محاصرة مليوني هاتف في السوق السوداء وخلق 5 آلاف منصب عمل    سوداني أضرم النار بمسلمين في بريطانيا يحتجز لأجل غير مسمى بمستشفى    مدير المستشفيات بسنار يقف على ترتيبات فتح مركز غسيل الكلى بالدندر    امين حكومة غرب كردفان يتفقد سير العمل بديوان الزكاة    حذاري أن يكون خروج الدعم السريع من بيوت المواطنين هو أعلى سقف تفاوضي للجيش    نوير يبصم على إنجاز أوروبي غير مسبوق    تسلا تطالب المساهمين بالموافقة على صرف 56 مليار دولار لرئيسها التنفيذي    محافظ بنك إنجلترا : المملكة المتحدة تواجه خطر تضخم أقل من الولايات المتحدة    مناوي ووالي البحر الأحمر .. تقديم الخدمات لأهل دارفور الموجودين بالولاية    منتخبنا يواصل تدريباته بنجاح..أسامة والشاعر الى الإمارات ..الأولمبي يبدأ تحضيراته بقوة..باشري يتجاوز الأحزان ويعود للتدريبات    نشطاء قحت والعملاء شذاذ الافاق باعوا دماء وارواح واعراض اهل السودان مقابل الدرهم والدولار    لم يقنعني تبرير مراسل العربية أسباب إرتدائه الكدمول    ركلات الترجيح تحمل ريال مدريد لنصف نهائي الأبطال على حساب السيتي    وزير الخارجية السوداني الجديد حسين عوض.. السفير الذي لم تقبله لندن!    بايرن ميونخ يطيح بآرسنال من الأبطال    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    سيكافا بطولة المستضعفين؟؟؟    العين يهزم الهلال في قمة ركلات الجزاء بدوري أبطال آسيا    مباحث المستهلك تضبط 110 الف كرتونة شاي مخالفة للمواصفات    شاهد بالفيديو.. بعد فترة من الغياب.. الراقصة آية أفرو تعود لإشعال مواقع التواصل الاجتماعي بوصلة رقص مثيرة على أنغام (بت قطعة من سكر)    قرار عاجل من النيابة بشأن حريق مول تجاري بأسوان    العليقي وماادراك ماالعليقي!!؟؟    الرئيس الإيراني: القوات المسلحة جاهزة ومستعدة لأي خطوة للدفاع عن حماية أمن البلاد    ترتيبات لعقد مؤتمر تأهيل وإعادة إعمار الصناعات السودانية    بعد سحق برشلونة..مبابي يغرق في السعادة    خلال ساعات.. الشرطة المغربية توقع بسارقي مجوهرات    جبريل إبراهيم: لا توجد مجاعة في السودان    شاهد بالصورة والفيديو.. فتاة تنضم لقوات الدعم السريع وتتوسط الجنود بالمناقل وتوجه رسالة لقائدها "قجة" والجمهور يسخر: (شكلها البورة قامت بيك)    شاهد بالصورة والفيديو.. بأزياء فاضحة.. الفنانة عشة الجبل تظهر في مقطع وهي تغني داخل غرفتها: (ما بتجي مني شينة)    مبارك الفاضل يعلق على تعيين" عدوي" سفيرا في القاهرة    حمدوك يشكر الرئيس الفرنسي على دعمه المتواصل لتطلعات الشعب السوداني    وزير الخارجية السعودي: المنطقة لا تحتمل مزيداً من الصراعات    محمد وداعة يكتب: حرب الجنجويد .. ضد الدولة السودانية (2)    لمستخدمي فأرة الكمبيوتر لساعات طويلة.. انتبهوا لمتلازمة النفق الرسغي    عام الحرب في السودان: تهدمت المباني وتعززت الهوية الوطنية    تنسيقية كيانات شرق السودان تضع طلبا في بريد الحكومة    مضي عام ياوطن الا يوجد صوت عقل!!!    مصدر بالصحة يكشف سبب وفاة شيرين سيف النصر: امتنعت عن الأكل في آخر أيامها    واشنطن: اطلعنا على تقارير دعم إيران للجيش السوداني    ماذا تعلمت من السنين التي مضت؟    إنهيارالقطاع المصرفي خسائر تقدر ب (150) مليار دولار    أحمد داش: ««محمد رمضان تلقائي وكلامه في المشاهد واقعي»    إصابة 6 في إنقلاب ملاكي على طريق أسوان الصحراوي الغربي    تقرير: روسيا بدأت تصدير وقود الديزل للسودان    تسابيح!    مفاجآت ترامب لا تنتهي، رحب به نزلاء مطعم فكافأهم بهذه الطريقة – فيديو    راشد عبد الرحيم: دين الأشاوس    مدير شرطة ولاية شمال كردفان يقدم المعايدة لمنسوبي القسم الشمالي بالابيض ويقف علي الانجاز الجنائي الكبير    وصفة آمنة لمرحلة ما بعد الصيام    إيلون ماسك: نتوقع تفوق الذكاء الاصطناعي على أذكى إنسان العام المقبل    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    ما بين أهلا ووداعا رمضان    تداعيات كارثية.. حرب السودان تعيق صادرات نفط دولة الجنوب    بعد نجاحه.. هل يصبح مسلسل "الحشاشين" فيلمًا سينمائيًّا؟    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    الجيش السوداني يعلن ضبط شبكة خطيرة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



اليمن: مقتل المتشدد الأميركي من أصل يمني أنور العولقي في قصف بشرق البلاد..البيت الأبيض ينفي وجود أي ربط بين عودة صالح ومقتل العولقي.. أنور العولقي.. من ضيف جورج بوش إلى قتيل أوباما
نشر في الراكوبة يوم 01 - 10 - 2011

أعلنت السلطات اليمنية، أمس، مقتل المتشدد الأميركي من أصل يمني أنور العولقي في غارة جوية شرق البلاد. وقد أكدت مصادر أميركية مقتل العولقي في غارة أميركية فوق الأراضي اليمنية.
وقالت مصادر أمنية يمنية إن العولقي قتل ومعه 3 من مرافقيه، وإن بين القتلى سمير خان، وهو أميركي من أصل باكستاني، وخبير في برامج «الكمبيوتر» الخاصة بتنظيم «القاعدة».
وأضاف مصدر أمني أن «العملية كانت ناجحة»، وأنها تمت عقب «عملية متابعة ومراقبة ورصد من قبل أجهزة الأمن اليمنية لتحركات الإرهابي أنور العولقي ومن معه الذين لقوا مصرعهم».
وبحسب السلطات اليمنية، فقد تمت معرفة مكان العولقي من خلال معلومات أدلى بها أحد عناصر «القاعدة» الذين ألقي القبض عليهم، والذي أفاد بأن العولقي كان يسكن في قرية الخسف بمحافظة الجوف لدى شخص يدعى خميس عرفج، وأن هذه المعلومات أسهمت في ملاحقته ومتابعته.
وتضاربت الأنباء حول المنطقة التي جرى استهداف العولقي فيها، غير أن الأرجح أنها منطقة تقع بين محافظتي مأرب والجوف، وهي منطقة تبعد جغرافيا عن محافظته التي ينتمي إليها وهي محافظة شبوة في جنوب شرقي البلاد، وهي المحافظة ذاتها التي ظلت الطائرات الأميركية من دون طيار تحلق في سمائها لأكثر من عام، كما نفذت هذه الطائرات عدة غارات جوية لاستهداف العولقي لكنه نجا منها.
وأكدت الولايات المتحدة مقتل أنور العولقي الذي كان مطلوبا للمخابرات الأميركية حيا أو ميتا بعد اتهامه بالمسؤولية عن هجمات إرهابية استهدفت الولايات المتحدة التي قالت إنه كان على صلة بالضابط الأميركي من أصل فلسطيني نضال مالك حسن، الذي قتل قرابة 13 من زملائه في قاعدة «فورت هود» الأميركية، وعلى صلة كذلك بالشاب النيجيري عمر الفاروق عبد المطلب الذي حاول تفجير طائرة أميركية من دون طيار في سماء مدينة ديترويت عشية عيد الميلاد في ديسمبر (كانون الأول) عام 2009.
وقالت مصادر قبلية في اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط» إن من بين القتلى محمد النعاج من مأرب، وسالم عرفج من الجوف، ويعتقد أن البقية من محافظة شبوة.
وفي الوقت الذي يمثل فيه مقتل العولقي ضربة لتنظيم القاعدة، فإن الخبير اليمني في شؤون الإرهاب سعيد عبيد الجمحي لا يعتقد أن تأثير مقتل العولقي سيكون جوهريا في كيان التنظيم «لأن العولقي ليس جزءا من هيكلية التنظيم».
ويقول الجمحي ل«الشرق الأوسط» إن الأثر الذي يمكن أن يتركه غياب العولقي هو ما ابتدعه بنفس، وأضافه لتنظيم القاعدة «لأن أنور العولقي استطاع أن يكون بمثابة قوة جذب للتنظيم في مجال الاستقطاب، لا سيما الخارجي، فهو مهندس العمل الفردي، ونتذكر عمليتي نضال مالك وعمر الفاروق».
ويؤكد الباحث الجمحي، وهو مؤلف كتاب عن تنظيم القاعدة باليمن، أن أنور العولقي «أضاف لسانا آخر ل(القاعدة) التي تتحدث العربية، وذلك اللسان هو اللغة الإنجليزية»، ويردف أن العولقي «لا يتحدث الإنجليزية فقط، وإنما يفكر بها أيضا بحكم أنه مولود في الولايات المتحدة»، وقال الجمحي إن سمير خان الذي قيل إنه قتل في العملية، هو الذي كان مرشحا لخلافة العولقي، لكنه يؤكد أن «(القاعدة) لن تعجز عن إيجاد البديل رغم أن التنظيم سيفتقد العولقي كثيرا وسيبكيه كثيرا، لكنه لن يتراجع».
واعتبر مسؤول أميركي رفيع المستوى أن العولقي كان مسؤولا عن العمليات الخارجية في تنظيم القاعدة بجزيرة العرب، ونقلت وكالة «رويترز» عن المسؤول الذي لم يكشف عن هويته قوله إن العولقي «قام بدور كبير في محاولة الهجوم على طائرة ركاب أميركية في ديسمبر عام 2009، كما شارك في الإشراف على خطة في أكتوبر (تشرين الأول) عام 2010 لتفجير شحنة ناسفة في طائرة شحن أميركية»، وأشار إلى أن واشنطن «علمت أيضا بأنه سعى لاستخدام مواد سامة ومنها السيانيد والرايسين لشن هجمات على مواطنين غربيين».
من جهة أخرى أشاد الرئيس الأميركي باراك أوباما بمقتل مسؤول العمليات الخارجية لتنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية أنور العولقي، معتبرا أن مقتله «ضربة مهمة لأكثر الحركات الموالية ل(القاعدة) نشاطا». وعدد أوباما التهم الموجهة إلى العولقي، قائلا: «إنه ترأس المحاولة الفاشلة لتفجير طائرة خلال أعياد الميلاد عام 2009 وترأس المحاولة الفاشلة لتفجير طائرات الشحن الأميركية عام 2010، وطالب تكرارا بقتل الرجال والنساء والأطفال من أجل أجندته القاتلة». وجاء ذلك في وقت نفى مسؤول أميركي من البيت الأبيض وجود أي ربط بين عودة الرئيس اليمني علي عبد الله صالح إلى اليمن من السعودية ومقتل العولقي، قائلا ل«الشرق الأوسط» إن «التعاون مع اليمن لا يعتمد على شخص واحد».
وعبر أوباما عن ثقته من تراجع قدرات تنظيم القاعدة، خاصة بعد مقتل زعيم المنظمة أسامة بن لادن في مايو (أيار) الماضي والآن العولقي الذي باتت تعتبره الولايات المتحدة من أهم زعماء «القاعدة». وقال في خطاب صباح أمس: «مقتل العولقي يعتبر نقطة بارزة في الجهود الأوسع لهزم (القاعدة) والشبكات الموالية لها.. (القاعدة) في شبه الجزيرة العربية ما زالت خطرة ولكنها الآن أكثر ضعفا».
وحرص أوباما على الإشادة بدور اليمن في مقتل العولقي، رغم أنها كانت طائرة أميركية من دون طيار التي قتلته مع 5 آخرين من عناصر «القاعدة» صباح أمس في الجوف. وقال: «هذا نجاح لأجهزتنا الاستخباراتية وللقوات اليمنية التي تعمل معنا بتعاون وثيق». وأضاف أن «العولقي مسؤول هو ومنظمته بشكل مباشر على مقتل الكثر من المواطنين اليمنيين.. إنه قتل لأن حكومة اليمن وشعبها تشاركوا في جهد مشترك ضد (القاعدة)». وبينما أكد مسؤولون أميركيون أن طائرة من دون طيار أميركية هي التي قامت بقصف موقع اختباء العولقي وقتله، بقيت الإدارة الأميركية متكتمة حول تفاصيل العملية ودور القوات اليمنية فيها. وكانت الولايات المتحدة قد صعدت في الفترة الأخيرة من عمليات القصف في اليمن لاستهداف عناصر «القاعدة» فيها.
وجاء مقتل العولقي تزامنا مع إقامة احتفال تقاعد رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة الأميرال مايك مولن الذي كان من أبرز القادة الأميركيين المنخرطين في مكافحة المجموعات المتطرفة، وخاصة تنظيم القاعدة. واجتمع كبار المسؤولين العسكريين والسياسيين الأميركيين أمس في فيرجينيا لحضور حفل تقاعد مولن، حيث بدأ أوباما خطابه بالحديث عن مقتل العولقي أمام جمهور من العسكريين الذين صفقوا عندما أعلن تأكيد خبر مقتل العولقي.
وشدد أوباما على استمرار الجهود لهزم تنظيم القاعدة، معتبرا أن مقتل العولقي في اليمن «دليل إضافي بأن (القاعدة) والمنظمات الحليفة له لن تلاقي مأوى في أي مكان في العالم». وأضاف: «سنكون حريصين وعازمين في التزامنا لتفكيك الشبكات الإرهابية التي تهدف إلى قتل الأميركيين».
وقام مستشار أوباما لمكافحة الإرهاب والأمن الداخلي جون برينان بإبلاغ الرئيس الأميركي بمقتل العولقي صباح أمس، وأطلعه على تفاصل العملية. وبرينان يعتبر المسؤول الأميركي الأبرز المتعامل مع الملف اليمني ولديه اتصالات مباشرة مع اليمنيين، خاصة مع نائب الرئيس عبد ربه منصور هادي حول المسائل الأمنية في البلاد.
وتزامن مقتل العولقي مع إثارة التساؤلات حول المستقبل السياسي للرئيس اليمني، الذي عاد قبل أيام إلى البلاد. ولكن أكد مسؤول أميركي من البيت الأبيض أنه «لا يوجد رابط بين عودة صالح ومقتل العولقي.. علاقتنا مع اليمن لا تعتمد على شخص واحد، فنحن عملنا مع الحكومة اليمنية والقوات اليمنية منذ سنوات لمواجهة (القاعدة) والمجموعات الحليفة لها». وأضاف المسؤول ل«الشرق الأوسط»: «لم نتصل بصالح منذ عودته إلى اليمن وما زلنا نطالبه بالتخلي عن السلطة والالتزام بمبادرة دول مجلس التعاون الخليجي من أجل انتقال سلمي للسلطة، كما نطالب كافة الأطراف بالكف عن المواجهات المسلحة».
ويذكر أن العولقي وهو أميركي الجنسية من أصل يمني، وكان أول أميركي تعلن الحكومة الأميركية رسميا السعي لقتله. وقتل أمس معه مواطن أميركي آخر اسمه سمير خان، مما أثار تساؤلات عن مسؤولية الحكومة الأميركية لضمان حقوقهم البسيطة. وحتى عصر أمس لم تحصل «الشرق الأوسط» استفسارات عن دول السفارة الأميركية في إبلاغ عائلتيهما عن مقتلهما أو إذا كانت هناك تفاصل عن موقع دفنهما.
أنور العولقي.. من ضيف جورج بوش إلى قتيل أوباما
مركز بحثي أميركي: مقتله يمثل صفعة قوية لتنظيم القاعدة في شبه الجزيرة
واشنطن: سكوت شين وسعاد مخنيت لندن: محمد جميح
خلال الأسابيع التي تلت أحداث الحادي عشر من سبتمبر (أيلول) تحول الإمام الشاب المفوه، ابن الثلاثين عاما، إلى قبلة للصحافيين الذين توافدوا عليه لفهم الإسلام. أدان الداعية علميات القتل الجماعي ودعا القنوات التلفزيونية للتجوال معه وشرح بروية تعاليم دينه.
كان هذا الإمام هو أنور العولقي، الذي قال في إحدى خطبه: «جئنا هنا كي نبني، لا لكي نهدم. نحن جسر التواصل بين الأميركيين ومليار مسلم في العالم».
منذ الوهلة الأولى، بدا هذا الشاب النحيل الطموح، الذي يجيد الإنجليزية بقدر إجادته العربية، الجسر القادر على سد هذه الهوة. كانت أسطواناته التي تحمل شرح السيرة النبوية في منازل آلاف المسلمين الأميركيين. ولكونه مولودا في الولايات المتحدة كان العولقي يمتلك حس الدعابة وحب الصيد في المياه العميقة، واشترك في خطط للاستثمار السريع، وأشار في خطبه إلى المواطن الأميركي. وقبل أسابيع قليلة من الهجوم كان يشرح الإسلام في الكابيتول الأميركي.
لكنه عاد بعد 9 سنوات من وقوفه في الكابيتول ليعلن الحرب على الولايات المتحدة من مخبئه في اليمن.
وقال العولقي في بيانه الذي نشر على مواقع متطرفة في مارس (آذار): «لقد تحولت الولايات المتحدة بأكملها إلى دولة للشر»، وعلى الرغم من قضائه 21 عاما من أعوامه ال39 في الولايات المتحدة، قال: «لقد توصلت أخيرا إلى الاستنتاج بأن الجهاد ضد الولايات المتحدة فرض علي كما هو فرض على كل مسلم قادر».
وقد ساعدته قدراته الخطابية والبلاغية على اجتذاب الشباب المسلمين إلى عشرات المخططات. فقد أثنى على مطلق النار في قاعدة فورت هود، وكان له دور في الإعداد لتفجير طائرة في 25 ديسمبر (كانون الأول)، بحسب مسؤولين في الاستخبارات. كما قال فيصل شاه زاد، المتهم بمحاولة تفجير قنبلة في ميدان تايمز، للمحققين، كانت محاضرات العولقي على الإنترنت المحرض له على الجهاد كواجب ديني.
وخلال الفترة التي تزايدت فيها المخاوف بشأن اجتذاب الشباب المسلم إلى التطرف العنيف، لم تكن هناك شخصية أكثر محورية من العولقي، الذي استخدم الإنترنت لخدمة أهداف «القاعدة». وقد أبدى مسؤولو مكافحة الإرهاب قلقا بالغا تجاه شعبيته لدى الكثيرين الذين ساروا على دربه في التطرف.
وقال فيليب ماد، خبير في مركز مكافحة الإرهاب التابع لوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية، الذي استقال بعد 5 سنوات من عمله كمستشار استخباراتي لمكتب التحقيقات الفيدرالي: «إنه شخصية جاذبة، وهو خطيب مفوه في حركة ثورية».
نتيجة للخطر الداهم الذي يمثله، تعاملت معه الولايات المتحدة بالمثل. فقد كان العولقي أول مواطن أميركي على رأس قائمة وكالة الاستخبارات المركزية للإرهابيين المستهدفين بالقتل. هذا التصنيف المتقدم جاء نتيجة لتزايد أعداد محبيه مثل شهيدور رحمان، بريطاني مسلم من أصول بنغالية، الذي درس مع العولقي في لندن عام 2003.
وقال رحمان في مقابلة معه: «قال العولقي إن العمليات الانتحارية غير مسموح بها في الإسلام، لكن التضحية بالنفس أمر مختلف».
هناك روايتان تقليديتان لمسار العولقي في الجهاد، الأولى رواها هو ذاته، التي قال فيها إنه كان إماما معتدلا غير عنيف، إلى أن هاجمت الولايات المتحدة المسلمين صراحة في أفغانستان والعراق، وسريا في باكستان واليمن، وحتى على الأراضي الأميركية ذاتها باستهداف المسلمين بالغارات والاعتقالات، ومن ثم لم يكن سوى حاملا لراية الدفاع عن دينه.
وقال العولقي في فيديو نشر مؤخرا يحمل بصمة تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية: «ما هي التهم الموجهة إلي؟ أهي الدعوة إلى الحقيقة؟ أم الدعوة إلى الجهاد في سبيل الله؟ أم الدفاع عن الأمة الإسلامية؟».
الرواية المناقضة لرواية العولقي، التي أشير إليها لكن لم تؤكدها لجنة 11 سبتمبر، هي أنه كان عميلا سريا ل«القاعدة» بدأ بشكل جيد قبل الهجمات، عندما كان 3 من الخاطفين يحضرون في مسجده. ووفق هذه الرواية، فكل ما تغير منذ ذلك الحين هو أن العولقي توقف عن إخفاء وجهة نظره الحقيقية.
الرواية التي رواها الزائرون لمسجده والمقابلات التي أجريت مع أكثر من 20 شخصا كانوا يعرفونه، كانت أكثر تعقيدا ومراوغة. كان العولقي نتاج حضارتين؛ يمنية ذات ثقافة دينية محافظة إلى حد بعيد، وأميركية متحررة. كانت أولى محطاته صلاته بالجهاد وهو لا يزال بعد مراهقا، لكن القضية التي أقبل من أجلها على الجهاد، والمتمثلة في هزيمة القوات السوفياتية، كانت هدفا أميركيا أيضا. وبعد زيارة خلال شهور الصيف إلى أرض المجاهدين المنتصرين جلب معه قبعة أفغانية وارتداها بفخر في حرم جامعة كولورادو في فورت كولينز، حيث درس الهندسة.
بعد ذلك، لعب العولقي أدوارا عدة، فكان ممثل الإسلام السمح في الولايات المتحدة المتعددة الأعراق، وكان نجم الفيديو الذي نشره موقع ال«واشنطن بوست» والذي يشرح فيه رمضان، ثم الناشط الأميركي الذي يتحدث عن حقوق المسلمين المدنية، مستشهدا بمالكوم إكس وإتش راب براون، ومروجا لنظرية المؤامرة حيث شكك علنا في دور المسلمين في هجمات 11 سبتمبر.
طوال حياته حافظ العولقي على نهجه المحافظ كخطيب متشدد كان يبدأ خطبه بالحديث عن السيرة ثم يستخلص منها الدروس السياسية للعصر الحالي.
في النهاية وبضغوط من الولايات المتحدة، حكم على العولقي بالسجن في الفترة بين عامي 2006 و2007، وازدادت راديكالية العولقي؛ حيث أدان غير المسلمين وأثنى على عمليات القتل. وأصبحت خطبه لا تختلف عن خطب أسامة بن لادن، عدا اللغة الإنجليزية الممتازة والألفة الثقافية مع الولايات المتحدة وبريطانيا.. هذه السمات جعلته يشكل خطورة كبيرة لدى مسؤولي مكافحة الإرهاب، وجعلتهم يخشونه، وكان يتباهى بذلك.
وقال العولقي في بيانه الذي أصدره في مارس: «أصبح الجهاد كفطيرة التفاح الأميركية وشاي الساعة الخامسة في بريطانيا».
قبل 20 عاما، وقبل وقت طويل من هجمات 11 سبتمبر والحروب التي تلتها، تردد الشاب الصغير على مسجد صغير على مبعدة من حرم جامعة كولورادو. كانت لهجته الأميركية مضللة، فقد ولد العولقي في نيومكسيكو عام 1971 خلال دراسة والده الزراعة هناك، وعاش في الولايات المتحدة حتى سن السابعة.
لكنه قضى فترة المراهقة في اليمن، حيث كان حفظ القرآن ضرورة لشاب متعلم، وتستبعد النساء إلى حد كبير من الحياة العامة.
كان والده ناصر شخصية بارزة، عمل وزيرا للزراعة ورئيسا لجامعتين وكان مقربا من الرئيس علي عبد الله صالح. دخل أنور مدرسة آزال الحديثة التي تعتبر أرقى المدارس اليمنية.
ويقول وليد السقاف، جار العولقي في الثمانينات في صنعاء: «أذكر أنور فتى نحيلا ذا قدرات كبيرة». وأضاف: «بالنسبة للأولاد من جيله كانت أفغانستان والجهاد لطرد السوفيات من أفغانستان هدفا ساميا».
ويضيف السقاف، الذي يدرس الدكتوراه في السويد: «كان الحديث مستمرا بشأن الأبطال الذين تركوا اليمن للانضمام إلى الجهاد في أفغانستان ونيل الشهادة لدخول الجنة. وكانت العائلات في حي العولقي تتجمع لمشاهدة أحدث أشرطة الفيديو الخاصة بالمجاهدين».
يشير يوسف صديقي، زميل العولقي في الدراسة والنشاط في المسجد واتحاد الطلبة المسلمين، إلى أنه «كان هناك دائما ما يربطه بتنشئته اليمنية، فقد كان يرفض الثقافة الشعبية الأميركية، وقد أذهل أنور أصدقاءه محبي الثقافة الأميركية بتسلقه الجبل عاري القدمين». وكان أنور العولقي الإمام الأميركي - اليمني الذي أعلنت صنعاء مقتله في غارة جوية الجمعة مطلوبا لدى كل من الولايات المتحدة واليمن بتهم التحريض على القتل لصالح تنظيم القاعدة. وقد أعلنت وزارة الدفاع اليمنية في صنعاء أن العولقي قتل مع عدد من عناصر «القاعدة» كانوا معه، فيما قالت مصادر قبلية إنه قتل في غارة استهدفت سيارتين في محافظة مأرب، معقل «القاعدة» في شرق اليمن أمس. وقد ارتبط اسم العولقي بسلسلة من الهجمات بدءا من هجمات سبتمبر (أيلول) 2001 ومرورا بحادث إطلاق النار في قاعدة «فورت هود» العسكرية الأميركية في نوفمبر (تشرين الثاني) 2009، وأخيرا محاولة التفجير الفاشلة لطائرة أميركية كانت تقوم برحلة بين أمستردام وديترويت يوم عيد الميلاد 2009. وقد كان العولقي على قائمة المدعوين إلى البيت الأبيض عقب أحداث سبتمبر في الولايات المتحدة كأحد قادة الجالية المسلمة هناك في محاولة من الأميركيين للتخاطب مع رموز الجالية المسلمة أيام الرئيس السابق جورج بوش الابن. غير أن الأمور تغيرت بعد أن ورد اسم العولقي مرتبطا ببعض الأسماء التي كان لها دور في أحداث سبتمبر على نيويورك وواشنطن. وقد بدأت رحلة هروب العولقي من الملاحقة الأميركية في ديسمبر (كانون الأول) 2007 حين فر إلى اليمن وانتشرت خطبه ومواعظه على شبكة الإنترنت التي يقول كثيرون إنها تشجع على ثقافة العنف وتساهم في تجنيد المزيد من الشباب في التنظيمات المسلحة. وضعت الولايات المتحدة اسم أنور العولقي ضمن قائمة «أكثر الإرهابيين خطورة» مما يعني أنه كان مطلوبا حيا أو ميتا ويعتقد أنه كان يختبئ في جبال محافظة شبوة وسط اليمن حيث يتمتع بحماية قبلية. حيث دعا جميع المسلمين في صفوف الجيش الأميركي إلى الاقتداء بما قام به نضال حسن. وبعد ارتباط اسمه بعمر الفاروق منفذ محاولة تفجير طائرة «خطوط الشمال» فوق ديترويت، أعلن مسؤول أميركي أن إدارة أوباما سمحت باغتيال العولقي بعدما خلصت وكالات الاستخبارات الأميركية إلى أنه شارك مباشرة في مؤامرات ضد الولايات المتحدة، الأمر الذي عارضه والده الدكتور ناصر العولقي الذي سعى دون جدوى لملاحقة من سمح بملاحقة ابنه وقتله. وفي يناير (كانون الثاني) 2011، أصدرت محكمة يمنية حكما غيابيا على أنور العولقي بالسجن 10 سنوات لصلته بمقتل مهندس فرنسي. وقد وجهت إلى العولقي في نوفمبر باليمن التهم بإقامة علاقات مع «القاعدة» والتحريض على قتل أجانب. وقال جون برينان مستشار الرئيس الأميركي باراك أوباما لشؤون مكافحة الإرهاب، في يناير 2010، إن «العولقي يطرح مشكلة»، مضيفا «إنه بالتأكيد جزء من تنظيم قاعدة الجهاد في شبه جزيرة العرب. إنه ليس مجرد إمام». واتهم برينان بشكل مباشر العولقي بإقامة علاقات مع الميجور نضال حسن الذي يشتبه بأنه قتل 13 شخصا خلال إطلاق نار في قاعدة «فورت هود» العسكرية في تكساس والذي سيحاكم أمام محكمة عسكرية في 5 مارس (آذار) 2012. وأضاف برينان أن العولقي قد يكون أجرى اتصالات أيضا مع عمر الفاروق عبد المطلب المتهم بمحاولة تفجير طائرة أميركية في يوم عيد الميلاد عام 2009. واتهم أوباما تنظيم قاعدة الجهاد في شبه جزيرة العرب بتسليح وتدريب عبد المطلب وقال إن المجموعة مسؤولة أيضا عن مخطط تفجير الطرد في أكتوبر الماضي الذي انطلق من اليمن.. فقد عثر على طردين موجهين إلى مؤسسات يهودية في شيكاغو ويحتويان على متفجرات مخبأة في علب الحبر وقد شحنا من صنعاء. وفي يوليو (تموز) 2010 أدرجت واشنطن العولقي على لائحتها للأشخاص الداعمين للإرهاب وجمدت أصوله المالية وحظرت أي تعاملات معه. وفي تسجيل نشره تنظيم قاعدة الجهاد في شبه جزيرة العرب على مواقع جهادية في مايو (أيار) السنة الماضية حث العولقي المسلمين الذين يخدمون في الجيش الأميركي على أن يتبعوا مثال حسن ودافع عن عبد المطلب. وذهب العولقي إلى أبعد من ذلك في شريط فيديو نشر على الإنترنت في نوفمبر ليدعو إلى قتل أي مواطن أميركي. وقال، كما أورد موقع «سايت» لرصد المواقع الإسلامية: «إن قتل الشيطان لا يحتاج إلى أي فتوى». وقال العولقي في الفيديو متوجها إلى الأميركيين «إما نحن أو أنتم». وفي مايو السنة الماضية قالت الولايات المتحدة إنها تشن حملة ملاحقة مكثفة بحق العولقي. وقال المتحدث باسم البيت الأبيض «لديه برنامج مثل (القاعدة) لضرب أهداف في اليمن وأنحاء في العالم بما يشمل هنا في الولايات المتحدة». لكن أحد أقرباء العولقي شدد على أن الإمام «ليس من مقاتلي (القاعدة)»، مضيفا «هو مجرد إمام». ويتحدر العولقي من عائلة ثرية وكان والده وزيرا للزراعة سابقا في الحكومة وكان رئيسا لجامعة صنعاء.
وقد قال مركز «إنتل سنتر»، وهو مركز بحثي غير حكومي مقره الولايات المتحدة، يرصد الجماعات الجهادية المسلحة، إن مقتل العولقي بمثابة صفعة قوية لتنظيم القاعدة في شبه الجزيرة، ومن المتوقع أن يترك أثرا على قدرات الجماعة على استقطاب وإلهام الشباب وجمع التمويل. غير أن التعامل العسكري مع تنظيمات كهذه أثبت عدم نجاعة الحل الأمني لأن مقتل أي زعيم ل«القاعدة» يزيد من قدرة التنظيم على كسب التعاطف وتجنيد المناصرين. وقد ولد العولقي في ولاية نيومكسيكو الأميركية عام 1971 وتابع دراسته في اليمن ثم تخرج في جامعة كولورادو حيث تخصص بالهندسة المدنية. كما نال شهادة ماجستير من جامعة سان دييغو. والعولقي كان متزوجا وله خمسة أولاد.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.