والمقاولات والتشييد وصناعة الاسمنت» بجانب الدخول في شراكة لإنشاء مصنع السلام للاسمنت في الدامر بتكلفة «275» مليون دولار، واوضح أحمد ان السعودية تعتبر أكبر سوق للصادرات السودانية بحكم وضعها الاقتصادي المتميز، معدداً واردات السعودية للسودان في وسائل النقل والصناعات الغذائية والملابس «اضافة الى المشروعات الاستثمارية ال «79» انضم اليها ومؤخراً مصنع تبوك للادوية في السودان الذي افتتح الاسبوع الماضي برأس مال قدره 16 مليون دولار وطاقة انتاجية تبلغ 300 مليون قرص في العام، ويخفض فاتورة الاستيراد من الخارج بنسبة 15% للسودان. وهذه اضافة حقيقية وكبيرة لتلك الاستثمارات السابقة، والذي افتتحه وزير الصناعة السوداني عبدالوهاب محمد عثمان بحضور سفير خادم الحرمين الشريفين في الخرطوم فيصل بن حامد المعلا وهو مصنع الادوية التابع لشركة تبوك الدوائية السعودية بالمنطقة الصناعية في مدينة الخرطوم بحري وحضر احتفال تدشين المصنع مدير الشركة حمد الخميس، وسينتج المصنع 16 منتوجًا طبيًا في المرحلة الحالية. وزير الصناعة السوداني عبد الوهاب محمد عثمان أكد أن افتتاح المصنع يمثل إضافة حقيقية للصناعات الدوائية بالسودان، معدداً إسهامات المملكة العربية السعودية في تحقيق التنمية الاقتصادية والصناعية في السودان، وأعلن عن إعفاء مدخلات الإنتاج في قطاع الصناعات الدوائية، وإعفاء مواد التعبئة من الرسوم والقيمة المضافة حماية للأدوية المصنعة محلياً. وقال إن هذه السياسات في المراحل النهائية وستُعرض على مجلس الوزراء خلال الأيام القادمة لاتخاذ القرارات، داعياً قطاع المستثمرين في صناعة الأدوية إلى إنتاج الأدوية التي لا تنتج محلياً من المحقونات لتغطية حاجة السوق المحلي، كما أعلن عبد الوهاب عن افتتاح مصنع عين بالسودان ومصنع الزهراء للمحاليل الوريدية خلال الفترة القادمة وفي ذات السياق أكد والي ولاية الخرطوم د. عبد الرحمن الخضر أن مصنع تبوك للأدوية يوفر فرص عمل لنحو 200 من الكوادر السودانية، وحيا شركة تبوك السعودية لاختيارها السودان للاستثمار في مجال صناعة الدواء، وقال ان المصنع الجديد يأتي ضمن تحقيق الأهداف المرجوة من الاستثمار، مؤكدًا وقوف الولاية مع هذا العمل الاستثماري. ومن جهته أشار مدير عام شركة تبوك بالمملكة العربية السعودية، بروفيسور حمد الخميس، الى أن افتتاح المصنع يأتي في إطار سياسة الدولة لتوطين صناعة الدواء في السودان لإنتاج 15 مليون وحدة دوائية تسهم في تحقيق سياسة الاكتفاء الذاتي من الأدوية والاتجاه بالفائض نحو التصدير للدول الإفريقية المجاورة، داعياً الدولة للاهتمام بصناعة الدواء وحلحلة المشكلات والمعوقات التي يعاني منها هذا القطاع. وفي ذات السياق قال الخبير الاقتصادي والاستاذ بجامعة الخرطوم د. محمد الجاك أحمد في حديثه ل«الانتباهة» ان الاستثمارات السعودية تتم في اطار التعاون والوحدة والتكامل الاقتصادي العربي، فهناك محاولات كثيرة من جانب السعودية للاستثمار في السودان بحكم وجود قدر كافٍ من الموارد التي يمكن ان تؤسس لقيام مشروعات زراعية وصناعية بجانب الاستثمارات في المجالات الخدمية، ففي الفترة الأخيرة شهدت الاستثمارات السعودية في السودان ازدهاراً واضحاً وتطورًا كبيرًا وهنالك وعود أكثر بتنفيذ العديد من المشروعات التي طرحتها حكومة المملكة العربية السعودية، فالمملكة العربية السعودية تمتلك من رؤوس الاموال ما يمكنهم من الاستثمار في شتى المجالات، وقال ان الاستثمارات السعودية في السودان خطوة نحو التكامل العربي.