جنى ثمارها المئات من طلاب الجامعات والمعاهد العليا الذين وُفقوا إلى الالتحاق بخلاوى تحفيظ القرآن الكريم التي أنشأتها، فحفظوا خلال الدراسة الجامعية ما شاء الله لهم أن يحفظوا، فمنهم من ختم حفظ القرآن الكريم كاملاً، ومنهم من حفظ عدة أجزاء، فكان أن تخرجوا من الجامعات والمعاهد العليا وقد جمعوا بين الشهادة الأكاديمية وحفظ كتاب الله تعالى؛ فكان منهم القضاة والأطباء والمهندسون والمحامون وغيرهم، ممن شغلوا مختلف المناصب، وسعوا من خلال مواقعهم لتطبيق القرآن الكريم على أرض الواقع قولاً وعملاً واعتقاداً، متمثلين برسول الله صلى الله عليه وسلم الذي كان خلقه القرآن، وكان قرآناً يمشي بين الناس. بداية الفكرة: تعود جذور فكرة تحفيظ القرآن لطلاب الجامعات والمعاهد العليا إلى سبعينيات القرن الماضي، حينما تداعى نفر من طلاب جامعة الخرطوم لحفظ القرآن الكريم، بإيعاز من المهندس فتح الرحمن تاج السر رحمه الله، ومن ثم توسعت الفكرة عن طريق أحد الطلاب الذين حفظوا القرآن عبر تلك المجموعة في تلك الفترة، وهو الشيخ يوسف فضل الله الذي أسس عام 1995م خلوة في حي أركويت مربع «50» بالخرطوم، انتمى إليها عبر مسيرتها التي امتدت لثمانية عشر عاماً مئات الطلاب، ولا تزال هذه الخلوة بحمد الله تؤتي ثمارها حتى الآن. الانطلاقة: ومن ثم تطورت فكرة الخلوة بمبادرة من بعض منسوبيها في 17 نوفمبر 2009م لتصبح منظمة، أُطلق عليها اسما موحياً «اقرأْ وارتقِ»، ليذكِّر الناس بفضل قراءة القرآن الكريم الذي يرقى بصاحبه في درجات الجنة. وكانت تلك مرحلة مفصلية في مسيرة التجربة؛ إذ صار العمل أكثر مؤسسية وتنظيماً؛ فكانت المحصلة بتوفيق الله تعالى إنشاء ستة أفرع جديدة، لتعم بركة القرآن أوسع نطاق ممكن، حيث أنشئت خلاوى بأحياء امتداد ناصر، المنشية، الأندلس، السامراب «خلوتان»، الجيلي، إضافة إلى الخلوة الأم في أركويت. أهداف طموحة: وتتلخص أهداف منظمة «اقرأ وارتقِ» في تمكين القرآن الكريم فى المجتمع، والتخلق به سيرة وسلوكاً، علاوة على العمل على تخريج أجيال من حفاظ كتاب الله تعالى، وتأهيلهم لإمامة المساجد وتعليم القرآن الكريم، فضلاً عن فتح باب من أبواب الخير للموسرين عبر بذل المال فى تعليم القرآن الكريم. وتسعى المنظمة لتحقيق أهدافها عبر عدة آليات ووسائل، من بينها: تشجيع طلاب وخريجي الجامعات والمعاهد العليا على الانتماء لخلاوى المنظمة، كما تعمد المنظمة عبر هذه الخلاوى إلى تقسيم الطلاب لمجموعات حسب حظهم من الحفظ، وتحديد قدر معيَّن يتم حفظه خلال الأسبوع، كما تدرس هذه المجموعات تجويد القرآن دراسة ونظرية وتطبيقاً عملياً؛ حتى يكون الحفظ صحيحاً ومتقناً منذ البداية. نموذجان للخلاوى: هناك نوعان من الخلاوى درجت المنظمة على الاهتمام بهما: خلاوى المبيت التي يبيت فيها الطلاب ليلة الجمعة، وخلاوى المقيل التي يجتمع فيها الطلاب في يوم من أيام الأسبوع. فرصة نادرة: وتتيح المنظمة لجمبع طلاب الجامعات والمعاهد العليا الراغبين في حفظ القرآن الكريم فرصة نادرة للحفظ أثناء فترة الدراسة الجامعية، دون أن يتعارض ذلك مع الأداء الأكاديمي لهم؛ ليجمعوا بحفظ كتاب الله تعالى بين خيري الدنيا والآخرة، وذلك عن طريق الاتصال بعناوينها الموجودة في صفحتها على الفيس بوك باسم «منظمة اقرأ وارتق لتحفيظ القرآن الكريم».