عندما تعددت المداخلات ذات اللون الأحمر في منتدى السياسة والصحافة بدار الإمام الصادق المهدي والذي خُصِّص لمناقشة مسودة مشروع قانون الصحافة والمطبوعات وتناول معظم المتحدثين الحكومة بالحديث وتوجيه النقد وجميعها كانت بلغة هي الأقرب للغة الجبهة الثورية.. قالت رئيسة لجنة الإعلام بالمجس الوطني الأستاذة عفاف تاور في ختام تعقيبها على المنتدى.. بأن الملك لله وليس بيد أحد ونحن هنا بصدد القانون.. وكانت ضربة قوية لأولئك الذين لا يعجبهم العجب.. ولا أي مشروع قانون يُعرض عليهم فهم لا يقدمون ولا يؤخرون.. وكان الواجب في منتدى كهذا أن يكون النقاش موضوعياً وليس منبراً للخطابة وكيل الاتهامات للحكومة أو حزب المؤتمر الوطني الذي لم يكن موجوداً في المنتدى بما يعني أن الهجوم على الحكومة لم يكن مناسباً وكان الأجدى توجيه كل تلك الطاقات التي أُهدرت للموضوع المطروح للنقاش.. وهو أمرٌ مستحدَث لم يتكرر من قبل إلا في الفترة الانتقالية عام 1985 عندما دُعي الصحفيون أصحاب الشأن لمناقشة القانون.. وتمخض اجتماع الصحفيين عن تعديل قانون الصحافة والمطبوعات لسنة 1405ه لو تذكرون.. والمرة الثانية كان في فجر الإنقاذ عام 1990 مؤتمر الحوار الوطني حول قضايا الإعلام وتمخض عن قانون الصحافة والمطبوعات لسنة «1993». وقصة السجل الصحفي للذين يحشرون أنوفهم المزكومة في هذا الشأن المهني البحت هو شأن خاص بالاتحاد المهني المنشأ بموجب قانون الاتحادات المهنية لسنة 2004 والذي نشأ بموجبه أربعة عشر اتحادًا مهنيًا في البلاد هو شأن يخص الاتحاد ولا شأن جهة أخرى غير مهنية.. لأنه وببساطة هو سجل لعضوية الاتحاد.. ولأنه شأن خاص بمعايير منح الإذن للصحفي بعد تأهله للعمل في الحقل الصحفي.. فالقانوني لا يحق له العمل بالمحاماة ما لم يجتز امتحان مهنة القانون.. ويتلقى تدريبًا لفترة محددة.. وخريجو الطب لا يعملون مباشرة كأطباء إلا بعد قضاء فترة إعداد.. وكذا الصحفيون.. والسجل من حق الاتحاد لأن كل النقابات والجمعيات والروابط والاتحادات.. كل حسب تسميته هي التي تقوم بتسجيل اعضائها في العالم.. في مصر الجارة القريبة.. في الأردن.. في سوريا.. لبنان.. والسجل للاتحاد لأنني شخصياً نلت السجل الصحفي رسميًا عام 1980 من نقابة الصحفيين والشهادة موجودة الآن.. وإذاً العمل للصحفي لا يُمنح من الحكومات.. والاتحاد الدولي لا يعترف بذلك وهناك منشور بطرفنا يؤكد ذلك لمن يريد أن يعرف.. وبعد كل ذلك لماذا يصمت الصحفيون عن هذا الأمر؟ هل هذا الأمر يخصني شخصياً.. لا والله غداً سأغادر الاتحاد وربما أغادر حقل الصحافة إلى حقل آخر.. تدريس أو زراعة أو هجرة.. وسيأتي آخرون قد يكونون من الصامتين.. وقد يكون الصمت نفسه في إطار من المكايدة أو المؤامرة ولا المجلس مجلسي.. ولكني أدافع عن حق أصيل مرتبط بالمهنة لأني قضيت بها أكثر من نصف عمري.. بل عمري كله إذا اعتبرت فترة الشباب هي فترة الحياة الأساسية.. وثلاثون وأربعون سنة في حقل واحد تكفي.. بعدها فلتخرب سوبا وليذهب السجل إلى المجلس أو إلى أي مكان آخر وسوف يكتشف الصامتون.. والمتآمرون والمتربصون ما أقوله وسيكون الندم حيث لا ينفع الندم والله المستعان.