شركة تبوك الدوائية المحدودة شركة سعودية الأصل انشئت عام 1994م وهي جزء من مجموعة استرا الصناعية العملاقة بالمملكة العربية السعودية والتي يقدر رأس مالها ب380 مليون دولار امريكي وهي تمتلك اكثر من 600 مستحضر دوائي مسجل لعلاج مختلف الامراض ،الشركة شرعت في نقل بعض استثماراتها الى السودان واعلنت افتتاح مصنع جديد للادوية في الخرطوم يقوم بتصنيع الادوية بشراكة ثنائية ذكية بين البلدين. للوقوف على هذه الشراكة السودانية السعودية التقينا المدير العام للشركة د. محمد صبري ابو العينين صاحب تجربة وخبرة في مجال صناعة الدواء استمرت لاكثر من 22 عاما. { ما الشئ الذي يميز تبوك عن شركات الادوية الاخرى ؟ -تتميز بالجودة العالية التي نالتها بشهادة جودة الممارسات الصناعية الاوربية ورقابة منظمة الاغذية والصحة السعودية والالتزام بالمعايير الاخلاقية العالية والنزاهة والاحترام وجعلتها تسعى لتكون اكبر مصّنع ومسوق للدواء في الوطن العربي، وظلت تقدم انتاجها في 25 دولة وتغزو اسواق المانيا والمجر واسبانيا الاوربية وماليزيا واندونيسيا وكازخستان الآسيوية وكل هذه من مصنع واحد فقط في مدينة تبوك وهي تستعد لافتتاح اكبر مصنع لانتاح المحقونات في الشرق الاوسط في مدينة الدمام وليس لها اي مصانع خارج السعودية . { لماذا اختارت تبوك السودان ؟ - بعد دراسات وابحاث تأكدت تبوك ان السودان اكثر دولة تنمو في مجال صناعة الدواء ورغم ان سوق الدواء في السودان قديم جدا لكن الظروف الاقتصادية جعلت السوق بكرا والارضية خصبة للانتاج وحسابيا من المفروض ان يصل سوق الدواء بالسودان الى مليار ونصف دولار لكنه الآن يعمل فقط بحوالي 500 مليون دولار، وهناك نقصان كبير في الادوية المهمة و80% من الادوية تأتي من الخارج و20% فقط منها تصنع محليا ونعمل لتوطين صناعة الدواء المحلية بالتعاون مع حكومة السودان من منطلق ان الدواء احد اركان الامن القومي وان اي دولة في العالم تسعى للسيطرة عليه عبر فتح المصانع المحلية حتى لو لم تكن وطنية وكذلك نسعى الى توفير الدواء بدون انقطاع خاصة ادوية الامراض المزمنة والمنقذة للحياة . { من أين كانت البداية؟ -لتقصير الوقت قمنا عام 2012 بشراء مصنع قديم اسمه سيجما وطورناه من حيث الانتاج كما وكيفا ومساحته الآن 8.425 متر مربع وهدفنا عبره الى المحافظة على نسبة توزيعنا في اوروبا وعلى الجودة والشهادة الاوربية التي تجدد كل سنتين وتؤخذ عيناتها من المنتج في كل المصانع مجتمعة وقمنا بتطوير اقسام مراقبة الجودة وتأكيد الجودة باستجلاب احدث الاجهزة العالمية لمطابقة المواصفات العالمية وتم اعادة تصميم المباني لتضمن اتجاه حركة العمال بما يضمن عزل الهواء ومنع مصادر التلوث وانتجنا اولا الادوية العادية الموجودة في السودان مثل مسكنات الالم والمضادات الحيوية وادوية الحديد التي تعطى للحوامل وغيرها، وزاد الانتاج بنسبة كبيرة في خط الاقراص وغيرها يصل الى ستة اضعاف وشرعنا في تحقيق الهدف الاساسي لتبوك السودان وهو تصنيع الادوية النادرة والمنقذة للحياة والتي لا توجد مصانع تنتجها في السودان وتقوم الدولة باستيرادها من الخارج وتكلفها عملات صعبة . { مثل ماذا ؟ -مثل بعض الادوية التي تعالج ارتفاع الكلسترول والضغط والسكر وقرحة المعدة وبعض امراض الجهاز التنفسي ومذيبات التجلط ومثبطات المناعة التي تُعطى للمريض بعد عمليات زراعة الكلى وادوية سرطان الثدي. { كم يبلغ رأس المال الذي وضعته الشركة الأم للسودان ؟ -رصدت التكلفة الكلية للانتاج 25 مليون دولار للاستثمار المباشر والمدفوع حتى الآن 16 مليون دولار . { كم تصل نسبة تغطيتكم لسوق الدواء بالسودان ؟ -نسعى لتغطية 15 % من حاجة السوق السوداني عبر الانتشار في ولايات السودان المختلفة بالتركيز على دارفور وكردفان والنيل الابيض وكسلا ونأمل عبر توطين صناعة الدواء الى وصول الدواء بسعر مناسب للمواطنين ونسعى ايضا الى تشييد مصنع جديد للمحقونات . { أبرز المشاكل التي واجهتكم ؟ -خططتنا هي تسجيل 92 مستحضراً جديداً لينتج في السودان محليا ولكن واجهتنا مجموعة تحديات اولها عدم استقرار سعر الصرف الذي ادى الى خسارة بعض الشركات وصعوبة توفير النقد الاجنبي الخاص بمدخلات الانتاج المستوردة و التي لا تتعدى نسبة 40% وكل الذي اخذناه من السودان من عملة صعبة حوالي 500 الف دولار فقط واهم التحديات التي واجهتنا هي صعوبة تسجيل الادوية في السودان وواجهتنا مشكلة تأخير اجراءات التسجيل نسبة لان عدد العاملين في المجلس قليل مقارنة بعدد الشركات التي تقدمت بمنتجاتها الجديدة واكتشفنا ان بعض الادوية ستظل في قائمة الانتظار اكثر من سنة او سنتين . { كم عدد الادوية التي قمتم بتسجيلها من جملة ال92 دواء الجديدة ونوعها؟ -حوالي 18 مستحضراً للحالات المزمنة والعلاجات المنقذة للحياة مثل مذيبات التجلط المستخدمة في حالات القسطرة العلاجية الخاصة بجلطة القلب وادوية لعلاج مرض تضخم البروستات ومرض السكر والضغط وكلها لا توجد جهة تصنعها في السودان الا تبوك. { هل في خطتكم تصدير الدواء بعلامة صنع في السودان الى الخارج؟ -سنبدأ في تصديره بعد زيادة الانتاج الى اثيوبيا وتشاد ومصر وليبيا وكينيا ونيجيريا وتبوك الام تعتبر السودان معبرا للدول الافريقية. { يرى البعض ان الدواء الانجليزي او الفرنسي افضل من الخليجي والسوداني ؟ -تغير هذا المفهوم كثيرا لان الشركات الامريكية والاوربية اصبحت تشرف على المنتجات العربية وتمنحها شهادات الجودة بل وتستورد اوربا ادوية من دول عربية . { هل طقس السودان الحار مناسب لتصنيع الادوية التي كانت تصنع في الخارج وتستورد جاهزة ؟ -بالطبع الطقس له اثر في التصنيع لكن تبوك قامت بتشييد مصنع صغير خاص للتطور ونقل التكنولوجيا يهدف الى انتاج الادوية التي تتأثر بالحرارة في جوء ملائم لجو السودان من ناحية الحرارة والرطوبة وغيرها . { هل كل العاملين بتبوك من السودان ؟ -97% منهم سودانيون ونستعين فقط بخبرات من الاردن والسعودية في نقل التقنية . { هل لتبوك اي نشاطات اجتماعية في السودان ؟ -هدفنا في جانب المسؤولية الاجتماعية الى توطين الوظائف وتنمية الاصول البشرية واقمنا دورات تدريبية كثيرة في التصنيع ومراقبة الجودة والحسابات بالتعاون مع ادارة الصيدلة والكليات الجامعية وشارك فيها عدد كبير من الخريجين الجدد بالتركيز على التقنيات غير الموجودة بالمقررات الدراسية، وقمنا بتسيير اكثر من 40 قافلة طبية الى الولايات الطرفية محملة بالادوية المجانية وساهمنا في تدريب الكوادر السودانية خارج السودان ورعاية الابحاث الطبية وشاركنا في دعم المشاريع القومية مثل مستشفى السرطان للاطفال ودعمنا مرضى القلب ونسعى عبر الصحافة الى تقديم نشرة اعلامية دائمة عبر برنامج حبابك الذي يهدف الى التوعية والتثقيف والارشاد . { متى سيتم الافتتاح الرسمي ؟ -يوم الاثنين القادم ووجهنا الدعوة الى المشير البشير رئيس الجمهورية واتحاد الصيادلة العرب ولجنة الاغذية والصناعة السعودية والمجلس القومي للادوية والسموم وقادة الوزارات المعنية بالسعودية والسودان والاردن، ونهدف من خلال حفل الافتتاح الى بث رسالة الى المستثمرين من كل دول العالم تؤكد ان السودان يشجع الاستثمار وبه بيئة مهيئة وخصبة ونأمل ان تقوم الدولة بفتح آفاق جديدة للاستثمار في الصناعات التكميلية مثل النشرات الداخلية وزجاجات تعبئة الأدوية السائلة وغيرها .