قبل سنوات طرق بابي صباحاً حاج حسين فقمت متثاقلاً بعد أن سمعت صوته إذ كنتُ استيقظت على التو، وكنت ما زلت ممسكاً بفرشة الأسنان خاصة وهو كثير الثرثرة ولديَّ مشاوير صباحية، فتحت له الباب وتعمدت الابتسام لزوم الضيافة رغم الضيق الذي يعتريني فتقدمني كالعادة ودخل إلى غرفة الصالون وقبل أن يلتقط نفسه قال: + قريت الليلة الجرايد؟ * وضايقني السؤال غير الذكي وقلت له بضيق أنت شايفني ماسك الفرشة لسه أكون مشيت متين واشتريت جريدة. + خلاص أنا بقرأ ليك الخبر، بقول إن سلطات الجمارك قررت استخدام الوزن كمعيار للتعرفة الجمركية في بعض قطع الغيار وإن قيمة الجمارك قد تصل إلى ثلاثة ملايين * طيب أنت المزعجك شنو في الخبر ده ما قاعد تستورد عجل حديد وللا حتى بلف الهواء بتاعو. + طبعاً لا، لكن المشكلة إنو بعد ده تعبنا مع الحرامية لأنو سعر العجل كلو حيزيد وعليَّ الطلاق خائف بعد ده معظم عربات الخرطوم نلقاها مرفعة بالطوب ومشلعة لساتكه، ويا خوي تاني الحرامي ما بشتغل بمسجل ولا أم بى ثري ولا المرايات ما دام حيبيع اللستك الملطوش بالشي الفلاني. * طيب يعني زي عربتك الهكر حتكون هي الضحية لأنها بتتعطل دائماً وإذا خليتها دقائق تلقى لساتكها مشلعة ومرفعة بالطوب وطبعاً الحرامية الغبش ممكن يقيفوا جنبها عادي ويقولوا بتاعتهم لكن طبعاً ما ممكن يقيفوا قدام برادو وللا همر. + يا خوي في حراميه بتاعين كجور ما في زول بشوفهم أصلاً يعني يمكن يشلعوا العربية والناس لمن تشوفهم تفتكرهم بلمعوا فيها وهسه زي ناس تلبت في البيوت في كتير من الأحيان ما في زول بشوفهم يخشوا زي الضل ويخرجوا غانمين وتقول ناس البيت بالعين فاليوم ألف وهسه أنا قلت أحسن أمشي للفكي بلو وأعمل لي حجاب كارب عليَّ الطلاق كان قربوا ساكت قدام العربية يدهم ترجف زي مكنة الجاز. * غايتو الرجفة رحمة أحسن لهم من حديد عربتك المسم ده ولو جرح واحد منهم حيجيب له غرقرينة جاهزة لكن شغل الكجور ده كلو كفر وشرك وأحسن حاجة تقوم تحصن بيتك وعربتك بالتحصينات الشرعية عليَّ الطلاق كان الحرامي كان لابس بلتون حجبات ما بتنفعوا + كلامك صاح لكن البذكرنا التحصين شنو مع هم البيت ونقة الولية * كتر الأذكار عشان الغفلة تروح ولمن تروح الغفلة بنشرح القلب وتتحسن الذاكرة + طيب كلامك كويس لكن هسه عندي فكرة بتاعت استثمار كويسة بعد قرار الجمارك. * عايز تعمل شنو؟ مصنع مثلاً؟ + مصنع شنو يا زول نحن بنأكل عيش ما الحيتان الكبار نحن يا دوب نأكل رزق اليوم باليوم. * طييب الفكرة شنو؟ + عايز أعمل زريبة أبيع فيها عَجَل الحديد المستعمَل والحبة بميتين جنيه بس وده حيشجع العربات الهكر يجو يبيعوا عجل الحديد بتاعهم لأنو ده بكون أحسن لهم من وجع الدماغ بتاع المنطقة الصناعية كل يوم وغلبة الإسبيرات الغالية. * لكن أنا خائف تجارتك دي تدخلك السجن لأنو ممكن من جماعة التشليع إياهم يبيعوا ليك عَجَل حديد مسروق ويقبضوا عليك ناس البوليس بتهمة استلام أشياء مسروقة + أنا يا خوي مفتح واحد ما عندو شهادة بحث للعربية أو توكيل رسمي بالبيع ما بشتري منو. * بس أنا خائف ناس الكشحة بتاعين الكجور يغبشوا عيونك ويجيبوا لك إيصال نفايات وانت تشوفوا شهادة بحث خاصة أنت ما بتتحصن من الناس ديل بعد الصلاة ولمن تصحى من النوم يضحك بشدة حاج حسين حتى أنه أخذ يكح بشدة فسارعت بأعطائه كوباً من الماء وقال لي ضاحكاً: خلاص الشغلانة دي خليناها حنبقى عشرة علي عجل الحديد بتاعنا.