استأثرت تداعيات التهديد الكوري الشمالي بضرب أهداف داخل الولاياتالمتحدة باهتمام غالبية الصحف البريطانية الكبرى الصادرة أمس السبت، وقالت صحيفة «الديلي تلغراف» إن الرئيس الكوري الشمالي كيم جونغ أون ما يزال على ما يبدو يضمر حقداً على الرئيس الأميركي السابق جورج دبليو بوش، لأنه أدرج بلاده قبل «12» عاماً ضمن دول محور الشر. وأشارت الصحيفة إلى أن من بين المواقع داخل الولاياتالمتحدة التي حددها نظام بيونغ يانغ كأهداف لصواريخه، ولاية تكساس موطن جورج بوش. وهناك ثلاثة أهداف أميركية أخرى ذات قيمة إستراتيجية واضحة هي العاصمة واشنطن (DC)، وكاليفورنيا، أكبر الولايات اكتظاظاً بالسكان، وهاواي التي توجد بها قاعدة عسكرية أميركية رئيسة في المحيط الهادي. وذكرت الصحيفة أن سكان ولاية تكساس أصابهم الذهول أمس عندما علموا أنهم باتوا في خط النار أيضاً، مضيفة أن الرئيس السابق يقضي أوقاته بين منزله في دالاس ومزرعته في مدينة كراوفورد التي تعتبر أقرب موقع لمسار الصواريخ الكورية الشمالية عند دخولها الأراضي الأميركية. وقد أظهرت الصور التي بثتها وكالة الأنباء الكورية الشمالية كيم جونغ أون، وهو مستغرق في العمل على جهاز كمبيوتر من طراز آبل آي ماك. وقالت الديلي تلغراف إن ثمة أسئلة أُثيرت حول الكيفية التي حصل بها الزعيم الكوري على هذا الجهاز علماً بأن أميركا تفرض حظراً تجارياً على بيونغ يانغ. وتساءلت صحيفة ً«الغارديان» بدورها عن مدى جدية الكوريين الشماليين في تهديدهم، وما إذا كانوا يعنون ما يقولون، وهل ستندلع حرب «هرمجدون» كورية، في إشارة إلى المعركة الفاصلة بين الخير والشر بحسب المفهوم الديني. ولم تترك الصحيفة السؤال هكذا دون إجابة، إذ رأت أن حرباً من هذا القبيل لن تحدث، مشيرة إلى أن أحد الظرفاء بوزارة الدفاع في كوريا الجنوبية سخر في وقت سابق من تهديدات الجارة الشمالية لبلاده قائلاً إن الكلاب التي تنبح لا تعض. ورأت «الغارديان» أن كوريا الشمالية تفضل عادة الهجمات الغادرة، كالهجوم الذي شنته بقذائف الطوربيد في مارس 2010 وأسفر عن إغراق سفينة «شيونان» التابعة لسلاح البحرية الكوري الجنوبي. وأضافت أنه لا يوجد دليل على قدرة صواريخ كوريا الشمالية على قطع مسافات أبعد من أربعة آلاف ميل، أو أن بيونغ يانغ برعت في تزويد صواريخها برؤوس نووية. وحتى لو استطاعوا ولن يستطيعوا فإن أي هجوم من هذا النوع سيتم اعتراضه. وبإمكان كاليفورنيا ونيويورك وواشنطن أن تنام ملء جفونها. وإذا كانت الولاياتالمتحدة بعيدة عن الخطر في واقع الأمر فإن الحال لا ينطبق على كوريا الجنوبية واليابان، فكليهما في مرمى مئات صواريخ كوريا الشمالية القصيرة والمتوسطة المدى، كما تقول «الغارديان». في تقرير منفصل أشارت «واشنطن بوست» إلى الحروب الأميركية الخارجية، وقالت إن الحربين على أفغانستان والعراق كلفتا دافع الضرائب الأميركي مبالغ هائلة تتراوح بين أربعة وستة تريليونات دولار، وذلك طبقاً لدراسة أجرتها جامعة هارفارد الأميركية. وخلصت إلى القول إن على الحلفاء أخذ الحيطة والحذر الشديدين، وإن عليهم ألا يسعوا إلى تصعيد الموقف بل ينبغي عليهم إجراء اتصالات سرية لمعرفة ما تريده كوريا الشمالية فعلاً.
