جدة: الأربعائية خلال تصفيات دورة الشهيد عماد الدين موسى الجمعة الماضية قامت مجموعة هلالاب المنطقة الغربية بتكريم الإعلامي الأستاذ كمال حامد لدوره في الإعلام الرياضي داخل وخارج السودان وسط حضور كبير من الرياضيين الذين تحدثوا عن دوره في تنشيط الإعلام الرياضي والرياضة نفسها، وقد قام الأستاذ كمال بشكر الجميع. سيف الدين بناوي الأربعائي رقم.. واحد.. لساقط الرطب نمد الأيدي.. وبالأخرى نزيح عنها ما علق بها من التراب.. ونتناولها وأحيانًا لا نسمي الله!! وتسري فينا.. رحمة وبركة.. وارتواء.. وهو.. هكذا.. كالرطب.. يبعث في النفس شبع وارتواء.. وأمان.. وهو ساقية عطاء لا تتوقف.. وتتدفق (معلومة).. تغرس فينا حب الانتماء وتنمي فينا ضرورة البحث والمعرفة.. وحينما يسترسل متحدثًا عن الهم ( النوبي).. بالدنقلاوية وموضحًا (لغير الناطقين بها..) بالإنجليزية والعربية.. تجد أن الدنقلاوية هي (سهل) انطلاقته ومتكأ استرساله الجميل.. لا يمارس السياسة إلا انحيازا نحو دنقلا الكبرى.. والغى كل محبة إلا لها... وكل إخاء إلا فيها... وكل حديث إلا عنها... وكل انفعال إلا حولها... فوقف علمًا وناقوسًا ( يدق) في مكامن نسيان النوبة عمومًا... والدناقلة خاصة... بأن ينبشوا إرثهم الحضاري ويمشوا به بين الناس.. يجلس ( قليلاً..) ويتفوه ( دررا).. والأربعائيون ( آذان.) تلتقط المعرفة والمعلومة.. وأحيانًا يقف متسائلاً عن المعنى ( بالعربية..) وهو الأدرى والقح فيها إلا أن عصبية الانتماء ونهج الارتقاء بمعرفة (الأربعائيين) للغتهم الأم تدفعه للتحدث بها عن وعي وعن قصد... التواضع.. مدخل تعامله مع الآخر.. والبساطة لغة تواصله.. والاحتفاء بالآخر طبع فيه.. والوضوح عنوانه.. وشرس جدًا فيما يخص الدناقلة... والأربعائية... وما يهم الإخوان... هو ريحانة الأربعائية.. وعطر أصالتها الجميل ورطب حلاوتها.. هو الأربعائي.. الأستاذ الجليل والأديب البحر: علي عبد الوهاب الأرتاوي.. ارتقاشا.. الحانوتي بقلم: د. محمد سيد أحمد ساتي. امنتقو والحانوتي كما اسمه في مصر وبعض البلاد العربية والذين عادة ما تنطلق منهم كلمات «وحدوه» و «ما دايم إلا وجه الله» في أفلام السينما العربية القديمة وهي كلمات رنانة لا تغيب عن الذهن ولكن تقشعر منها الأبدان لأنها دائمًا تذكرنا بهادم اللذات ومفرق الجماعات! ارتبطت هذه الكلمات في أذهاننا بدافن الموتى وذلك الشخص الذي بمجرد ذكر اسمه فقط نردد سريعًا (العياذ بالله) (يا ساتر يا رب). ودافن الموتى هذا هو آخر عهدنا بالدنيا الفانية وأول طريقنا للحياة الأبدية. والحانوتية مهنة شريفة ومع ذلك ينظر لها الجميع بريبة وتوجس ولا يمكن الاستغناء عنها ومع ذلك لا يمنح أصحابها التقدير اللازم. لكننا أمام هذا الرجل الذي جمعتنا به «الأربعائية» اختفت رهبة الموت وشعرنا نحوه بالتقدير والإجلال نسبة لرباطة جأشه وحبه لهذا العمل. فقد حكى الرجل والمسمى «عابدين درمة»، وهو بالمناسبة هو أخو الحكم الدولي المعروف «الطيب درمة». وهو أصلاً آتى مصاحبًا لبعثة الحج السودانية مرافقًا لها لتجهيز الموتى من حجاج البعثة. وقد قال إنه قد دفن على يديه (27) حاجًا سودانيًا في حج هذا العام. وحكى عن مشاهد تنم عن قوة شكيمته في حادث الحافلة في طريق عطبرة والتي اصطدمت بدفار غاز وكيف تطايرت الأشلاء وجاء هو وأصحابه يجمعون هذه الأطراف المتقطعة في شجاعة أكبرتها فيه. كما حكى عن نبش القبور عند بناء كبري المنشية والتي كانت تعترض طريق الكبري وكيف وجدوا شخصا دفنت معه بطارية سقطت من أحد المشيعين منذ أربعين سنة ولما أخرجوها اشتغلت على طول (حجار أبو كديس الأصلية بتاعت زمان!). وحكى عن دفنه للرئيس جعفر نميري والذي أوصاه منذ زمن بتجهيز قبره. وكيف أن عند حفر القبر خرج الماء وهي علامة يعَرفها الحفارون المحترفون بأنها علامة صلاح. وحكى الرجل عن دفنه للفنان الكبير محمد وردي والدكتور أحمد عثمان مكي الداعية الإسلامي والذي نالته بعض ضربات مدرب الكارتيه هاشم بدر الدين في محاولة اغتيال الشيخ الترابي في كندا قبل سنوات خلت، وكيف أنه مات متأثرًا بهذه الرفسات بعد سنوات من الحادثة. وحكى عن الهيئة التي وصل بها الجثمان من أمريكا وكيف أن هيئة الرجل كأنه مات الساعة وذلك في تماسك جثمانه والراحة والسكينة المرتسمة على وجهه. وحكى الرجل كثير من القصص علها تكون لنا عِبر وعِظات ولا نملك إلا أن نردد قول الله سبحانه وتعالى (قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلَاقِيكُمْ ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ)