رصد: المقداد عبد الواحد تصوير: متوكل البجاوي «التحدي الأكبر الآن والذي يتطلب المعالجة السريعة هو إزالة آثار اتفاقية نيفاشا الظالمة للشمال جملة وتفصيلاً» الحديث أعلاه كان للأستاذ النعيم محمد النعيم رئيس منبر السلام العادل بمحلية بحري متحدثًا في الندوة التي نظمها المنبر بالمحلية تحت عنوان «التحديات الماثلة والمآلات» بنادي كوبر مساء أمس الأول معتبرًا ما حدث في جنوب كردفان والنيل الأزرق خير دليل على ظلم اتفاقية نيفاشا وجورها على شمال السودان، مشيرًا إلى أن هناك عددًا من التحديات الجسام التي تواجه الحكومة والتي منها تحدي الاقتصاد الذي رغم مشاريعه وبناه التحتية وإمكاناته يعاني من أزمة حادة انعكس اثرها سريعًا على المواطن وهو ما ظهر جليًا جراء الارتفاع الجنوني والفاحش للأسعار والغلاء غير المبرر الشيء الذي أزاح الطبقة الوسطى وجعل المجتمع مقسمًا إلى صنفين إما غنى فاحش أو فقر مدقع، وثاني هذه التحديات بحسب الأستاذ النعيم محمد النعيم هو تفشي الفساد والمحسوبية الأمر الذي يتطلب الجدية والإرادة القوية لمحاربتهما لافتًا إلى تحدي البطانة التي تحيط بالمسؤولين في الدولة هو أخطر التحديات لجهة تأثيره المباشر على حياة الناس ومعايشهم مطالبًا في هذا الصدد بأن تكون بطانة صالحة حتى تعين المسؤوليين في أداء دورهم المنوط بهم وحتى يكونوا مثالاً في التجرد والانضباط، واعتبر الأستاذ النعيم محمد النعيم أن توحيد أهل القبلة بعد ذهاب الجنوب وتقوقع الحركة وانكفائها جنوبًا يحتِّم على الجميع العمل بجدية من أجل توحيد أهل السودان الشمالي الشيء الذي يتطلب من أهل الحكم التواضع فيما بينهم من أجل الوطن وصولاً إلى الحكم الفاعل من خلال وجود معارضة ايجابية وفعالة خاصة وأن انفصال الجنوب أنتج شمالاً متجانسًا وموحدًا مضيفًا أن الفصل بين السلطات «التشريعية والتنفيذية والقضائية» مهم جدًا وضروري.. وبدورها أكدت عضو مجلس شورى منبر السلام العادل الأستاذة الزلال عبد الرحيم أنه آن الأوان لكي تلتفت الحكومة الى ترتيب الشأن الداخلي وأن تحارب الفساد وأن تعالج الإشكالات التي تواجه المواطن مشيرة إلى أن الولاياتالمتحدةالأمريكية تسعى لإزالة النظام الحاكم بشتى السبل والسياسات التي كان آخرها سياسة شد الأطراف في جنوب كردفان والنيل الأزرق.. القانوني والقيادي السابق بالحركة الشعبية الأستاذ غازي سليمان أكد في حديثه في الندوة أن منبر السلام العادل هو الحزب الوحيد الذي ليس له أجندة خفية وسياسته كانت واضحة عندما دعا إلى الانفصال لحل النزاع في السودان الذي بحدوثه تكون صفحة الجنوب قد طُويت، وأشار غازي إلى أن الدستور الانتقالي الحالي هو الدستور المعتمد الذي يحكم السودان إلى حين تعديله أو اعتماد دستور دائم للبلاد بواسطة مجلسي الهيئة التشريعية «المجلس الوطني ومجلس الولايات» مضيفًا أنه لا بد من حسم ومعالجة ماحدث في جنوب كردفان والنيل الأزرق موضحًا أن عبارة تمرد التي وُصفت بها الأحداث في المنطقتين هي وصف ناعم ولا يعبِّر حقيقة وبدقة عن ما حدث وأن أمريكا سعت وتسعى لاقتلاع نظام الخرطوم بكل الوسائل الشيء الذي أكد بما لا يدع مجالاً للشك عدم جدوى التعامل معها بالدبلوماسية والانهزام موضحًا أن تطبيع العلاقات مع الولاياتالمتحدةالأمريكية ما هو إلا وهم كبير تعلقت به الخرطوم، وكشف غازي عن الحل الناجع لكل إشكالات البلاد هو أن تلتفت الحكومة إلى ما يتعلق بإشكالات المعيشة وغلاء الأسعار. وبدوره أكد المهندس الطيب مصطفى رئيس حزب منبر السلام العادل أنه رغم الغلاء الفاحش والضائقة الاقتصادية التي تمربها البلاد إلا أن السودان في نعمة كبيرة وهي أننا تخلصنا من العبء الكبير الذي هو الجنوب وحققنا من خلاله هدفًا تاريخيًا، وكشف الطيب مصطفى في حديثه في الندوة أن دولة شمال السودان ولأول مرة بعد نيفاشا تصبح مالكة لترابها الوطني عدا بعض الجيوب داعيًا إلى ضرورة استكمال تحرير التراب الوطني للسودان الشمالي، وطالب مصطفى بضرورة التخلي عن سياسة الانبطاح والاستسلام والانهزام التي تتعامل بها الحكومة ومطالبًا بانتهاج مبدأ المعاملة بالمثل فيما يلي دولة جنوب السودان، وأقر الطيب مصطفى في حديثه بوجود فساد الشيء الذي يحتِّم معالجته واستئصاله باعتبار أنه لا مجاملة في الحق.