الشيخ أحمد حسون من أوائل الذين رفعوا لواء أنصار السنة في السودان وصارع في وقت خطير كانت الطائفية ترفع أعلامها.. وكان هو يقاتل في ذلك الجو يرفع كلمة التوحيد.. من هو حسون هذا إنه شخصية نادرة في الحياة السودانية تخرّج في مدرسة البريد والبرق.. وكان أفندياً يلبس الزي الأوربي ولم ينسَ نصيبه من الدنيا ثم بعد ذلك تحول لدراسة الدين والعلوم الإسلامية، وقام بنشر السنة محارباً البِدع والطرق الصوفية، وقد عانى حرباً ضروساً من كل الاتجاهات لأنه يناوئ الأحزاب وكل الاتجاهات والحركات والبدع، لأنه يرى أن الفرد يجب أن يعرف دينه كما جاء في التنزيل وفي السنة وأن الفرد إن لم يعرف دينه صحيحاً لا يمكن أن يصل إلى السعادة والتقدم اتجه نحو أنصار السنة وعمل في مناطق متعددة في السودان كانت الطائفية مسيطرة عليها وتعرض للأخطار والحرب مع إنه كان رجلاً رائع الفكاهة قوي الحجة مطلعاً على الأدبين العربي والإنجليزي ومبيناً في حديثه باللغتين وكان على اتصال بالجماعات السلفية في العالم حيث كان يتحدث اللغة الإنجليزية بطلاقة بحكم عمله بالبريد والبرق قبل استقلال السودان وقد انتدبته رابطة العالم الإسلامي بمكة للعمل مرشداً لما كان يعرف بالمعبد الإسلامي رقم (7) الذي كان تحت التأسيس بهارلم في نيويورك بأمريكا وكان خطيب ذلك المكان هو الداعية مالكم إكس (Mlkim Ax) فالتقاه الشيخ حسون وعمل مرشداً شرعياً له وأعانه على تفهم تصورات الإسلام الكبرى ومدلولات قواعد ونصوص الشرع، وكان مثل ذلك العون أشد ما يحتاج إليه مسلم نابت في بيئة غريبة ومنبثق من خلفية ملوتة شا مالكوم إكس وظل الشيخ حسون يرافقه ويوالي نصحه وتفطينه وشرح آي القرآن وإبانة حكم الشرع الحنيف، كما كان يحضر محافله الخطابية ويظهر معه على المنصة وتلتقط له الصورة معه ومن عجب أن تعليقات الصحف الأمريكية على تلك الصور لم تصب الحقيقة كل صحيفة حسب اجتهادها تنسب للشيخ حسون إلى وطن إلا السودان وذلك مع أن الشيخ حسون كان يرتدي جلباباً أبيض ويلوي عمته على الطريقة السودانية، وقد صار الشيخ حسون رفيقاً حميماً لإكس مالكوم في أيامه الأخيرة حيث المخاطر والتحديات مع جماعة اليحيا محمد التي نفذت أخيراً تهديدها بقتله وحسب ما ورد في تعليقات ألكس هيلي (Alks Hile) على مذكرات مالكوم فإن الشيخ حسون هو الذي تولى غسله وتكفينه ودفنه على الطريقة الإسلامية ذلك خلافاً لعادات الدفن البدعية لمسلمي أمريكا هكذا سيداتي وسادتي كان الشيخ أحمد حسون داعية عالمي وقد أسلم على يديه المئات بأمريكا وهو متمكن من التحدث باللغة الإنجليزية علماً بأنه قضى عشر سنوات بأرض الحرمين واعظاً وما تبقى قضاه بأمريكا داعياً هذا وقد شهدت الشيخ حسون حينما جاء وكيلاً للبريد والبرق ذلك في الأربعينيات إن لم تخني الذاكرة، وقد وجد الشيخ حامد الإحيمر وأصحابه قائماً بالدعوة في ظروف صعبة أدت أحياناً للضرب وقد توافق معه.. حتى من الطرائف أن أحد أبناء الدامر المتطرفين في الطائفية دخل في مضاربة ومعركة مع الشيخ حسون ولطخ دقنه بالتراب وظل حسون يردد وهو واقع تحت الأرض هذه حرب ومعركة طالما هفت لها نفسي في سبيل التوحيد والإيمان ذلك الحدث شهدناه بالقرب من مكتب البريد بالدامر ألا رحم الله شيخ أحمد حسون أوائل دعاة التوحيد وصارع وضارب في سبيل الدعوة والآن بفضل الله سبحانه وتعالى وبفضل أولئك الدعاة الأوائل الشيخ حسون ومن بعده شيخ الهدية والشيخ أبو زيد وغيرهم من الرعيل الأول عليك الرحمة والرضوان شيخنا وإمامنا أحمد حسون بقدر ما قدمت ووقفت في ميدان الدعوة والحق يعلو ولا يعلى عليه.