تعتبر صحيفة «الإنتباهة» جسرًا للتواصل بين المغتربين وبلدهم السودان بالمملكة العربية السعودية، إذ تناقش معهم قضاياهم ومشكلاتهم وتسعى معهم لإيجاد حلول لها عبر نافذة حصاد الغربة، وفي كل نافذة لدينا حصاد تجربة جديدة لمغترب، واليوم نجلس مع المغترب السوداني علي عوض الله الذي درس بمراحله الأولى بالفوار وكذلك الثانوي، ومن ثم انتقل لدراسة تقنية الحاسوب بكلية المحيريبا..التقيناه ليحدثنا عن تجربته فأفادنا بالتالي: * ماهي دوافع هجرتك؟ كثيرة هي، ولكن أهمها لأكوِّن مستبقلاً زاهرًا ولتحسين الوضع المادي خاصة أن فرص العمل بالسودان ضئيلة لشريحة الشباب الذين اجتهدوا ودرسوا حتى تكون لهم بصمة واضحة في الوطن الكبير والأسرة الصغيرة.. * في بداية اغترابك هل واجهتك معوِّقات؟ بكل تأكيد، فاختلاف البيئة والمعاملة لصعوبة لهجة أهل البلد وكيفية التخاطب معهم بلغتهم الدارجية.. وأصعب المعوقات كانت فراق الاهل والبعد عن الوطن والاهل والاصدقاء.. * ماذا اضافت لك الغربة؟ اضافت لي وعمقت بدواخلي معنى الوطن وقيمته الحقيقية وعلمتنى الصبر وتعلم لغات جديدة عديدة. * كيف تصف علاقة السودانيين مع بعضهم البعض في الغربة؟ علاقة السودانيين مع بعضهم تشبه تلك الموجودة في السودان ويشتد التواصل بينهم في المناسبات الخاصة والعامة والأعياد.. * التلفزيون السوداني بالخارج.. كيف تراه؟ أتابع كل البرامج السودانية لكل القنوات بصورة يومية حتى يجذبنا الإحساس وكأننا في السودان خصوصًا في العطلات الرسمية حرصًا على التواصل الوجداني.. * ما مدى تأثير الغربة على الأهل؟ لها عميق الأثر لكلا الطرفين خاصة أنني لاول مرة اتغرب عن السودان ومنطقتنا بصفة خاصة، ايضًا تعلق الاهل بك وارتباطهم الوجداني بأبنائهم لذلك تصبح الغربة بطعم اصعب.. * اصدقاؤك القدامى أمازلت تحتفظ بهم؟ اكيد، وتواصل يومى عبر الفيس او الاتصال الهاتفي واتعامل معهم كانهم فى السودان واتواصل معهم فى السراء والضراء، فكل المغتربين يتذكرون صداقاتهم القديمة وحنينهم الى الوطن، فتجد المغترب يتواصل مع اصدقائه واهله فى الغربة اكثر مما يتواصل معهم فى السودان.. * هل كوَّنت صداقات جديدة مع جنسيات أخرى؟ نعم لديَّ عدة صداقات من مختلف الجنسيات منهم العرب ومنهم غير ذلك.. * اتسم السودانيون بالصدق والأمانة أمازالت هذه الصفات موجودة؟ نعم موجوده ويفضل كثير من أصحاب الشركات والمؤسسات هنا الموظفين السودانيين لأنهم اهل شهامة وطيبة واخلاق ليس فى المملكة فحسب بل فى كل دول العالم التى يهاجرون اليها.. * ماهو وجه الشبه بين جدة والسودان؟ مدينة جدة تشبه السودان الى حد ما فى حركة الشوارع والمواصلات والاسواق، ويوجد فى جدة كثير من المطاعم التي بها الاكلات الشعبية السودانية حتى فى رمضان تجد الآبرى والحلو مر والعصيدة والنعيمية والتقلية وهكذا.. * العادات والتقاليد أمازالت موجودة؟ نعم وكما في السودان تمامًا، فالسودانيون محافظون على عاداتهم وتقاليدهم داخل المملكة وخارجها فى كل دولة يهاجرون اليها.. * بماذا تنصح من يريد الاغتراب؟ والله انصح كل من يريد الاغتراب ان تكون عنده قوة التحمل وان يكون مسؤولاً ويضع هدفه امامه ويكون صاحب ارادة وينفذ المهمة التى اتى من اجلها ومن اجل الوطن.. * الوضع الاقتصادى بالبلاد.. كيف تنظر اليه؟ السودان مليء بمقومات الاستثمار الاقتصادية الهائلة ولكن عدم توفر رأس المال يمثل اكبر عائق يواجه من يريد الاستقرار والاستثمار لتحسين وضعه المعيشي.. * كيف ترى دور الشباب السياسي بالبلاد؟ معظم الشباب غير منتمين للسياسة، فاصبح الشباب كل همهم يصب في الاغتراب وحتى من يستقر في السودان اصبحت مفاهيمهم سطحية تتركز في مواقع التواصل الاجتماعي والاتصالات الهاتفية ومتابعة الحفلات الغنائية والجري وراء المظاهر ولا يهمهم ما يحدث في الساحة.. * هل تعتقد ان جهاز المغتربين يقوم بأداء دوره بصورة كاملة؟ الجهاز يقدم خدمات ولكنها لا تخص المغتربين وقضاياهم، واتمنى ان ينظر لها بعين فاحصة ليعالجها.. * ماذا عن الجاليات السودانية ونشاطاتها؟ لها نشاطات فى المدن الكبيرة ونأمل ان تمتد لبقية المدن.. * هل يراودك حلم العودة للوطن؟ نعم، فهي اللحظة التي يتمناها كل مغترب بأن يعود لوطنه وأهله وأتمنى ان يعم كل الخير الوطن الحبيب..